+A
A-

مجلس الرئيس... قراءة في أطروحات قائد

بقلم: الدكتور عبدالله الحواج



عندما تأملت الأطروحات التي نبتت في مجلس الرئيس خلال عام بالتمام والكمال، وعندما عزمت على مراجعة ما زرعه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة - حفظه الله ورعاه في ذلك المجلس العتيد، اكتشفت تناغماً بين الفكرة والمشروع، بين الفعل ورد الفعل، بين التوجيه والحرص على التطبيق.
لقد كانت الأفكار تخرج من مجلس الرئيس الوالد بشجاعة متناهية، بجرأة وجسارة لم نعهدها من قادة مهرة على مرمى التاريخ المعاصر، وجدت مثلاً تلك الفكرة التي تربط بين قائد وشعب، وكيفية صيانتها بفلسفة الحوار والتواصل، وآلية صياغتها بالمهنية والخبرة والحكمة المتناهية.
وجدت كذلك ذلك الارتباط بين الحرص والحقيقة، أو بين النوايا الخلاقة من أعلى الهرم الإداري في الحكومة إلى القواعد الشعبية العريضة، وجدت أيضاً ذلك الالتحام في القضايا الوطنية الكبرى برغبة جارفة لمواجهة التحديات الخارجية المحدقة، والإصرار التام على توحيد الأمة ومواجهة محاولات شق الصف في المجتمع الواحد بإرادة من حديد.
كل ذلك كان له مبلغ الطوفان الرشيد وأنا أمر بسلام نادر على ما تخلق من خلال مجلس يبلغ من العمر أربعة عقود.
وفكرت لماذا لا أجري تلك المراجعة الضرورية؟ كيف يمكن إيقاظ مشاهد البطولات الساكنة في مكنون مجلس يضم من النخب ما يعزز الاستيعاب الكامل في توجيهات رئيس في كامل العنفوان الوطني وفي تمام الاكتمال الحكمي وفي خالص الوجدان الجسور؟
على الفور أجبت: إن المسارات تتحدث عن نفسها، وحكمة الرئيس وبراعته في التقاط ضرورات اللحظة كانت ومازالت وستظل هي حجر الصوان الذي تقوم على أكتافه المبادرات الخلاقة والأفكار المتحررة. وبالفعل وجدت نفسي أمام طابور طويل من المراجعات الجديرة بالتناول، وحرصت عند معرض قراءتي المتواضعة لمواسم المجلس المهيب أن أكون متابعاً أكثر من كوني مشاركاً، أن أتلمس خطى الرئيس الجبارة حتى أفهم مدلولها التاريخي وطبيعة حركتها العبقرية.
لذلك بدأت بتلك القراءة وانتهيت إلى حيث مابدأت، إعجاب، قناعة، انبهار ببراعة، وأعوام عمر طويلة يقضيها الرئيس في محراب الحاكم الأبي، لا يفكر إلا في شؤون وطنه، ولا يرعى إلا أبناء شعبه.