+A
A-

محمّد بن عيسى يدشّن مع فنّاني “أصيلة” عملي الهاشمي وفرحان

المنامة - وزارة الثقافة: بعد أن اختتمت النّدوة الثّالثة لمنتدى أصيلة الثّقافيّ الدّوليّ السّادس والثّلاثين جلساتها النّقاشيّة في لقاءٍ ما بين الفنّانين والنّقّاد التّشكيليّين ومؤرّخي الحركة الفنّيّة يوم أمس الأول (الاثنين)، توجّه وزير الخارجيّة المغربيّ الأسبق ومؤّسس منتدى أصيلة محمّد بن عيسى برفقة المشاركين والفنّانين من مملكة البحرين والمغرب العربيّ ومختلف أنحاء العالم إلى حيث الأعمال النّحتيّة التي أودعها كلٌّ من الفنّانَيْن خليل الهاشميّ وخالد فرحان لمدينة أصيلة المغربيّة، وذلك خلال مشاركتهما في هذه الدّورة التي تحتضن مملكة البحرين ضيف شرف المنتدى.
التّدشين الرّسميّ لمنحوتتين حملتا اسمَ البحرين ليبقى جزءًا من حكاية أصيلة، استقطب حضورًا واسعًا، أحاط بتفاصيل هذين العمَلَيْن الفنّيَّيْن، وبذلك ورغم مغادرةِ كلّ من الهاشميّ وفرحان للمدينة إلّا أنّ كلّ منحوتةٍ فنّيّة جسّدت أثرًا جميلاً للفنّ ووسمًا من قلبِ البحرين أبدعته أيديهما، كتلويحةٍ دائمةٍ لزوّار المكان وناسِ أصيلة.
ويمثّل عمل الفنّان النّحّات خليل الهاشميّ، تفصيلاً مشتركًا يجمع البحرين بأصيلة، إذ اشتغل في منحوتته على فكرة البحر الذي يجمع طبيعة البَلَدَيْن، من خلال عمله الذي يجسّد قاربًا بحريًّا ومجسّم إنسانٍ يراقب الأشياء من موقعه. وتمّ نقل هذا العمل الفنّيّ من موقعه الأوّل في بوّابة المدينة إلى حديقة سيدي الغزوانيّ ليكون في سياق يوميّات المارّة. ويحمل العمل اسمَ “لم تصل، ما لم تُبحِر”، ويمثّل أيقونةً جميلةً وذكيّة تشير إلى البحرِ وحياة الصّيّادين، في رسالةٍ جماليّةٍ قادمةٍ من جزيرةِ اللّؤلؤ في الخليج العربيّ وحتّى مدينة الصّيّادين الملامسة للمحيط الأطلسيّ (أصيلة المغربيّة).
ومن نحتِ الهاشميّ إلى فرحان، توجّه الحضور لتدشين العمل الفنّيّ الآخر، الذي يقع عند الواجهة البحريّة لأصيلة حيث المدخل الآخر. ويمثّل هذا العمل الفنّيّ تشكيلاً جماليًّا باستخدام صفائح حديديّة ورقيّة متعدّدة، تتلامس فيما بينها بطريقة فنّيّة مبهرة، وتتسلّق بعضها البعض وصولاً لارتفاعٍ يزيد قليلاً عن الأمتار الثّلاثة. هذه المنحوتة الفنّيّة تحمل اسم (تراكمات ورقيّة)، وتشكّل تلويحةً أولى لساكني المدينة وزوّارها القادمين من بوّابة الواجهة البحريّة.
وأتبع تدشين النصبَيْن التّذكاريَّيْن الفنّيين زيارة إلى مرسم الأطفال في منتدى أصيلة الثّقافيّ، الذي كان يتّخذ موقعه في قصر الثّقافة على مقربةٍ من مشاغل وورش الرّسم والحفر، في نبوءةٍ بأجيالٍ فنّيّة قادمة. وكشف المرسم الذي استعرض أعمال الأطفال ورسوماتهم واشتغالاتهم على التّشكيل والخطّ العربيّ عن العديد من الأعمال الجماليّة التي اتّسمت بألوانٍ مزهرة ومبهرة، وبرزت لوحاتٍ مصغّرة وعفويّة للخطّ ومشاهد الحياة والشّخصيّات الطّفوليّة. كما قام الأطفال ببناء مجسّمٍ من ورقٍ مقوّى يمثّل شخصيّة طفلٍ كبيرٍ يحمل علميّ البحرين والمغرب، في تحيّة عفويّة وصادقة حملوها للمشاركين من مملكة البحرين.