العدد 2815
الأربعاء 29 يونيو 2016
banner
هاي لايت هاني اللولو
هاني اللولو
إضافـــــــــة
الأربعاء 29 يونيو 2016

في كرة القدم ليس ثمة كوارث بالمعنى الصحيح، لكن سقوط إنجلترا أمام أيسلندا الصغيرة يصل في مضمونه لذلك المصطلح المرادف لغويًّا كلمات (المصيبة والنكبة والخراب) وهي في حقيقة الأمر معان تبدو أشد وطأة من المصطلح ذاته!
في 90 دقيقة، كان واضحًا أن المنتخبين قد تبادلا الدور، أيسلندا لبست ثوب الكبار.. أما إنجلترا فقد أكدت أنها لا تعدو كونها “كومبارس” المناسبات الكبيرة.
فوز وحيد “غير مستحق” على ويلز، هي الحصيلة.. ثم خروج “مستحق” من الباب الخلفي.
ماذا أراد هودسون أن يصنع من منتخب كان ينظر له على نطاق واسع بأنه جيل ذهبي بإمكانه إعادة إنجلترا للطريق الصحيح ؟.. لا أحد فهم خياراته وطريقته وأسلوبه.
أيسلندا الشجاعة تلونت بألوان ليستر.. في الانتظار “أزرق الأرض والجمهور” .
فرنسا نجت من فخ ايرلندا.. عليها الحذر الآن، أيسلندا تعيش الحلم، نزعت الرهبة وباتت تستمتع باللحظة، وهذا مخيف.
الرعب في باريس كان عنوانه إيطاليا.. ما تبقى من جيل إسبانيا “الملهم” انتهى على يد كونتي. ولكلِّ قصة أجل.
كونتي كبّل كل إسبانيا، ومع “جنود” يتقدمهم بوفون، طموح إيطاليا يكبر.. المنتخب الذي وصل فرنسا بنظرة ناقصة، بدأ يصفع منتقديه بقسوة.
الإطناب والمبالغة في امتداح إيطاليا ممنوع.. بطلة العالم تعد العدة، لإنهاء العقدة.
ألمانيا كالعادة، تزداد قوة مع مرور الوقت.. تبدأ البطولة من الصفر، ثم تضاعف الأرقام كيفما أرادت!
البرتغال لم تكن تعلم قبل اليوم أن الانتصار في كرة القدم يبدأ من الدفاع.. الكرة الجميلة لم تعد فيصلاً بالضرورة.. نزع الفلسفة التقليدية واستبدالها جلب فوزًا “غير متوقع” على كرواتيا، الخطر أمام بولندا أن “يغلبَ الطبعُ التطبُّعَ”.
في كرة القدم هناك خياران: فرض الأسلوب، أو اللعب بالأسلوب المضاد.. الأول يتوجّب الجودة، والثاني يتطلب الروح والعزيمة والقتال.
من دون جودة وهوية جماعية، تبدو الفرصة سانحة أمام بلجيكا.. ويلز “المحترمة” ثم المربع الأخير.. أبواب المجد مفتوحة، لكن هذا يتطلب أكثر من مجرد “أسماء”!
اختلفت الأسماء وتعدّدت الأجيال، وما زالت الأرجنتين تبحث وتحاول وتنتظر، وكلما اقتربت وجدت الكابوس.. لا تفسير لهذا “الخصام”، حتى ميسي يكاد يرفع الراية باتجاه لغز رفض كل أنواع الحلول منذ 1993!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .