العدد 2208
الجمعة 31 أكتوبر 2014
banner
العرس الانتخابي وردود الأفعال أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
الجمعة 31 أكتوبر 2014

تمثل الانتخابات البلدية والبرلمانية التي تشهدها مملكة البحرين خلال نهاية الشهر القادم جانباً يعكس التوجه الناضج لدى شعب مملكة البحرين لتحقيق الحياة الأفضل والأكمل في مختلف الجوانب التي تمس مصالح المجتمع، حيث لا يقبل الناخبون على صناديق الاقتراع إلا رغبة في إحياء ذلك العرس الانتخابي الذي يرغبون من خلاله في إعمال حركة التغيير ومحاربة الفساد وتحسين أوضاع المواطنين.
بعد أقل من شهر يتوجه الناخبون البحرينيون إلى صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم، وقد كثر عدد المترشحين في ظل تنوع ردود الأفعال حول مختلف ما يرتبط بالعملية الانتخابية، وفي ظل مقاطعة الجمعيات التي تنعت نفسها بالمعارضة لعدم اقتناعها – وفق وجهة نظرها – بعملية الإصلاح الجارية في البلاد لا في الجملة ولا في التفصيل، ولكن ما يبتغيه المواطن المخلص يتمثل بجهد مشكور للبحث عن الحقيقة، فهو مطالب في ظل هذا الحراك بتبني موقف أكثر استنارة يناقش من خلاله قراءة موضوعية لمجريات الأحداث وللصورة التي يبتغي من خلال حراكه رؤية مملكة البحرين تعيش في أحضانها في المستقبل القريب والبعيد.
وفي خضم ذلك، فإننا ينبغي ألا ننكر بأن هناك بارقة إقبال ورغبة أكيدة في التجديد لصناعة التغيير في المجتمع من خلال الانتخابات، ويقابله توجه أصابه الإحباط بدعوى ضعف المجلس السابق وعجزه عن صناعة التأثير في مستقبل البحرين، وهناك فئة تتأثر حيناً بهذه الفئة، وأخرى بتلك، وهي لم تبلور موقفها بعد لتحديد موقفها إزاء المشاركة في الانتخابات القادمة.
وحتى نناقش الموضوع بمزيد من الهدوء بعيداً عن العاطفة المفرطة وبمزيد من التعقل والموضوعية فلابد من الإدراك والإيمان بالقاعدة المنطقية من أن (ما لا يدرك كله لا يترك جله)، بمعنى أن الإنسان في حال تعذر تحصيل المصلحة الأكبر فإنه لا مانع من الأخذ بالمصلحة الكبرى أو حتى الصغرى بديلاً عن اختيار الأجواء أو التوجهات التي تنعدم فيها المصلحة بالكلية، والمنطق في ذلك يقتضي الإجابة على تساؤل مفاده... في حال عدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات، فما هو البديل أخي الناخب؟ وفي حال تعذر الحصول على الشخص المؤهل من بين المرشحين... هل يكون البديل هو المقاطعة؟ وهل تتحقق المصلحة بالرجوع إلى الوراء أم بالمضي قدماً إلى الأمام من خلال المشاركة في هذه الانتخابات؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة.
إن معنى عدم المشاركة يعني عدم الرغبة في وجود سلطة تشريعية في البلاد ممثلة في مجلس النواب الذي ينتخبه الجمهور، ولا يمكن لا عقلاً ولا منطقاً القبول بذلك مهما كانت السلبيات ومهما كان جو الإحباط السائد في فئة تتكلم بعاطفتها بعيداً عن أي تعقل أو منطقية، نعم ندرك أن هناك من يرى بأن المجلس السابق – وفقا لوجهة نظره – كان ضعيفاً أو مهزوزاً أو دون الطموح أياً كانت التسميات، ولكن ذلك لا يمكن أن يمثل وجهة نظر مغلوطة تتمثل إما بالمقاطعة للانتخابات كما عبرت عنها الكتلة التي تنعت نفسها بالمعارضة تبنياً لسياسة (أكون أو لا أكون)، وإما بإشاعة جو من الإحباط وعدم النظر بعين الأمل بالإيمان بنضج الحراك البرلماني الذي من شأنه تحقيق الآمال والتطلعات لشعب مملكة البحرين، وهو موقف لا يرتبط بمبررات، ولا تتحقق به الغايات المأمولة والمرجوة لصناعة مستقبل البحرين المشرق بعيداً عن أية مهاترات أو تفلتات عاطفية لا تسمن ولا تغني من جوع.

زبدة القول
إنه الموقف الذي يتأطر من خلاله تحديد الرغبة أو عدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات ينبغي أن يتأطر ضمن قالب من التعقل بعيداً عن أي جو من الإحباط، وعلى من يدعي أن مقاطعة الانتخابات هي الخير للبلاد والعباد أن يثبت ذلك وأن يقدم في ذات الوقت البديل لما يدعو إليه من مقاطعة، أما أن يظل يدعو إلى مقاطعة شيء دون إبداء البديل، فإن هذا الرأي مرفوض في الجملة والتفصيل، وحمى المولى تعالى البحرين من كل شر، وسدد قيادتها وشعبها لتحقيق المأمول والمرجو لخير البلاد والعباد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .