العدد 2150
الأربعاء 03 سبتمبر 2014
banner
الكتاب الخليجيون... المهمة الصعبة طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الأربعاء 03 سبتمبر 2014

بصفتنا صحافيين خليجيين فإننا نؤكد على ضرورة اليقظة والحذر في التصدي لكل من يحاول دق اسفين أو يستغل حرية الإحلام لضرب الوحدة الخليجية أو التشكيك بمصداقيتها، لأن الشارع والإعلام الخليجي كان دائما مساندا لكل مشاريع الوحدة بين مختلف دول الخليج منذ قيام مجلس التعاون. والظروف الحالية تحتم علينا جميعا أن نقف صفا واحدا، وأن نركز جل اهتمامنا أمام الآخرين على أننا كتلة واحدة مهما كانت درجة اختلاف وجهات النظر.
كذلك لابد من القول إن الاختلاف سنة طبيعية وصحية بين الأشقاء، وتفاوت الآراء بين دول الخليج ظاهرة صحية. ولعل اقرب مثال هو الاختلاف بين هذه الدول حول موعد اطلاق العملة الخليجية وقيام الاتحاد الخليجي بشكل رسمي. ولكن لم تصل هذه الخلافات الى القطيعة التي يروج لها البعض. ورأينا كيف ان المبغضين والكارهين لمشروع الوحدة الخليجية، بدأوا بالتشكيك في مواقف دول الخليج، محاولين دق اسفين بين مختلف شرائح المجتمع الخليجي، ويتمثل ذلك في بعض المقالات والتحليلات المشبوهة التي تستهدف في النهاية محاولة عزل كل دولة خليجية عن محيطها الخليجي والعربي، وبالطبع نحن كصوت خليجي يعبر عن آمال وطموحات شعب الخليج نحو الوحدة الخليجية، ويعمل كسد إعلامي مدافعا عن القيم الخليجية المشتركة، لن نرضى ومعنا الصحافيون الخليجيين المؤمنون بمشروع الوحدة الخليجية بمثل هذه الإساءات لشعب الخليج وولائه وتضحياته، وقمنا على اثر ذلك بالرد على أصحاب هذه الإقلام المشبوهة من خلال المتطوعين الخليجيين الذين ساهموا في التصدي لهذه الحملات ضد كل دول الخليج بلا استثناء.
إننا ككتاب نندد بالخطاب التحريضي من قبل بعض القنوات الإقليمية والعربية ضد كل دول الخليج مطالبين الدول الخليجية والكتاب الصحافيين الخليجيين بهذا الوقت العصيب، بالتصدي للقنوات المشبوهة التي تتبنى أفكارا تحريضية من شأنها إثارة الفتنة والتشكيك بين افراد المجتمع الخليجي، أو تلك المحرضة على الكراهية والعنف، ضد أي من دول مجلس التعاون. وما تبثه هذه القنوات لا يمثل أدنى حد من مفاهيم وأسس الإعلام والحرية الإعلامية، بل أجندة مدعومة من جهات إقليمية معروفة، يجب على شعب الخليج عدم الالتفات اليها وعدم اعارتها أدنى اهتمام.
إننا ككتاب نعلنها واضحة وبكل صراحة، بأن التقارير الأميركية والأوروبية والتي تتستر بما يسمونه “أصدقاءنا الأميركيين والأوروبيين بحقوق الإنسان”، هي أسباب رئيسية في تأجيج وتشجيع البعض على ارتكاب بعض العمليات التي تهدف الى تحقيق مصالح سياسية في منطقة الخليج، واستهداف المجتمع الخليجي بشكل عام. وهي رسالة فهمها هؤلاء بأنهم مدعومون من قبل الأميركيين فيما يقومون به من أعمال لا تمت لمجتمعنا الخليجي، وضوء أخضر لهم في القيام بزعزعة المنطقة في بلداننا الخليجية، وسط حماية أميركية وأوروبية من خلال هذه التقارير المشبوهة، خصوصا بعد الاتفاق الأميركي الأوروبي مع ايران، مما قد يعرقل جهودنا في عمليات الإصلاح والتطوير.
إن معركتنا الآن هي مع الإرهاب أيا كانت طائفته سواء من موالي إيران أو موالي القاعدة أو “داعش”. ولهذا فإن حماية المجتمع الخليجي ووحدته الوطنية، يجب أن تكون الآن الشغل الشاغل لنا في هذه المرحلة العصيبة، مع عدم اغفال سعينا للإصلاح والتنمية.
إن على الجميع أن يتكاتفوا وأن يفوتوا الفرصة على أعدائنا، وأن يرسلوا رسالة لكل من يتربص بنا، بأن اختلافنا مهما كان لا يعني أبدا السماح لأية جهة خارجية بالمساس بأية دول خليجية وشعبها وأمنها واستقرارها فهي في النهاية ولدت لتبقى في ضمير كل خليجي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .