+A
A-

البستكي: يجب على السلطة التشريعية والتنفيذية تغليظ العقوبات على من يعذب الحيوانات

البلاد - محرر الشؤون المحلية
أكدت الناشطة في العناية بالكلاب المشردة فتحية البستكي أن الكلاب أكثريتها تعتبر أليفة ومحبة للبشر وغير مؤذية تعيش حالة يرثى لها، لا تجد الطعام أو الشراب أو العناية بها إن مرضت ولو تعرضت لمختلف الحوادث والقسوة على أيادي البشر، وأشارت إلى أن ديننا الإسلامي قد حث البشر على الرأفة بها والرحمة، وبما أن الأعداد تكاثرت على مر السنوات والمجموعة وصرنا نشاهد مآسي تتعرض لها الكلاب بين الحين والآخر تلك الحيوانات المسكينة وغير الناطقة، مؤكدة أنها قررت لذلك أن تكون المتحدثة والناطقة بالنيابة عن هذه الحيوانات للتعبير عن آلامها وعن مشاكلها، وبمساعدة تلك مجموعة من الأصدقاء المحبين لهذه الحيوانات الأليفة لأجل إيصال ندائها إلى الجهات المختصة في المملكة للنظر في الموضوع والمساعدة في هذا الأمر، علماً أن هناك كلاب أصلية، وليست مختلطة في نوعيتها شردت بسبب الإهمال من قبل المالكين أو بسبب ضياعها في الطرقات، أو التخلي عنها، لذا نناشد الحكومة والمؤسسة التشريعية لتغليظ العقوبات ضد من يعرض حياة الحيوانات للخطر ومنها الكلاب أو يتعمد إيذاءها، وما الحرق الذي تعرضت له القطة على مرأى من الجميع بجرم مصور وموثق ببعيد ولم يكن العقاب للأسف بقدر الجرم وذلك لغياب القوانين الرادعة التي تحمي الحيوانات من الوحشية الآدمية لدى البعض.
“كلب” جائع مكبل..
ويعذَّب بوضع الأكل أمامه
وأشارت البستكي إلى أنها تلقت مكالمة هاتفية مساء يوم الجمعة 15 مايو من سيدة آسيوية عضوة في صفحتها في الفيسبوك الخاصة بالعناية بالكلاب المشردة، تعلمها أن أبناءها شاهدوا أحد الكلاب مقيداً في منطقة مسورة في إحدى القرى، وحيث إن الأمر قد تكرر مرة أخرى في نفس القرية وفي نفس المكان، خلف قطعة أرض مسورة ليس بها شي يذكر، فتوجهت مباشرة إلى المنطقة أحمل معي المعدات اللازمة لإنقاذ الحيوان المسكين من التعذيب، إذ إن كثيرين ليس بإمكانهم فك القيد أو محاولة التقرب من أي كلب مجروح أو مقيد خوفاً من تعرضهم للأذية أو محاولة العض مثلا وما إلى ذلك، وقال البستكي “حين وصلت إلى المكان، اقتحمنا جميعاً المنطقة المسوّرة وكان من الصعب الوصول إلى مقر الكلب المقيد بسبب قلة النور والظلام ودون وجود أية إضاءة بالطبع، فاستخدمت الفلاش الخاص بالهاتف النقال مع الصبية، وحين وصلت إلى المكان، هالني الأمر، إذ إن الكلب تم قيده خلف شجرة بقصد إخفائه عن الأعين حتى لا يتمكن أي شخص من إنقاذه”، وأشارت إلى أن الشجرة ليست طويلة ومن الصعب كان الانحناء للوصول إليه وفك قيده، وقد تم قيده بواسطة سلسلة حديدية تم لفها على إحدى الأرجل الأمامية، ومن ثم تم لف نفس السلسة على الرقبة بصورة محكمة وبعدها تم ربط السلسلة بشجرة.
والكلب كان من نوعية “السلوكي” ولم يكن كلبا مشردا، بل ربما كان مهملا من قبل أحد الأشخاص ومن ثم وقع في فخ رجل مختل عقلياً يحب تعذيب الحيوانات ويستمتع به!! والرجل المختل عقلياً لم يكتفِ فقط بتعذيب الحيوان المسكين بمثل هذه الصورة فحسب، إنما أيضاً وضع بعض الطيور الميتة على بعد أمامه بحيث يشاهد الحيوان الطعام ولا يتمكن من الوصول إليه، فقمنا بفك القيد ومن ثم حمله إلى سيارتي، وقمت بالاتصال بالطبيب البيطري الذي أتعامل معه بصورة دائمة “أحمد عبدالعظيم”، ولم يتوانَ في الحضور وفتح العيادة لتقديم الإسعافات للكلب المسكين.

3 “كلاب بيتبول”
مربوطة تعاني العطش الشديد
وقالت البستكي “قبل شهر تقريباً، حدث نفس الأمر مع 3 كلاب من نوعية البتبول وفي نفس المكان بواسطة نفس الشخص أو الأشخاص، إذ تم تقييدها ولكن ليس تحت الشجرة وكانت تعاني العطش الشديد ونقص السوائل في الجسم وقمنا بإنقاذها بمساعدة الشيخة مروة بنت عبدالرحمن آل خليفة إذ تطوعت هي في المساعدة، وتم إرسال الحيوانات إلى العيادة البيطرية، وكانت تعاني من سوء التغذية والضعف عموما، ومازالت هذه الكلاب تحت إشراف الطبيب البيطري ولا نجد لهم مأوى أو مسكنا لإيوائهم.
وأشارت إلى أنه في اليوم التالي مساءً، يوم السبت تاريخ 16 مايو، طلب النجدة أحد الأعضاء الأجانب في صفحة بحرين ستريز في الفيس بوك لإسعاف كلب بيتبول يعاني من سوء التغذية ومليء بالجروح وجده في منطقة الحد، وقمنا أيضاً بالمساعدة إذ تطوعت إحدى العضوات بأخذه إلى الطبيب البيطري وإسعافه، وبعد ساعات عدة فقط من نفس اليوم وفي ساعة متأخرة مساء، تلقيت أيضاً مكالمة من أحد المتتبعين لصفحة (بحرين ستريز) على الانستغرام يخبرني بوجود كلب جرمن شيبرد، من نوعية أصلية، تعرض لهجمة قاسية من قبل بعض الكلاب الأخرى عليه وكان في حالة يرثى لها، وتم أيضاً إسعافه بواسطة الطبيب البيطري هاشم المطوع في ساعة متأخرة مساء. فالعيادة الحكومية، ماذا أقول عنها: لا حياة لمن تنادي!! مهما قمنا بالاتصال بهم في حالات الطوارئ ومهما اتصلنا، فليس هناك من مجيب!! علماً أن هناك رقماً خاصاً لحالات الطوارئ، فليس هناك من يقوم بالرد على المكالمات الهاتفية بتاتاً لإسعاف الحيوانات بعد انتهاء الدوام الرسمي صباحاً!! لذلك، لم أعد ألجأ إليهم مطلقا لتلقي المساعدة ومنذ أكثر من عام تقريباً.
وأكدت البستكي أن المشكلة التي تواجهها دائما وبصورة مستمرة هي أنها لا تملك مسكناً يضم تلك الحيوانات المعذبة في الشوارع، خصوصا بعد إنقاذها وبعد العناية الطبية بها، لا تجد لها أماكن تحميها من تلك الهجمات وتعذيب الآخرين لها، وكثير منها ما زالت موجودة في عيادة تيلز إذ تم إيواؤها من قبل صاحب العيادة لشهور تقريباً بسبب عدم توفر المساكن لهم، إذ إنه من الظلم أن نعيد الحيوانات التي قمنا بالعناية بها وأيضا قمنا بعمليات التخصية لها إلى الشوارع!

نداء للمسؤولين لتوفير
الملجأ للحيوانات المشردة
ووجهت البستكي نداء إلى الجهات المختصة في المملكة للنظر في هذا الأمر وتوفير المكان المناسب للحيوانات وحمايتها من التعذيب، فإلى جانب أن الكلاب المشردة لا تملك قوتها اليومي، ولا تجد الماء في الطقس الحار، وتتعرض لمختلف الأمراض والحوادث وقلة هم من يقومون بالمساعدة فهناك هؤلاء القساة الذين لا يتوانوا عن تعذيبها بصورة أكبر وضربها وقتلها أو تسميمها بسبب كراهية هذا الحيوان دون أن تكون هناك جهة معينة تنظر في هذا الأمر، لذا متمنية أن يتم فرض عقوبات صارمة على كل من يقوم بالتعرض للحيوانات بصورة عامة.
وتمنت على الجهات الرسمية النظر في موضوع الكلاب المشردة وحمايتها من الأيادي الغادرة رحمة بها ورحمة بنا أيضاً، إذا إنني لا أملك مكاناً مخصصا وصالحا لها لإيوائها، علماً أن كثيرا من الأعضاء في صفحة بحرين ستريز يتعاونون في البحث لها عن عوائل ترعاها بصورة مؤقتة أو تتبناها خصوصا الصغار.
والجدير بالذكر أن الناس عموما تبحث عن الجرو “الكلب الصغير” لكي يكون متعة لأطفالهم، وبعد أن يكبر، يتم إهماله من قبل الناس فيعود مرة أخرى للشوارع.

عمليات “التخصية” حل مؤقت لتقليل عدد “الكلاب” المشردة
وقالت “حاولت البحث عن حلول أخرى، بعد أن دب في قلبي اليأس من الحصول على مساعدة الجهات المختصة بتوفير ملجأ للحيوانات، علماً أنني قابلت بعض المسؤولين عن شؤون الزراعة في العام الماضي، ولكن دون أن يحدث أي تطورات في الموضوع.
الكلاب المشردة في تكاثر مستمر، ولإيجاد الحلول المناسبة، لم يكن هناك أي حل آخر سوى محاولة تقليل أعدادها، فقررت أن أنقل بعضها للعيادات البيطرية لإجراء عمليات التخصية لهم بعد النقاش في هذا الأمر ومنذ أكثر من عام مع بعض الأعضاء في صفحة الفيسبوك والاتفاق على هذا الأمر، وبالتعاون مع جمعية الرفق بالحيوان للقيام بعمليات التخصية بصورة مجانية، إذ إن الجمعية لا تقوم بصيد الكلاب المشردة لهذا الغرض إنما تطمح وتتطلع لتعاون المواطنين في صيد الكلاب وأخذها لهم للقيام بذلك ومع تعاون العيادات البيطرية في هذا الشأن بمنحنا تخفيضا جيدا للقيام بذلك، إلا أنه لا يسعني القيام بهذا الأمر لجميع الكلاب المشردة في المملكة، إذ إن عمليات التخصية بحاجة إلى ميزانية كبيرة وأعداد الكلاب في المملكة بالآلاف، فعمليات التخصية من شأنها أن تساهم في تقليل أعدادها مستقبلا، وهي تعتبر حماية لها من تعرضها لبعض الأمراض مثل السرطانات وغير ذلك، علماً أن كثيرين يقوم بمثل هذه العمليات حتى للحيوانات التي يقومون بتربيتها في منازلهم.
ودعت الجميع إلى التكاتف لحل مشكلة الكلاب المشردة في المملكة، متمنية تعاون الجهات المعنية في هذا الأمر وتعاون المواطنين أيضاً في العناية بها وحملها إلى العيادات للعناية بها في حالات الحوادث والأمراض لإجراء عمليات التخصية اللازمة لها، مضيفة “في حال عدم تمكن أي مواطن من مساعدة أي كلب مشرد، أرجو الاتصال بنا على الأرقام المذكور في المواقع ونحن سنقوم باللازم”.

“بحرين ستريز”
هي مجموعة مؤلفة من مختلف الأعضاء ومختلف الجنسيات، تكونت على موقع الفيسبوك لأجل حماية الكلاب المشردة والعناية بها في المملكة منذ أكثر من عامين. وتضم المجموعة أكثر من ثلاثة آلاف من الأعضاء، إلى جانب المتتبعين وبعض المتعاونين على صفحة الانستغرام أيضاً لأجل مساعدة الكلاب المشردة التي ليس لديها من يحميها أو يطعمها أو يعالجها إن أصيبت بأمراض أو حوادث ومختلف المشاكل كونها تعيش في الشوارع.