+A
A-

طفلان جمعهما الاسم والبراءة... والموت خطفهما في نفس اليوم

البلاد - سيد علي المحافظة ومروة خميس
فُجعت البحرين أمس بوفاة الطفلين (فراس وفراس) اللذين أبى الموت أن يمهلهما حتى يفرحا بقدوم العيد، وكانت الغصة والحرقة في قلوب أهلهم وقلوب البحرينيين والمقيمين جميعا بسبب فراقهم المحزن.
وما زاد من وطأة الصدمة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من إعلان عن فقدان “فراس الحد” مرفق برقم هاتف والده، وجميع من وصله الإعلان عمل على نشر “البرودكاست” على “القروبات” أملا بإيجاده والتبليغ عنه، مستبعدين فكرة العثور عليه جثة هامدة داخل صندوق سيارة، ولكن الموت لم يرتوِ بكسر قلوبنا عليه لنفاجأ جميعًا بأن فراسًا آخر من بني جمرة قضى هو أيضا وفي اليوم ذاته دهسًا بسيارة، وكانت المفاجأة أن الطفلين جمعهما ذات الاسم والطفولة والبراءة، وإذا لم يكونا صديقين على الأرض فالسماء جمعتهما أيضًا، وهما الآن ملاكان فيها.


الحادث الأول
في منطقة جدحفص، شاركت جموع غفيرة من المواطنين عصر أمس في تشييع الطفل فراس حسين لمثواه الأخير بمقبرة الإمام، بعد حادث أليم أصابه مساء يوم الاثنين الماضي في منطقة بني جمرة لينتقل بذلك إلى جوار ربه.
هكذا غادر فراس وخلّف وراءه دموعًا ساكبة وقلوبًا حزينة غير قادرة على تصديق ما حصل، لحظات فقط كانت كافية لتقلب مشاعر السعادة والفرح بقدوم عيد الفطر، إلى مشاعر حزن وأسى.
وينقل أحد أقارب الطفل لـ”البلاد” تفاصيل الحادث، حيث كان فراس خارجًا للعب كعادته مع الأولاد حين يذهب إلى منزل جده الكائن في منطقة بني جمرة، إلى أن شاءت الأقدار أن تصطدم به حافلة (ميني باص) فتدهسه وتهشم رأسه الصغير.
وعلّق قريب الطفل والدموع تملأ عيناه “فراس كان ينتظر العيد بفارغ الصبر، وملابسه الجديدة كانت في انتظاره، إلا أن الأجل لم يمهله، ويبدو أنه استعجل الكفن عليها”.


الحــادث الثــانــي
إلى ذلك، عثر صباح أمس على جثة الطفل فراس محمد أحمد (3 سنوات) في صندوق بإحدى السيارات القريبة من منزله الواقع بمنطقة الحد، وذلك بعد اختفائه من قبل صلاة المغرب إلى صباح أمس.
وذكر شاهد عيان لـ”البلاد” أن جثة الطفل كانت بداخل السيارة المغلقة ولم تبد عليها أية جروح، حين تم فتح الصندوق.
وأشار في التفاصيل إلى أن أحد المارة شم رائحة تنبعث من صندوق السيارة المركونة بمواقف السيارات، ثم فُتح صندوق السيارة للتأكد من الرائحة فتبين أنها كانت جثة للطفل المفقود الذي أعلن عن فقدانه.
وذكرت والدة الطفل، وهي من أصول عربية وقاطنة بمملكة البحرين، عن تفاصيل حادث فقدان ابنها أن ابنها فراس وحيد ليس عنده أخت أو أخ، فاعتاد أن يزور أبناء جيرانهم في البناية نفسها للعب معهم، ولكنه بعد أن طال غيابه لفترة طويلة بدت والدة فراس قلقة عليه، فذهبت لزيارة جيرانها جميعهم في مبنى الشقق نفسه للبحث عنه، ولكن الجيران أشاروا إلى أنهم لا يعلمون عنه شيئاً ولم يزرهم. وأشار أهالي المنطقة إلى أن فور تلقي الوالدين بلاغ حصول طفلهما بإحدى صناديق السيارات المركونة تم التعرف إلى جثته، ومن بعدها بدأت النيابة العامة التحقيق في الجريمة للبحث في ملابسة القضية إذا كانت غير مقصودة من الطفل أو شبهة جنائية.
يذكر أن الطفل فُقد مساء الاثنين بمنطقة الحد مجمع 109 بينما كانت تظن والدته أنه يلعب مع أقرانه.