+A
A-

“درع الفرات” تسيطر على جرابلس بدعم تركي

عواصم ـ وكالات:
فيما تمكنت فصائل من المعارضة السورية، المدعومة من قوات تركية خاصة، وغطاء جوي من طائرات تركيا والتحالف الدولي، من السيطرة على كامل مدينة جرابلس الحدودية شمالي سوريا، أدانت الحكومة السورية التوغل العسكري التركي باعتباره “خرقا سافرا” لسيادة سوريا، في حين عبرت روسيا عن انزعاجها بشدة من تصاعد التوتر على الحدود التركية السورية.
وشرعت القوات الخاصة والدبابات والطائرات المقاتلة التركية بدعم من طائرات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أول هجوم منسق لها في سوريا أمس الأربعاء في محاولة لطرد تنظيم داعش من الحدود ومنع مقاتلي ميليشيا كردية سورية من تحقيق مزيد من المكاسب.

وقال بيان للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية إن العملية التي أطلق عليها “درع الفرات” نجحت في ساعاتها الأولى بدحر داعش من بلدات عدة قرب جرابلس، مشيرا إلى مشاركة فصائل من المعارضة.
وأضاف البيان أن المقاتلين التابعين للجيش السوري الحر المعارض ينتمون إلى “فرقة السلطان مراد” و”فيلق الشام” و”فرقة الحمزة” و”الجبهة الشامية”، و”ترافقهم دبابات الجيش التركي وقوات خاصة تركية..”.
يشار إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إن العملية لا تستهدف فقط داعش، بل تطال أيضا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي أثارت مكاسبه في شمال سوريا قلق تركيا.
وتعتبر تركيا أن حزب الاتحاد الديمقراطي، وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب التي حققت في الأشهر الأخيرة بدعم من واشنطن تقدما في شمال سوريا، على علاقة بالأكراد الذين يقاتلون على أراضيها.
وقال إردوغان إن تركيا مصممة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنها ستتولى الأمر بنفسها إذا اقتضى الأمر لحماية وحدة أراضي سوريا.
وأضاف في كلمة ألقاها بالعاصمة أنقرة أن تركيا لا تريد سوى مساعدة شعب سوريا وليست لها نوايا أخرى.
بالمقابل، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن وزارة الخارجية السورية أدانت التوغل العسكري التركي في بلدة سورية قرب الحدود باعتباره “خرقا سافرا” لسيادة سوريا.
وأضافت الوزارة “محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري الذي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات.
“محاربة الإرهاب ليست في طرد داعش وإحلال تنظيمات إرهابية مكانها مدعومة مباشرة من تركيا”. كما قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس إن موسكو منزعجة بشدة من تصاعد التوتر على الحدود التركية السورية بعدما أرسلت أنقرة قواتها إلى الأراضي السورية. من جانبه، قال صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في تغريدة على موقع تويتر إن تركيا ستخسر في “مستنقع” سوريا كتنظيم داعش.
وهذه المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات حربية تركية أهدافاً في سوريا منذ نوفمبر، عندما أسقطت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي طائرة روسية قرب الحدود، كما أنها أول توغل كبير معلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في فبراير 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية.