العدد 2872
الخميس 25 أغسطس 2016
banner
نساء المسؤولين غسان الشهابي
غسان الشهابي
ذرائع
الخميس 25 أغسطس 2016

لكل إنسان نقطة ضعف أو أكثر، ومن نقطة ضعفه هذه يستطيع مناوئوه أن يتسللوا إليه، يتحكموا فيه، يسيطروا عليه، يديروه كيف يشاؤون، ويجمعون ضده دلائل تجعله تحت سيطرتهم تماماً لأنه استسلم لنقطة ضعفه، البادية أو الكامنة.
هناك من يتشوّق للسلطة، أو البروز الاجتماعي، هناك من لديه عقدة نقص أو عقدٌ مركبة، سواء في المكانة أو الجذور، ونقاط الضعف البشري كثيرة، وتلخيصاً يقول الحق سبحانه وتعالى: (زُيٍّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) “آل عمران – 14”، فربما هذه هي أكثر أنواع الشهوات ذيوعاً في العالم.
ولأن الغالبية العظمى من المسؤولين على مستوى العالم من الرجال، فإن كثيراً منهم لا ينجون من تفضيل العنصر الأول من “حبّ الشهوات”، ولكن بدرجات.
حب الجنس الآخر أمر فطري، وغير الفطري هو حب الجنس نفسه (أقول هذا الكلام وأنا على وجل لئلا يثور عليّ الحقوقيون لأن الأمر غدا عالمياً، وغداً ستجري المطالبة بالكوتا لهم)، ولكن هناك محددات لهذه المحبة. الأمر ينتقل من مجرد الانزعاج إلى الإزعاج، إن أحبّ المسؤول امرأة تحت إدارته، وإن هام بها شوقا، وإن عرفت أنه لا يستغني عنها، وإن أسكرته هذه العلاقة (وليس شرطأ أن تكون علاقة شائنة... من باب حسن الظن). حينها يلتبس الخاص بالعام، فتصبح الموظفة المسؤول أو الناطق باسم المسؤول، ويغدو الموظفون يتقرّبون إليها فقط لأنها مصدر سعادة صاحب السعادة، وهي يده التي يبطش بها، ولا تريه إلا ما ترى، غضبه من غضبها، وفي رضاها رضاه، تنهال عليها الدرجات، والترقيات، والحوافز، والانتدابات، والسفرات، تنفتق لها القوانين المحبوكة ويعاد تفصيلها على مقاسها لتكون أكثر قوة وسلطة ودخلاً وتدخلاً، لا لميزة علمية أو عملية ظاهرة في الغالب، ولكنها ميزة لا يعلمها إلا الله والراسخ في الكرسي الذي اختار هذه الموظفة دوناً عن بقية خلق الله من الجنسين ممن هم أكثر كفاءة وقدرة وإنتاجاً وعلماً!
هؤلاء المسؤولون ليسوا خافين على أحد، ولا يمكن السكوت عنهم وكأن الأمر شخصي، لأن قصصا مثل هذه تدور على مستوى العالم، ولكن سرعان ما يجري بترها علناً لتكون عبرة، وحتى لا يصبح من العادة والحتمي أن تكون للمسؤول يدٌ أنثوية باطشة يكثر اللغط حولها، سراً وعلانية، ولا يجري تحريك ساكن إلا إذا دار الزمان دورته، وجرى تغيير المسؤول، فتخرج وراءه “فتاته”، لأن ليس لها أي وجود من دونه، خصوصاً أنه انكشف عنها الغطاء غير القانوني الذي كان يلفها.
الأمر لا يتعلق بـ “اثنين” وحسب، بل بالمنظومة القيمية، والاقتصادية، والإدارية، النفسية، التي تصدّعت في هذه المؤسسات، وتشوّهت بسبب علاقات منفلتة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية