العدد 2164
الأربعاء 17 سبتمبر 2014
banner
الإرهاب... قراءة تحليلية طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الأربعاء 17 سبتمبر 2014



تناولت الصحافة الخليجية في الآونة الأخيرة موضوع الإرهاب من كل الجوانب والجهات، لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة لدى المواطن الخليجي. وبنظرة سريعة على ما سطرته هذه الصحافة من رؤى، نجد أن هذه الصحافة تؤكد أن موضوع الإرهاب لا يقبل أن تغيب مخاطره عن دولة خارجية أو إقليمية وعربية إذا وصلت القناعة عند الجميع أننا بالسفينة الواحدة. أن يفسر الموقف بمكاسب وخسائر ونجاح لطرف على حساب آخر، سيبقى الجميع أمام تجربة سابقة بالعجز عن بتر القاعدة وإنهائها، وهي التي انبثق عنها تنظيم داعش. ولابد من نبذ الأنانية والتحالف أمام خطر واضح أصبح وجوده كبيرا وخطيرا والجميع لديه أعداء لابد أن تنفذ بهم أحكام فقه الإمام الداعشي ومناصريه، حسب رؤية الصحافة الخليجية.
والرياح السموم أي “داعش”، التي تهب على المنطقة ظاهرة غريبة عنها، وأن هذا العالم مطالب بالتوحد لمواجهة هذا الخطر، وباتخاذ الأسس التي تنهي هذه الظاهرة من جذورها قبل استفحالها. وهناك ضرورة توحيد الجهود لمقاتلة هذا التنظيم الإرهابي، مع الاعتراف بقيادة الولايات المتحدة للمجتمع الدولي في حربه ضد هذا التنظيم، لكن عليه الانتباه وعلى الولايات المتحدة قبل أية دولة أخرى، أن تأخذ بالحسبان أن للأراضي السورية سيادتها وحصانتها، فلا يمكن ان نرفض احتلالا ايرانيا ليأتي احتلال غربي. وهذه أيضا كانت احدى رؤى الصحافة الخليجية.
لكن الصحافة ترى أيضا ان الحل الأمني والعسكري وحده لهزيمة داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الإرهابية التكفيرية التي أخذت تتمدد في الآونة الأخيرة في أكثر من اتجاه، وباتت، تشكل خطرا ليس على الدول العربية فحسب، إنما على العالم كله. وتنصح الخليج بأنه يمكن تحقيق انتصارات عسكرية على هذه التنظيمات، إذا توفر القرار والإرادة ووسائل القوة اللازمة. وما يتحقق في العراق على يد القوات العراقية والبيشمركة والتنظيمات الشعبية المسلحة وبدعم جوي أميركي، يشكل بداية لنجاحات تؤدي إلى استئصال هذه التنظيمات الارهابية.
ففكرة أن القضاء على الإرهاب في الفترة الراهنة هو التحدي الحقيقي والأول الذي يجب على العالم أن ينجزه، فما يقوم به تنظيم داعش من إجرام في المنطقة العربية وتهديداته للدول الأخرى في أوروبا وأميركا بتسجيلات مصحوبة بعمليات إجرامية، ما كان له أن يحدث لو أن الدول الكبرى سمعت نداءات المملكة العربية السعودية منذ البداية وقبل أكثر من ثلاثة أعوام بأن الخطر سوف يمتد إن لم يعمل الجميع على إنهاء الأزمة السورية، حسب ما تراه هذه الصحافة.
على العموم إن الناظر لمحتوى هذه الصحافة، يرى تشديدها على ضرورة وضع استراتيجية يتفق عليها الجميع تضع في عين الاعتبار أمن المنطقة الذي هو كل لا يتجزأ، ويحدد بكل وضوح المهمات على عاتق كل طرف في سبيل مكافحة وباء الإرهاب، الذي من دون شك لا يريد التوقف عند حدود بلدٍ ما، وكاهل المنطقة يحمل ملفات على حساسية عالية، دون نسيان الوضع الهش في قطاع غزة، والقابل للانفجار في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أية لحظة، وهو مشهد مرتبط بالقضية الفلسطينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية