العدد 2110
الجمعة 25 يوليو 2014
banner
جورج غالاوي... أين المصداقية؟ طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الجمعة 25 يوليو 2014

كلنا يعرف النائب في البرلمان البريطاني جورج غالاوي، والذي أقام الدنيا وأقعدها عندما قامت الولايات المتحدة باحتلال العراق وتنصيب حكومة هناك، والذي عرفه العرب، أو بالأحرى سوق نفسه، بالإنسان الغربي الداعم والمساند للقضايا العربية وحقها في تقرير المصير.
هذا الاسكتلندي، كان قد تعاقد مع قناة برس تي في الإيرانية، التي تدار من قبل أجهزة الاستخبارات، على تقديم برنامج تلفزيوني يناقش فيه بعض القضايا الغربية والعربية.
 ولكن بالطبع لن يجرؤ على مناقشة القضايا الإيرانية، كونهم يدفعون له راتبا جراء عمله بالقناة، والهدف المعلن لبرنامجه هو كما قلنا مناقشة القضايا وتسليط الضوء عليها وانتقاد كل من يرتكب جرائم بحق الإنسانية، ويقمع شعبه لمنعه من تقرير مصيره.
 هذا بالإضافة الى تصوير البرنامج على أنه صوت الشعوب المظلومة والمقهورة والمستضعفة، التي تريد جورج غالاوي أن يكون معبرا لها ولقضاياها.
ولكن مع الأسف فإن هذا الاسكتلندي صاحب التاريخ النضالي مع العرب، فقد مصداقيته عندما عمل أجيرا عند قناة حاقدة على العرب، كارهة لكل ما هو عربي شريف مؤمن بعروبته، وفقدان المصداقية لهذا الاسكتلندي يتمثل بالنقاط التالية:  أولا مبدأ حرية الإعلام: أولا هذا الاسكتلندي يعرف ويعلم علم اليقين أن هذه القناة لا تعرف مبدأ حرية الاعلام، كونها أداة اعلامية تديرها الاستخبارات الايرانية، وتهدف الى الدعاية لنظام لا يعرف الديمقراطية ولا الحرية ولا حقوق الانسان، بل هو في الواقع نسخة عربية لمفهوم الدكتاتور.
 فكيف بالله عليكم برجل نائب بالبرلمان البريطاني، تربى على مفاهيم الحرية الإعلامية أن يكون أجيرا ويعمل بقناة على شاكلة برس تي في؟ ألا يفترض به ان يعمل لدى قناة تؤمن فعلا بحرية الإعلام وحرية التعبير، ولا تكون أداة مطبلة وبوقا للثورة الإيرانية.
أم أنه سيعمل على تصدير هذه الثورة للعرب؟ إنه فعلا منطق غريب!  ثانيا المصداقية والحيادية في الطرح الإعلامي: نحن نعلم أن كل قناة اعلامية محترمة وراقية يجب تكون ذات مصداقية وحيادية في طرحها للأمور ومناقشتها لقضايا الساعة.
ولكن جورج غالاوي الذي يعمل بقناة ايرانية يهاجم الآخرين ويتهمهم ويصفهم بالمجرمين القامعين لثورات شعبهم، ولكنه يتغاضى عما يحدث في ايران من انتهاكات لحقوق الانسان، بشهادة منظمات حقوق الإنسان الدولية ومنها منظمة العفو البريطانية التي مقرها بريطانيا.
ألا يفترض بهذا الاسكتلندي ان يمتلك الجرأة والشجاعة ويكون محايدا وصادقا في طرحه ويتناول القضايا الايرانية بنفس القدر مع القضايا الأخرى؟ اللهم الا اذا كان يعتقد ان ايران تمثل قمة الارتقاء بمبادئ حقوق الانسان وأنه مؤمن بوجوب تصدير الثورة الايرانية للعرب.. إنه فعلا منطق غريب!
ثالثا الأمانة في الدفاع عن قضايا الشعوب: بكل بساطة وحتى لا نطيل، غالاوي تغاضى عما يرتكبه كل من بشار والمالكي من مجازر في سوريا والعراق، فقط لأن ايران تعتبر سوريا والعراق خطا أحمر. إن غالاوي سقط سقوطا ذريعا ستثبته الأيام، وسوف تكون نهايته لا تشرف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .