+A
A-

مصير الذين أتوا بالخميني لتحقيق الثورة

في اول فبراير 1979 أتى الخميني ورفاقه من باريس وهبطت الطائرة التي كانوا على متنها في مطار مهرأباد في طهران. عند نزول الخميني من الطائرة كان معه عدد من مؤيديه الذين بذلوا كل جهدهم لعودته إلى إيران وكانوا يناضلون معه ضد الحكومة البهلوية بهدف تأسيس الثورة الإسلامية. وسائل الإعلام الحكومية في إيران دائما تخفي صور عدد من هؤلاء الذين كانوا جنب الخميني عند نزوله من الطائرة وتحاول ان تضعهم بعيدين عن النظر. في هذا التقرير ايران بريفينغ تشير - بصورة ملخّصة – إلى قصة هؤلاء مع الخميني و العاقبة التي كانت تنتظرهم بعد نجاح الثورة.
ويذكر أن اكثر هؤلاء بعد الثورة تعرضوا للتصفيات السياسية من جانب الخميني و مجموعته. فبعضهم تعرض للعتذيب واصبح مطلوب للحكومة وبعضهم اعدموا شنقا حتى الموت والبعض الآخر قتلوا بصورة مشبوهة.
1 - حسن لاهوتي أشكوري:
من المعارضين السياسيين والسجناء المشهورين في عهد الشاه وكان يعد من الرجال الدين المؤيدين للخميني.
عين كدعاية مذهبي من قبل الخميني في مدينة “غرمسار” لعدة سنوات.
بسبب معارضته لحكومة الشاه تعرض للاعتقال والتعذيب لعدة مرات كانت آخرها سنة 1974حيث بقى 4 سنوات في السجن ثم اُطلق سراحه مع باقي المعارضين السياسيين.
بعد إطلاق سراحه من السجن ذهب لفرانسا والتحق بالخميني فيها وكان من ملازميه عند عودته لإيران.
بعد الثورة عين قائد اللجنة الثورة الإسلامية وبعدها تولى منصب قائد الحرس الثوري الإسلامي لفترة قليلة.
في يناير 1981 قوات الأمن اعتقلت ابنه بسبب انتمائه لمجموعة مجاهدي خلق و بعدها بأيام تم اعتقاله بنفسه بإسباب غير معروفة ونقلوه إلى سجن افين بطهران. يعتقد البعض أن مخالفته لعزل الرئيس الجمهوري ابوالحسن بني صدر كان السبب الرئيسي لاعتقاله.
بعد ايام من اعتقاله في سجن افين، أعلنت الحكومة الإيرانية انه مات اثر السكتة القبية. اما عائلة آيت الله حسن لاهوتي في مقابلة صحفية مع جريدة “شهروند امروز” (مواطن اليوم) قالت ان تقرير الطبيب الشرعي يصرح بأن سبب موته هو وجود سم “استريكنين” في معدته و لم يمت بشكل طبيعي.
كذلك في هذه المقابلة الصحفية التي شارك بها ابنتي رفسنجاني و اللتان تزوجتا بإبني لاهوتي قالتا ان ابوهما رفسنجاني اوصاهما بالسكوت عن سبب المشبوه لموته من اجل الثورة.
2 - صادق قطب زادة:
كان من المعارضين السياسيين لحكومة الشاه وعلى اثر نشاطه السياسي تم اعتقاله لعدة مرات.
من اجل الدراسة سافر إلى خارج إيران والتحق هناك بأنصار الخميني وبعد فترة من بقائه في فرنسا أصبح المترجم الخاص للخميني ومن المستشارين المقربين له.
بعد رجوعه لإيران مع الخميني أصبح من اعضاء اللجنة الثورة الإسلامية. تولى رئاسة ادارة الإذاعة والتلفزيون ثم تولى منصب وزير الخارجية في الدولة المؤقته التي أسسها الخميني برئاسة مهدي بازرقان.
في 6 أبريل 1982 تم اعتقال صادق قطب زاده بتهمة مؤامرة إنقلاب للإطاحة بالحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية و اتهمته السلطات بزرع مواد متفجرة قُرب بيت الخميني بهدف إغتياله. بعدها حضر في المقابلة التي عدها له التلفزيون الإيراني و اعترف بكل التهم الموجهة اليه. كذلك ذكر اسم آيت الله سيدمحمدكاظم شريعتمداري كمؤيد للمؤامرة الانقلابية. وبهذا السبب الحوزة العلمية في قم سحبت من شريعتمداري صلاحية المرجعية.
ذكر أيت الله حسين علي منتظري في كتاب “الذكريات” أن: أحمد الخميني (نجل روح الله الخميني) ذهب لقطب زاده في السجن وقال له “لمصلحة النظام اعترف بهذه التهم وسوف يعفو عنك المرشد (الخميني)”، كذلك مسألة زرع المواد المتفجرة في بئر قرب بيت الخميني كانت مزورة و الهدف منها كان اتهام المرحوم شريعتمداري بالمؤامرة الإنقلابية ضد الحكومة. في النهاية بتاريخ 15 سبتمبر 1982 بحكم القاضي محمد ري شهري تم اعدام صادق قطب زاده شنقاً حتى الموت في طهران.
3 - ابوالحسن بني صدر:
قبل الثورة كان ناشطاً اسلامياً ذا حرارة وحماس وبخطاباته المتعددة وطبع المقالات والكتب المعادية للحكومة الملكية ونشرها بين الناس كان يعارض حكومة الشاه.
بعد الثورة تولى منصب وزير الاقتصاد و المالية في الدولة المؤقته و كان من اعضاء اللجنة الثورة الإسلامية. في سنة 1980 في اول انتخابات الرئاسة الجمهورية في إيران بعد حصوله على 79% من الأصوات أصبح اول رئيس جمهور لإيران.
في 5 مارس 1981 ألقى خطابا انتقاديا للحكومة في جامعة طهران و اقر بوجود التعذيب في السجون الإيرانية. هذا الخطاب اثار كثير من الردود الفعل المتباينة لدى رجال السياسية في إيران.
في يونيو1981 زادت خلافاته مع الحزب الجمهوري الإسلامي و الخميني. اُتهم أبوالحسن بني الصدر بالتقصير وعدم الكفاءة السياسية من قبل رئيس المجلس (البرلمان الإيراني) وعدد من النواب الذين كانوا ينتمون للحزب الجمهوري الإسلامي و في النهاية تمت اقالته من منصب الرئاسة الجمهورية لينال بعده هذا المنصب محمد علي رجايي.
في الأيام التي تلت ذلك استولت قوات الحرس الثوري (باسدران) على بيته وسجنت عدد كبير من اصدقائه. كذلك اُعـدِم عدد من أصحابه المقرّبين، منهم حسين نواب، رشيد صدر الحفاظي، ومنوشهر مسعودي.
بقى أبو الحسن بني صدر مختبئاً لمدة ستة أسابيع. وفي 10 يوليو 1981 بصورة خفيه بمساعدة بعض اصدقائه في مطار طهران ركب على متن طائرة متجهة إلى تركيا و من هناك ذهب لفرنسا.
ابوالحسن بني صدر يعيش الآن في منطقة قريبة من باريس تخضع للحراسة المشددة من قبل الشرطة الفرنسية.
4 - محمد منتظري:
نجل أيت الله حسين علي منتظري المرجع التقليد المشهور والمعارض للنظام ومن طلاب روح الله الخميني.
بدأ نضاله السياسي في مطلع الستينيات عندما نشاءت الحركة التي يقودها الخميني للإطاحة بنظام الشاه. في سنة 1965 اعتقلته قوات الأمن عندما كان ينشر إعلان ضد الحكومة وبقي 7 اشهر رهن الاعتقال ثم اطلقوا سراحه، لكن بعدها حصلت له مناوشات مع رجال الأمن و اضطر للفرار و خرج من إيران ليعيش حوالي عشر سنوات في خارج إيران بصورة مختفية و كان يعمل هناك كمنسق مع قادة الحركات الاسلامية في العالم.
في صيف 1979 و بعد الثورة أمر مهدوي كني بإعتقال محمد منتظري بتهمة التعاون مع باقي الحركات الإسلامية في العالم.
اُغتيل محمد منتظري في انفجار الذي وقع في مكتب الحزب الجمهوري الإسلامي بتاريخ 28 يونيو 1981. يذكر ان كثير من الشخصيات البارزة في الثورة الإيرانية لقوا حتفهم في هذا الانفجار. يتهم بني صدر الحرس الثوري الإيراني بتنفيذ هذا الانفجار.
5 - مرتضى مطهري:
استاذ جامعي، فيلسوف، متكلّم، مفسر القرآن ومن منظري فكرة الحكومة الجمهورية الإسلامية في إيران.
في نشاطه السياسي كان يلازم الخميني وقد شارك مع اصحابه في إدارة وتنسيق المظاهرات التي كان يقودها الخميني ضد الشاه. على اثر هذا سحبوا منه رخصة التدريس في الجامعة و حكموا عليه بالسجن.
قبل الثورة زار الخميني في فرنسا وكلّفه الخميني بمهمة تأسيس شورى الثورة و عينه رئيساً لتلك الشورى.
في اول مايو 1979 اُغتيل مرتضى مطهري رمياً بالرصاص على يد جماعة الفرقان (الجماعة التي لم تعرف حتى الآن و تتهم المعارضة بعض رموز الثورة الإيرانية و النظام الحاكم في إيران بالوقوف خلفها.)
6 - سيد أحمد الخميني:
نجل روح الله الخميني قائد الثورة الإيرانية ومنسقه الخاص مع المسئولين والثوّار.
أحمد الخميني بعد الثورة، كان ينتقد إدارة الحكومة والمسؤولين في حل الأزمات و كان يرى انّ التركيز على المشاكل التي بقيت من عهد الشاه أو حجة الأستكبار العالمي و أمريكا كسبب لوجود الأزمات لا اساس لها بل هي وسيلة للهروب من المشاكل و مبرر للفساد الحكومي.
في مارس 1995 بصورة مفاجأة أعلنت وسائل الأعلام الرسمية الإيرانية عن تدهور حالته الصحيه ثم نشرت خبر بموته. الجهات الرسمية في إيران أعلنت سبب موته بالسكتة القلبية لكن بعدها تبين انه كان من ضمن ضحايا مسلسل الإغتيالات التي راح ضحيتها عدد من المسؤولين الكبار في إيران و مسببيه مازالوا مجهولين.
7 - صادق طباطبائي:
المتحدث بإسم الدولة المؤقته التي أسسها الخميني برئاسة مهدي بازرقان أول الثورة. أستقالت هذه الدولة اثر خلافاتها الحادة مع الخميني.
صادق طباطباي بعد إستقالة الدولة المؤقته ترك تيار بازرقان –الذي كان ينتمي
اليه - و التحق بموالين الخميني الذين كانوا على رأس النظام. في سنة 1981 تم إعتقاله في ألمانيا بسبب الإتجار بالمخدرات حيث حصلوا على كمية من المخدرات كان يحملها معه و حكمت عليه محكمة “دوسلدورف” الألمانية بالسجن ثلاث سنوات ، لكن بطلب الخارجية الإيرانية و تدخل وزيرخارجية ألمانيا اطلقوا سراحه و تم طرده من ألمانيا.
طباطبائي ما زال من موالين النظام الحاكم في إيران و يدافع عن سياسات الحكومة و من المحتمل أن يرشح نفسه للإنتخابات الرئاسة الجمهورية المقبلة في إيران.