+A
A-

وزير الخارجية لصحيفة “الكويتية”: مجلس التعاون وُلد ليبقى.. ويجب السعي لإنشاء الاتحاد

في حوار كانت الصراحة عنوانًا له، تحدَّث وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، عن الوضع السياسي العربي والخليجي، مؤكدًا أن القمة العربية - اللاتينية، التي عُقدت في الرياض أخيرًا، كانت من أنجح القمم التي عُقدت بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، وأنها أثمرت نتائج غير مسبوقة، وغطَّى بيانها كافة أوجه العلاقة بين الجانبين.
وعن العلاقات الخليجية، وشعور المواطن الخليجي بالإحباط في بعض الأحيان، أكد الشيخ خالد آل خليفة، في حوار أجرته معه صحيفة “الكويتية”، أن مجلس التعاون الخليجي وُلد، ليبقى، وأنه حقق الكثير من الإنجازات التي عمَّت بالفائدة على شعوبنا الخليجية، مثل: التكامل الدفاعي، والانفتاح الاقتصادي بين دول المجلس، إلا أنه يجب التوجه نحو الاتحاد الخليجي، الذي لن يؤثر في سيادة دول الخليج، لافتًا إلى أن الخلافات في وجهات النظر موجودة، وهذا أمر طبيعي، إلا أن التكاتف والتلاحم الخليجي دائمًا ما يظهران بصفة جلية في الأمور المصيرية والصعبة.
وفي ما يخص الوضع في اليمن، قال إنه يختلف حاليًّا عمَّا كان قبل “عاصفة الحزم”، التي غيَّرت موازين كثيرة، فقد أخرجت اليمن من محاولات السيطرة والنفوذ الإيرانية، مشيرًا إلى أن الحل في اليمن يجب أن يكون سياسيًّا، فالتدخل العسكري كان لإبعاد الخطر، ومنع هذا البلد من الانزلاق في حرب أهلية، لكن في نهاية الأمر الحل السياسي بيد اليمنيين كلهم، وكل أطراف النزاع يجب أن يجتمعوا، لوضع حدٍّ لهذا النزاع، ونتمنى لهم التوفيق في اجتماعهم القادم. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

* نبدأ حديثنا أولاً بالقمة العربية - اللاتينية، التي عُقدت في الرياض، وأهم ما جاء فيها من نتائج.. فما تعليقك على ما خرجت به هذه القمة؟
- هذه القمة كانت من أنجح القمم، ولاسيما أنها سبقتها ثلاث قمم، وكانت ناجحة بكل المقاييس، فقد بنت علاقات أوسع، وصدر عنها بيان غطى مختلف أوجه العلاقة، وخاصة العلاقات السياسية التي نسعى لبنائها من جديد وملء الفراغ الذي كان متروكًا من قِبل للآخرين، إضافة إلى تقوية الجانب الاقتصادي، فهذا أمر نحن فخورون به، فنتائج هذه القمة غير مسبوقة.

اقتراب القمة الخليجية
* نحن نقترب من انعقاد القمة الخليجية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وبعض الشعوب قد تكون محبطة من مجلس التعاون، لأنه لا توجد نتائج ملموسة على أرض الواقع.. فهل تعتقد إن هذا الشعور حقيقي، أم أن الناس لم تصل إليها حقيقة الإنجازات؟
- الناس هم أساس نجاح أي مسيرة تكاملية أو وحدوية، خصوصًا مجلس التعاون، فهناك أشياء محسوسة قد تراها بعينيك، وهناك أشياء لا تراها، لكنها موجودة، فهناك التكامل الدفاعي والانفتاح الاقتصادي وسهولة الانتقال، بالإضافة إلى أن معوقات العمل لكل مواطن بدأت تزول، أضف إلى ذلك، أن التطبيق الكامل للاتحاد الجمركي سيتم قريبًا مع الوقت، لكن يجب علينا أن نتوجّه بصفة تكاملية نحو الاتحاد، وخاصة أنه لن يؤثر في أي شكل على سيادة دولنا، فهذا ما يجب أن نتّجه له، فنحن حققنا الكثير، قبل أن نصل لهذه الشكلية المهمة، فمجلس التعاون وُلد ليبقى، وحقق الكثير للناس، ولا تتخيَّل وضع دولنا من دون مجلس التعاون.

* لكن ما نراه أن المواطن الخليجي يرى أن المجلس غير متكاتف، وأن أبسط الخلافات قد تخلق فجوة بين دوله.. كيف ترى ذلك؟
- مجلس التعاون دائمًا ما كان متكاتفًا، وخاصة في الأمور المصيرية والصعبة.. لكن في الوضع السياسي، هناك تباين في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي، لكن هذا لا يوصلنا لحد أننا مختلفون، فليس هناك أي خلاف قائم بين أي من الدول الخليجية، فقط هناك اختلاف في وجهات النظر في السياسات مع دول أخرى، وهذا أمر طبيعي.

الموقف العماني في سورية
* مثل الموقف العُماني في سورية، مثلاً؟
- الموقف العُماني في سورية ليس طارئًا أو جديدًا، فعندما قررنا سحب السفراء من دمشق، قالوا إن هذه النقطة ليست من سياستنا، وهذا أمر متعلق بهم، وهناك احترام كامل بيننا وبينهم.

* كيف ترى زيارة وزير خارجية عمان لسورية؟
- عمان دائمًا ما تسعى لإنهاء المشكلات في المنطقة، ولهم طريقتهم في التعامل مع الأمور، كما أن لهم توجههم في سياستهم الخارجية.. نحن لا نشكك في ذلك، وقد تكون هناك مبادرة عمانية ستعرض علينا، وهذا أمر نقدره جدًّا.

* كيف ترى الوضع في سورية في الوقت الحالي؟
- يجب أن يعي الجميع، أن الحل في سورية ينبغي أن يكون سياسيًّا، بعيدًا عن العمل العسكري.. فوجود “داعش” والمنظمات الإرهابية، ليس المشكلة، حيث إنهم حينما حدثت المشاكل في سورية جاؤوا إليها.. فيجب أن تكون هناك جبهة سورية موحدة، للنهوض بها، وفق اتفاق “جنيف 1”، فإذا ما تم الالتزام بهذا الاتفاق، فسيتم إبعاد كل المنظمات الإقليمية، وخاصة التدخل الإيراني في هذا البلد.. أما غير ذلك، فهو أمر يخص السوريين، ونتطلع لنجاحهم فيه، ويجب توحيد الجهود لحماية هذا البلد.

الوضع في اليمن
* هل هناك معادلة بين الوضع في سورية واليمن؟
- الوضع في اليمن حاليًّا يختلف عمَّا قبل “عاصفة الحزم”، التي غيَّرت موازين كثيرة، حيث أخرجت اليمن من محاولات السيطرة والنفوذ الإيراني، فمنطقة الغرب الأفريقي كلها جاءت مع توجُّه المملكة العربية السعودية، والتحالف القائم في مسألة حماية الممر المائي الرئيس، وهو باب المندب، وتثبيت الاستقرار في اليمن، فالتدخل العسكري أتى لإبعاد خطر، وبناءً على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور، ولمنع هذا البلد من الانزلاق في حرب أهلية، لكن في نهاية الأمر الحل السياسي بيد اليمنيين كلهم، وكل أطراف النزاع يجب أن يجتمعوا، لوضع حد لهذا النزاع، ونتمنى لهم التوفيق في اجتماعهم القادم.

* حينما نقول إيران.. ما الصورة الذهنية التي تتوارد إليكم؟
- هناك صورة ذهنية طبيعية، فهي دولة جارة، لنا معها تاريخ مشترك، وإن كانت هناك خلافات، فذلك نتيجة الصورة الطارئة، حينما غيَّرت سياستها في المنطقة، وسعت إلى السيطرة الإقليمية.. فهذه هي إيران الطارئة، لكن إيران الحقيقية لم تتغيَّر، وموجودة، وإيران الطارئة باتت التحدي الأكبر، فإذا تعدلت الأوضاع ورفعت يدها وأوقفت التهريب والتدريب وتخزين السلاح وإرسال العملاء، وقتها ستكون رسالة حقيقية، أن إيران غيَّرت سياستها، لكن أن نجلس معها على طاولة حوار، وهذه الأمور مستمرة، فهذه مضيعة للوقت.

البحرين اليوم
* هل ترى أن الوضع في البحرين حاليًّا بات أكثر استقرارًا؟
- البحرين اليوم غير البحرين منذ 30 سنة، فهناك حفنة من الإرهابيين يستهدفون رجال الأمن، وهذا هو التحدي الأكبر أمامنا، وهو تحدٍ إرهابي بحت، وليس أمامنا أي تحديات سياسية، والذي يرى غير ذلك، فهو لم يقرأ الصورة كيف تطورت، لكن تبقى مسألة الإرهاب هي التي نتعامل معها اليوم.