+A
A-

شهر رمضان... بلمسات بحرينية

لشهر رمضان طعم جميل في مملكة البحرين، فالأجواء مليئة بالحب والسلام في كل مكان، اذ يعتبر أهل البحرين رمضان مناسبة سانحة لإحياء العادات والتقاليد التي تميز بها الشعب البحريني الأصيل منذ القدم.
وتعيش مملكتنا الحبيبة في هذا الشهر المبارك ليالي خاصة من المحبة والود والروحانية. ولعل ابرز ما يميز رمضان عندنا المجالس الشعبية هنا وهناك، والتي يفتحها الرجال في بيوتهم ويقومون بدعوة الأقارب والجيران والأصدقاء والزائرين من كل مكان للتجمع والتباحث في شؤون الدين والدنيا وسرد الحكايات وتذكر الماضي البحريني الجميل، إضافة الى مناقشة القضايا المتنوعة والحديثة مثل مسألة الوضع المالي العالمي وغيرها... كذلك تنتشر الخيم الرمضانية التي يجتمع فيها الاقارب والاصدقاء للسمر والترفية كما تتنافس الفنادق والمطاعم على أقامة الخيام الرمضانية التي تقدم فيها مختلف الأصناف الشعبية والشرقية والغربية وتشكل ملتقيات لعائلات المواطنين والمقيمين والسياح.
كما يذهب الناس بمجرد قرب حلول شهر رمضان لشراء المواد الغذائية مبكرا وتخزينها حيث تزدحم الاسواق والمتاجر والجمعيات بالمواطنين والمقيمين من أجل توفير المواد الغذائية الرئيسية لطهي أشهى المأكولات الرمضانية البحرينية ومنها الهريس والثريد بالإضافة الى الحلويات البحرينية اللذيذة مثل المحلبية والزلابية والخبيص والساقو واللقيمات. كذلك يشكل المسحر بالرغم من التكنولوجيا الحديثة واحدا من أهم الملامح التي يتميز بها شهر رمضان في البحرين، حيث وجوده حاليا أصبح جزءا من الفلكلور البحريني... ويقوم المسحر بالمرور في الفرجان كل ليلة ليوقظ الصائمين فيسعد الجميع بصوته الجميل ويشجيهم بأناشيده، ويخرج له الأطفال فرحين وهم يسيرون خلفه. كذلك تحرص الأسر البحرينية ورواد المجالس الرمضانية خلال شهر رمضان على الالتفاف حول الشاشة الصغيرة لمشاهدة البرامج والمسلسلات التلفزيونية التي تبثها القنوات الفضائية خصوصا الكويتية والإماراتية من برامج وأعمال درامية مختلفة.
وارتبط شهر رمضان بصورة غير طبيعية بالتسوق إلى جانب العادات الرمضانية الجميلة في البحرين. وأصبح التسوق في رمضان له خصوصية لاسيما عند النساء، حيث تشهد الأسواق حركة تجارية نشطة منذ الصباح الباكر وتستمر حتى ساعة متأخرة من الليل.
فتستعد النساء بالمملكة قبل وخلال شهر رمضان المبارك لشراء كل المستلزمات التي تحتاجها خلال رمضان من طعام وملابس، ولعل أنسب الأوقات المفضلة للتسوق هو وقت النهار. وتنتشر الكثير من الأسواق بالمملكة التي تعرض سلعا بعينها أو ما يتعارف عليه البعض بالأسواق المتخصصة كأسواق الخضار والأسواق التي تزخر بالاحتياجات النسائية والمنزلية. ومن الواضح أن التسوق عند النساء في شهر رمضان يكون له طابع خاص، لاسيما مع الأهل والأصدقاء، حيث تستطيع النساء قضاء كل الحاجات والمستلزمات، وتتميز برخص الأسعار في بعض منها، وتكون هناك منافسة فيما بينها في رمضان، لكن فيه تكون الأسعار مرتفعة نسبيا.
من أبرز السلع التي تجذب النساء هي الملابس النسائية وملابس الأطفال والأواني المنزلية والمفروشات وألعاب الأطفال. كما أصبح التسوق في شهر رمضان المبارك لاسيما ليلا من العادات المتكررة. فمنذ الصباح الباكر تبدأ الحركة تعج في الأسواق، حيث تقبل النساء عليها من كل حدب وصوب وتسمع أصوات البائعين يهتفون لعرض معروضاتهم لاسيما الملابس النسائية وملابس الأطفال وغيرهما من مستلزمات المرأة بل يتعدى ذلك إلى عرض مختلف المنتجات حتى تجد كل امرأة ضالتها، بالرغم من أن النساء يحببن التسوق في المراكز الكبيرة لشراء كل المستلزمات والاحتياجات.
التسوق في شهر رمضان يعد متنفسا حقيقيا للمرأة البحرينية في ممارسة عملية الشراء، وكذلك قضاء الوقت مع الأقارب والمعارف والأصدقاء.