+A
A-

العاهل: البحرين عانت ولا تزال من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من إيران و“حزب الله”

المنامة - بنا: أكد عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن “التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية دولاً وشعوباً؛ باعتبارها تحديات بالغة الدقة والخطورة، داخلية وخارجية، تفرض زيادة التنسيق والتشاور والتعاون بما يوجب مواجهتها ودرء أخطارها التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل دولها وشعوبها، وتحول دون تحقيق مصالحها وأهدافها المشتركة في وحدة الصف والتضامن والوصول إلى العدل والسلام الذي يدعو إليه الدين الحنيف وشريعته الغراء”.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن جلالة العاهل نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة أمام القمة الإسلامية الثالثة عشرة التي اختتمت أعمالها أمس في إسطنبول.
وشدد جلالته على خطر الإرهاب الذي استهدف الأرواح والأموال والممتلكات في مختلف أركان العالم، والذي يستوجب مواجهته بكل الجهود والإمكانات.
وجاء في كلمة جلالته أن مملكة البحرين قد عانت ولا تزال من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من جهات خارجية من بينها إيران وحزب الله اللبناني، وتجدد إدانتها الشديدة للإرهاب في شتى صوره وأشكاله، وتؤكد التزامها بمحاربة هذا الخطر الذي يهدد أمن العالم، وتدعو الجميع إلى العمل؛ من أجل إزالة أسبابه وتطوير أطر التعاون بين دول العالم كافة بما يكفل اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، كما أنها تدعو المجتمع الدولي والأجهزة المحلية والدولية إلى إعلان الحرب على الإرهاب، وبما يتبع ذلك من إجراءات؛ بهدف حماية مصالح الأوطان وحياة وسلامة الشعوب.
وأعرب جلالة الملك عن تمنياته أن تخرج القمة بموقف إسلامي موحد، متماسك وفاعل يجسد الالتزام الثابت تجاه قضايا الأمة العادلة من خلال تطوير سبل التعاون والتنسيق بين بين الدول الإسلامية وتقوية هذه المنظمة، بما يسهم في ترسيخ المكانة الحضارية للأمة الإسلامية، ويحقق تطلعات وآمال شعوبها في التنمية والاستقرار والتقدم والسلم للجميع، وفيما يلي نص خطاب جلالة الملك أمام القمة الإسلامية الثالثة عشرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، رئيس الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الإسلامية.. الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لنا في البداية، أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا البالغَين للجمهورية التركية الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الإعداد لهذه القمة، مؤكدين ثقتنا الكاملة في أن القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، لمنظمتنا الإسلامية خلال الفترة المقبلة ستضيف لبنات جديدة ومهمة في منظومة العمل الإسلامي المشترك والنهوض بالمنظمة إلى مستويات متقدمة من التطور بما يلبي طموحات أعضائها، ويتواءم مع معطيات الفترة الحساسة التي نمر بها، ويحقق ما نصبو إليه جميعاً من مستقبل مشرق لشعوبنا.
كما نقدم الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على إسهامات فخامته خلال فترة ترؤس جمهورية مصر العربية الشقيقة للقمة السابقة وجهوده المخلصة؛ بغية تعزيز عملنا الإسلامي المشترك.
كما نوجه الشكر لمعالي الدكتور إياد بن أمين مدني الأمين العام للمنظمة وجميع منتسبيها على ما يقومون به من جهد، ويقدمون من عمل يسهم في تمكين المنظمة من أداء دورها في خدمة قضايانا الإسلامية العادلة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
الحضور الكرام،
تواجه أمتنا الإسلامية دولاً وشعوباً تحديات بالغة الدقة والخطورة، داخلية وخارجية، تفرض زيادة التنسيق والتشاور والتعاون بما يوجب مواجهتها ودرء أخطارها التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل دولها وشعوبها، وتحول دون تحقيق مصالحها وأهدافها المشتركة في وحدة الصف والتضامن والوصول إلى العدل والسلام الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف وشريعته الغراء، وهو شعار وعنوان هذه القمة.
وعلى الرغم من عظم التحديات وجسامة المخاطر والتهديدات، إلا أننا وبفضل ما من الله به علينا من وحدة الدين، وروابط الإخوة والمصير، وما تزخر به الأمة الإسلامية من تاريخ مشرف وثقافة قوامها التعقل والحكمة، قادرين وبعون منه سبحانه وتعالى على الدفاع عن مصالحنا المشتركة ودرء ما يتهددها من أطماع وإرهاب.
فخامة الرئيس،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
تواجه أمتنا والعالم من حولنا خطرا يستوجب مواجهته بكل الجهود والإمكانات، إلا وهو خطر الإرهاب الذي أصبح يضرب في مختلف أركان العالم مستهدفا الأرواح والأموال والممتلكات، فالإرهاب لا دين له ولا وطن، والإسلام منه براء، فديننا الإسلامي الحنيف ومبادئه تدعو للتعايش والإخاء والسلام.
وإنه من غير المنطق والمعقول أن ترتكب هذه الأعمال الإرهابية باسم الدين الذي يدعو إلى الخير والمحبة في ظل الحوار والحكمة.
إن مملكة البحرين التي عانت ولا تزال تعاني أعمالا إرهابية تخريبية مدعومة من جهات خارجية من بينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني تجدد إدانتها الشديدة للإرهاب في شتى صوره وأشكاله وتؤكد التزامها بمحاربة هذا الخطر الذي يهدد أمن العالم، وتدعو الجميع إلى العمل؛ من أجل إزالة أسبابه وتطوير أطر التعاون بين كافة دول العالم بما يكفل اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، كما أنها تدعو المجتمع الدولي والأجهزة المحلية والدولية إلى إعلان الحرب على الإرهاب وبما يتبع ذلك من إجراءات؛ بهدف حماية مصالح الأوطان وحياة وسلامة الشعوب.
فخامة الرئيس،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
إن عملية السلام في الشرق الأوسط أصبحت أكثر تعقيداً وتشهد تراجعا وجمودا في ظل استمرار السياسات الإسرائيلية وممارساتها المعادية للسلام والتوسع في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، واستمرار حصارها لقطاع غزة واعتداءاتها المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية وبخاصة المسجد الأقصى الشريف.
وإننا نؤكد رفضنا القاطع لهذا الظلم، وندعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لردع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن تعنتها الذي تسبب في تقويض عملية الإسلام واضحى أحد أهم أسباب انتشار العنف والكراهية والإرهاب في منطقتنا.
ومن واقع إيماننا بإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة وإعطاء الشعب الفلسطيني الشقيق حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فإننا نؤكد ضرورة استئناف العملية السلمية انطلاقا من ثوابت القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية وما أكدت عليه مؤخرا القمة الإسلامية الاستثنائية في مدينة جاكرتا بجمهورية إندونيسيا.
وانطلاقا من رؤية هذه القمة وأهدافها في تحقيق العدل والسلام، فإن مملكة البحرين تؤكد مجدداً على حق دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من إيران بالمفاوضات المباشرة أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية تحقيقا للأمن والاستقرار ولإعادة بناء علاقات جوار طبيعية قائمة على احترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ومد جسور الثقة وفتح آفاق جديدة للتعاون القائم على المصالح المشتركة في المنطقة، الأمر الذي أكدته قرارات مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومؤتمرات القمة العربية والإسلامية.
الإخوة الأعزاء،
إن واجبنا الوطني والإنساني يدعونا أن نستمر في جهودنا الرامية إلى الحفاظ على سيادة دولنا وسلامتها، وبذل المزيد من الجهد والعمل على تعزيز التنسيق والتعاون سواء بين دولنا أو مع مختلف دول العالم؛ لكي يتمكن أبناء الشعوب الإسلامية الشقيقة وخاصة في كل من اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من بناء نظامهم السياسي بكل حرية واستقلالية ودون أي شكل من أشكال الوصاية أو التدخل الخارجي، حيث إن من شأن هذا التدخل تعميق المشكلات والأزمات دون الإسهام في وضع حلول مناسبة تضمن تحقيق تطلعات الشعوب في الحياة المستقرة والآمنة والعمل على بناء المستقبل المشرق والمزدهر للأجيال القادمة.
إن موقف مملكة البحرين من دعم اليمن من خلال المشاركة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة هو موقف ثابت ومبدئي وينطلق من الإيمان بأمن واستقرار اليمن الشقيق، آملين أن تسفر جولات الحوار في دولة الكويت الشقيقة إلى عودة الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق في ظل الشرعية والتوافق بين الأطراف كافة.
مؤكدين في هذا الإطار على أهمية وقف التدخل الخارجي والتصعيد العسكري في سوريا وإتاحة الفرصة للجهود الدولية لإنهاء الأوضاع الخطيرة وتداعياتها الإنسانية بما يساعد على التوصل إلى حل سياسي يتوافق عليه الجميع وفقا لما ورد في بيان جنيف واحد (1).
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
الإخوة الأعزاء،،
غايتنا من هذه القمة أن نحقق التضامن الإسلامي الذي تتطلع إليه الشعوب المسلمة في ظل مبادئ وأهداف منظمتنا، والتي توجبه علينا وتدعونا إليه الآية الكريمة: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.
أملنا أن نتمكن بمشيئة الله تعالى ومن خلال هذا الاجتماع الخروج بموقف إسلامي موحد، متماسك وفاعل يجسد الالتزام الثابت تجاه قضايانا العادلة، من خلال تطوير سبل التعاون والتنسيق بين دولنا وتقوية منظمتنا الإسلامية، بما يسهم في ترسيخ المكانة الحضارية لديننا وأمتنا الإسلامية، ويحقق تطلعات وآمال شعوبنا في التنمية والاستقرار والتقدم والسلم للجميع، مؤكدين ثقتنا في رئاسة وحكمة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان ومكانة ودور الجمهورية التركية الشقيقة في تحقيق ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،