+A
A-

التشكيلي علي حسين: اللوحة حكاية غير قابلة للتكرار

علي حسين ميرزا, فنان تشكيلي بحريني شارك في معارض محلية من بينها معرض البحرين السنوي، إضافة إلى المعارض الخارجية: معرض شمال بإيطاليا ومعرض عبور بدار الفنون بتونس، متحدثًا عن فنه وعن تميزه كفنان استطاع الوصول إلى أسلوبه الخاص الذي يميزه عن البقية في لقاء بمعرض إيقاع مجرد بمركز الفنون.
كيف اكتشفت الفن في ذاتك؟
الانطلاقة الفعلية كانت منذ المرحلة الابتدائية، لكني كنت أعشق الرسم منذ الصغر أي قبل المرحلة الابتدائية، وبالنسبة لي لا توجد بداية لأي فنان خصوصا الفنان التشكيلي.
كيف كان دور المحيطين بك؟
حظيت بالاهتمام والتشجيع، العائلة وفرت لي المساحة وهيأت لي مرسمي الخاص في المنزل، لكن الاهتمام الأكبر الذي حصلت عليه كان من قبل الأستاذ المرحوم كامل مال الله الذي كان له دور كبير في صقل موهبتي، وهو الذي وضعني على طريق البداية الصحيح.
كيف استطعت التفرد في أسلوبك الخاص؟
يعد هذا الهاجس الأكبر لأي فنان، كيف يخلق الفنان لنفسه خطًا معينًا، وهذا لا يأتي إلا عن طريق التجربة والممارسة، لن يصل أي فنان إلى أسلوبه الخاص إذا لم يجرب بشكل مستمر، طبعًا وصولي إلى أسلوبي الخاص لم يأت عن طريق الصدفة بل جاء بشكل متدرج ومع ذلك أعتبر نفسي مازلت في عملية البحث.
كيف تحافظ على اللاتكرار في فنك؟
التكرار هو الفخ الأكبر الذي من الممكن أن يقع فيه معظم الفنانين، ومن أصعب الأمور التي ممكن أن تواجه الفن هي أن يجدد، هناك فنانون كثر في الخليج يعانون من هذه النقطة ويدافعون عن حقهم في التكرار.
بالنسبة لي اللوحة لا تتكرر مرتين، وتحدث لي مواقف عندما يرى بعض الأشخاص لوحة مباعة لي وتنال إعجابهم يطلبون مني رسمها مرة أخرى، طبعًا لا، مستحيل أن أستطيع رسم اللوحة ذاتها مرتين، كل لوحة لها بيئة وحكاية معينة قبل أن أبدأ في رسمها، وأعتقد أن هذا ما يترك أثرا للعمل، الحكاية التي لا تتكرر أكثر من مرة.
هل تعتقد أن اللوحة هي إسقاط من عالم الفنان؟
أي نوع من الفنون يساهم الفنان من خلاله في التعبير عن هواجسه وأحاسيسه، فشيء طبيعي أن تكون اللوحة إسقاط الفنان على ما بداخله، وهذا ما يجعل اللوحة صادقة أكثر ويجعل مقتنين اللوحات أكثر إقبالا عليها؛ لأنها تمس ما بداخلهم.
ما رأيك في الفن الذي يعتمد على التقنيات التكنولوجية؟
التطور مؤثر كبير على حياتنا بشكلها العام، وطبيعي أن يدخل كل المجالات ومن ضمنها الفنون، وطبعًا الكثير من الفنانين لا يفضلون هذا النوع الدخيل؛ لأن طبيعة الإنسان العربي لا يتقبل التجديد، أما عني فأنا أعتبر كل شيء جميل فنا، الذين يعتمدون على التكنولوجيا في خلق الفن يبذلون جهدا أيضًا.
كيف ترى علاقة الفن ببقية الفنون؟ وهل لديك ميول لفنون أخرى؟
أنا خريج مسرح، والمسرح يسمى بأب الفنون، ويضم كل أنواع الفنون من موسيقى وكتابة وتشكيل ورقص، أنا أعيش ارتباط الفنون ببعضها، أحيانًا أتأثر بشعر فأرسم لوحة، أما عن الميول فأنا لا أجد نفسي في إطار غير الرسم، أكتب لكن لا أستطيع أن آخذ هذه المحاولات الكتابية بشكل جاد أو حقيقي، لا أرى الكتابة هاجسا، لكني متذوق للفن، وأحب الموسيقى.
هل تعتقد أن هناك توازنًا بين شخصك كـ”علي” وشخصك كفنان؟
أرى أن كلا الشخصين منصهران في بعضهما، وهذا ما يؤرقني جدًا ويعطل أمورا كثيرة في حياتي.
هل لك تواصل مع مؤسسات فنية عربية أو عالمية؟
انضممت لجمعية الفن البحريني المعاصر لسنة واحدة وانسحبت، بالنسبة لي الانتماء للمؤسسات الفنية يقيد حرية الفنان لذلك لا أفضل الانضمام لأي مؤسسة.
ما هي فكرة المعرض التركيبي “إيقاع مجرد”؟
الفن التركيبي يجب أن يؤخذ على محمل الجد في البحرين؛ لأن رسالته قوية جدًا. فكرة هذا المعرض نشأت منذ شهر أبريل 2015 وتطورت مع الوقت، اجتمعت مع مجموعة من الفنانين وفي النهاية بقيت الفنانتين ميسم الناصر ومريم النعيمي، وثيمة هذا المعرض هي الإيقاع لكننا خرجنا من إطار الإيقاع بشكله المتداول ووسعنا مفهومه بواسطة الفن التركيبي.
هل تفضل المعارض المشتركة أم المعارض الشخصية؟
بداية الفنان شيء طبيعي أن تكون المعارض المشتركة أفضل بالنسبة له؛ لأنها تتيح له الفرصة ليعرفه الناس قبل أن يكون له معرض شخصي، فصعب جدًا أن يبدأ الفنان مباشرة بمعرض شخصي.
كيف ترى متابعة الجمهور البحريني للفن التشكيلي؟
البحرين دولة صغيرة والجمهور محدود جدًا، فعندما يقام معرض يكون الإقبال من قبل جمهور التشكيل فقط، ولكل فن جمهوره أي أن الجمهور المتوقع قدومه إلى المسرح هو ذاته الذي يحضر كل مسرحية، وكذلك بالنسبة للتشكيل وبقية الفنون.

تحدث عن مشاركاتك في المعارض المحلية..
في البحرين لم أشارك إلا في المعرض السنوي الذي يكون تحت إشراف هيئة الثقافة، بقية المشاركات تكون في المعارض الصغيرة كالبارح والرواق، لكني عرضت في الخارج أكثر من البحرين.
ما هي الصعوبات التي تواجه الفن التشكيلي في البحرين وواجهتك خصوصا؟
الصعوبات لا تواجهني أنا فقط، تواجه دائمًا الفنان الشاب البحريني وهي فرصة العرض شبه المستحيلة في البحرين، لا يوجد لدينا في البحرين سوى المعرض السنوي للشباب رغم أن هناك مقترحات يتم دراستها حاليًا في هيئة الثقافة لإنشاء صالون فني شبابي سنوي، الفنان في البحرين يحتاج فترة طويلة وصعبة من أجل أن يثبت نفسه كفنان.
لقاء الطالبة: زينب مرضي
جامعة البحرين