العدد 2168
الأحد 21 سبتمبر 2014
banner
الفضائيات الخليجية... إسفاف وهبوط طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الأحد 21 سبتمبر 2014

انتهت قبل أيام حملتنا السنوية التي ندشنها لمراقبة أداء الفضائيات الخليجية، ومدى التزامها واحترامها ومراعاتها لمشاعر المجتمع الخليجي خلال شهر رمضان المبارك الفائت. ومع الأسف فإن الفضائيات الخليجية لم ترتق للمستوى الإعلامي الذي يليق بقدسية وعظمة شهر رمضان، حيث كانت نسبة المواد الدينية والمتعلقة بهذه المناسبة الدينية متدنية جدا، مقابل بث مواد اعلامية مسيئة للأسرة الخليجية، لا تعبر مطلقا عن الصورة الحقيقية للكيان الأخلاقي المحافظ الذي تتميز به الأسرة والبيت الخليجي. فالاسفاف كان واضحا في بعض البرامج المنوعة وبرامج المسابقات، والذي اعتمد في بعض الأحيان على تحريك الغرائز من قبل بعض المذيعات، من دون احترام وتعظيم لهذا الشهر الفضيل.
ونتائج وملاحظات الحملة لهذا العام تمت على أساس ليس فقط ما تم رصده من قبل أعضاء الحملة، بل أيضا من خلال توزيع الاستبيانات على مختلف الفئات العمرية من المشاهدين والمتابعين لمختلف القنوات الخليجية فيما يخص البرامج والمسلسلات المقدمة أثناء شهر رمضان، بالإضافة الى الرصد اليومي لمختلف الآراء النقدية والتحليلات التي حفلت بها الصحف الخليجية، والتي جميعها كانت الاساس الذي تم فيه رصد العديد من السلبيات التي يجب على المسؤولين تفاديها وعدم تكرار الوقوع بها، من أجل ان تكون الفضائيات الخليجية من أكثر وسائل الاعلام العربية احتراما وتقديسا لهذا الشهر الفضيل.
ويمكن القول إن أهم السلبيات التي تم رصدها، والتي تتكرر سنويا مع الأسف هي كالتالي:
1 - البرامج الحوارية خلت للأسف من روح شهر رمضان، والتي من المفترض أن تكون موادها الإعلامية تنصب على كل ما يتعلق بعظمة وقدسية هذا الشهر، حيث خلت من الروح والقيم الإسلامية والعادات والتقاليد المحافظة، والتي تتناسب وهذه المناسبة المقدسة.
2 - المسلسلات المقدمة للمشاهد بنيت على تجارب شخصية وفردية من الكاتب والمؤلف، وابتعد كل البعد عن الروح الاجتماعية والقيم النبيلة للمجتمع الخليجي. بل وجدت الحملة عند رصدها للمسلسلات بأن أغلبيتها تناولت حالات فردية شاذة عن المجتمع الخليجي، ولا تمت بأدنى صلة للمجتمع الخليجي، حاول مؤلفها ومخرجها ايهام المشاهدين العرب، بأن هذه الحالات الشاذة هي من طبيعة المجتمع الخليجي. كما أن البعض الآخر من المسلسلات قامت فكرته على منطق الاستخفاف بالمشاهد في بعض القضايا المهمة، وتقديمها بصورة سطحية ومشوهة لا تتناسب وغرس القيم الاسلامية والمبادئ الخليجية المحافظة.
3 - كانت نسبة البرامج الدينية بالفضائيات الخليجية نسبة متدنية جدا، لا تتناسب اطلاقا وعظمة هذا الشهر الفضيل. واقتصرت في بعض الاحيان على برنامج أو برنامجين يتم تقديمهما قبل الافطار ويعادا ليلا، واعتمدت على السرد دون الابتكار والتجديد لنوعية البرنامج، في اشارة واضحة الى عدم وجود سياسة اعلامية لتعظيم واحترام مشاعر الأسرة الخليجية في هذا الشهر الفضيل.
4 - كان هناك اسفاف كبير جدا في بعض برامج المسابقات التي تقدمها بعض المذيعات، حيث تركز أداؤهن على الحركات والضحك المبني على اثارة الغرائز، من دون احترام لعقلية الأسرة الخليجية المحافظة، ومن دون ادنى اعتبار لحرمة الشهر الفضيل.
5 - كان هناك تركيز على بث المواد الإعلامية المنوعة والسطحية في فترة ما بعد الافطار، وفي فترة صلاة القيام يتم بث برامج المسابقات وإعادة لبث المسلسلات المسيئة للأسرة الخليجية، في سياسة واضحة لمحاولة اشغال الاسرة الخليجية بهذه المواد وإبعادها عن ممارسة الشعائر الرمضانية، واكتساب الأجر في هذا الشهر الفضيل.
6 - لم يكن هناك اهتمام بالعشر الأواخر من الشهر الفضيل، حيث استمرت القنوات، باستثناء محطات قليلة جدا، في نفس سياستها الإعلامية، من دون ان تهتم بالعشر الأواخر وتبث برامج ومواد خاصة بهذه الشعيرة، تعكس مدى احترامها لهذا الشهر وشعائره.
7 - كان التزام الفضائيات الخليجية الحكومية، أكثر من الفضائيات الخاصة، فيما يتعلق باهتمامها بببث مواد اعلامية دينية وجادة تناسب الأسرة الخليجية بهذا الشهر، وفيما يتعلق بالتقليل من برامج المسابقات المعتمدة على اثارة الغرائز والإسفاف.
على وزراء الإعلام الخليجيين اصدار توجيهاتهم بأن تكون البرامج والمسلسلات المقدمة مراعية ومتناسبة مع هذه المناسبة، وأن يتبنوا تمويل الاعمال الخليجية المشتركة، التي تبين عظمة الشهر، وتبرز القيم والمبادئ والصورة الحقيقة للكيان الأسري الخليجي، وأن يتصدوا بكل قوة في اجتماعاتهم المقبلة، الى اية مادة اعلامية تسيء الى الأسرة الخليجية أو تجرح مشاعر الخليجيين، أو لا تتناسب مع حرمة الشهر الفضيل، سواء بعدم تمويل هذه المواد الاعلامية، أو منع عرضها على الفضائيات الخليجية، حفاظا على الهوية الاسلامية والخليجية المحافظة لهذه الفضائيات.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .