العدد 1908
السبت 04 يناير 2014
banner
أيام “المهاف” لم تكن هناك دروس تقوية عبدالعزيز الجودر
عبدالعزيز الجودر
صور مختصرة
السبت 04 يناير 2014

 
قبل “أيام المهاف”، أي قبل دخول الكهرباء للمنازل والمباني لم تكن هناك دروس تقوية على الرغم من قوة مناهج مدارس وزارة التربية والتعليم في تلك الحقبة الجميلة، في حين الغالبية من الطلبة كانوا ينجحون باقتدار، وبينهم كثر من كان يتفوق في دراسته، في الوقت نفسه كانت قلوب السواد الأعظم من أهاليهم في البحرين “باردة أمبردة وحاطة في بطونها بطيخ صيفي طعمه يشبه العسل الأصلي”، حيث كانوا لا يحملون هم دروس التقوية لأبنائهم، ولا هم يحزنون، والأمور كانت على ما يرام “شحليلها.. خوشي”.
إذ كانت الشريحة الكبرى من الطلبة تعتمد بعد الله تعالى على شرح المدرس كل حسب تخصصه في مادته الدراسية المسندة إليه من قبل دائرة المعارف وزارة التربية والتعليم حاليا، وهكذا دواليك.
الحاصل اليوم عكس ذلك تماما، إذ نرصد حتى المواد غير الأساسية يحتاج الطالب دروس تقوية؛ كي ينجح فيها ويتخطاها وإلا سوف “بيبربق” مكانه.
على إثر هذا الواقع المرير المعاش حاليا الذي لم تبق أسرة بحرينية إلا وصاحت من عذابات تلك الدروس ومن مصاريفها الكثيرة والكبيرة معا.
حدثني أحد الأصدقاء عن معاناته اليومية عن هذا الموضوع الشائك والمعقد، وهو “يفرك يدينه الثنتين” مع بعض عن حجم المعاناة وألم القلب التي يعيشها هو وشريكة حياته لحظة بعد أخرى مع “أعيالهم”الثلاثة والتعب والإرهاق و”لمشوغل ولمنوقل” بين المعاهد والمدرسين والمدرسات، إضافة إلى ذلك دفع المبالغ الطائلة من الدنانير التي ينفقها عليهم هو وزوجته على تلك المعاهد التعليمية “لملوصية” التي توفر ما يسمى دروس التقوية خاصة أيام الامتحانات، مستغلين بذلك حاجة الطلبة أسوأ أستغلال، وهم في الحقيقة يقومون بنهب جيوب أولياء الامور”أشكره والعين تره” دون وجه حق في ظل غياب المراقبة المباشرة من قبل وزارة التربية والتعليم عليها ومتابعة ما يجرى فيها من تلاعب وتجاوزات من الصعب جدا السكوت أو التستر عليها.
أيضا هناك مدرسون من جنسيات مختلفة منها المحلية والعربية والأخرى الأجنبية من “الجنبازية مال لوص” الذين يأتون إلى منزلهم بحسب الطلب كي يؤدوا هذا الدور الذي من المفترض أن يكون في وضعه الطبيعي، وليس بتلك البشاعة المرفوضة وغير المقبولة على الإطلاق، اذ غالبية أولئك المدرسين لا ضمير لديهم ولا أحساس، حيث همهم الأول والأخير قبض “لفلوس” وفوق ذلك يتلاعبون بأوقات الدرس المخصص للطالب والطالبة، فتجدهم الواحد منهم أو الواحد منهن لازم “يشفط أوتشفط” نصف ساعة أو أكثرمن ذلك على حساب الطلبة “والله حرام زقوم”.
إذن السؤال المحوري ما الذي حصل “أين الخلل والتقصير” وين العلة “هل في الطلبة أنفسهم أم في مناهج الوزارة، و”الحشو” الموجود في تلك المناهج دون فائدة تعود على الطلبة بعد تخرجه؟ ومن المسئول الأول عن التلاعب بما يسمى دروس تقوية؟ لماذا وزارة التربية والتعليم “هاده القرعة ترعى تاركة المسألة هدد الكل يخيط ويبيط فيها”، وأفئدة الأهالي والطلبة أنفسهم تتجرح وتحترق وتنزف دما والوزارة تشاهدهم وهم في تلك الحالة المزرية طوال العام الدراسي دون أن تتدخل قيد أنملة، في حين هذا من صميم عملها وكأنها بذلك تقول لهم “كيفكم عابلوا روحكم أبروحكم أحنه كوزارة مالنه شكل فيكم”، فهل هذا يرضي متخذي القرار الأفاضل في هذه الوزارة الموقرة وفي مقدمتهم الآخ العزيز وزيرالتربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي المحترم؟
وعساكم عالقوة
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .