العدد 2208
الجمعة 31 أكتوبر 2014
banner
نحو مرجعية للصحافة والإعلام الخليجي (2 - 2) طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الجمعة 31 أكتوبر 2014



بالنسبة للمبدأ الثالث من الميثاق فهو يؤكد أن الإعلامي والصحافي الخليجي، هو شخص مسؤول يعبر عن مجموعة من الرؤى والتصورات والأفكار، التي تسعى إلى الارتقاء بكل المجالات وعلى كل الأصعدة، من أجل بناء مجتمع خليجي واع ومسؤول. هنا يشير الميثاق الى نقطة مهمة تتعلق بنظرته للصحافي الخليجي. فبينما المرجعية الغربية وأصحاب الحرية الإعلامية الفوضوية، ينظرون للصحافي على أنه مجرد ناقل للخبر، نجد ان الميثاق ينظر للصحافي نظرة راقية تليق بالمهمة الراقية التي يقوم بها. فهو يعبر عن ضمير المجتمع وعن آماله وآلامه، من غير استغلال للمجتمع والركوب على ظهره، وتجيير مشاكل وآمال وتطلعات هذا المجتمع، لأهداف شخصية ومصالح طائفية وسياسية، واستخدامه كجسر لتحقيق مصالحهم الخارجية.
ويشدد المبدأ الرابع على أن الإعلامي والصحافي الخليجي، انما هو إنسان يساهم سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، في نشر القيم والمبادئ النبيلة للمجتمع الخليجي، ويتصدى في عمله لكل أشكال الإسفاف والانحدار والهبوط في الذوق العام الخليجي. وأيضا هنا فرق واضح بين ما ينشره الصحافي الغربي في بعض الأحيان، من اسفاف ومن قصص ومن أخبار يصنفها المختصون بأنها تندرج تحت مسمى الصحافة الصفراء، وبين ما ينشره الصحافي الخليجي من كلمة راقية وتحليلات ومقالات وأخبار، تساهم بالدرجة الاولى في نشر القيم النبيلة للمجتمع الخليجي، ويناقش بموضوعية مشاكل وهموم المجتمع، من دون مبالغة ومن دون استخدام نظرية المظلومية فيما ينشره. كما يتصدى للقصص والأخبار التافهة والهابطة بالذوق العام، كقصص التافهين من الممثلين والممثلات، والتطبيل لبرامج قذرة أخلاقيا، ويرعاها الصحافيون الفوضويون من ذوي المرجعية الغربية، من أجل قتل الهوية الثقافية للمجتمع الخليجي.
وبخصوص المبدأ الخامس، فإنه ينظر على أن الرسالة الإعلامية الخليجية، هي في واقع الحال رسالة موضوعية ترتكز على الصدق والأمانة، وعدم المبالغة في نقل الرؤى والحقائق إلى جمهور المتلقين. بمعنى ان جل ما تنشره المؤسسة الصحافية والإعلامية من أخبار وتحليلات ومقالات في مجملها، تكون مبنية على الموضوعية وعدم استخدام اسلوب المبالغة والإثارة والتهويل، من أجل تحقيق شهرة ومكاسب رخيصة بين طائفة من طوائف المجتمع.
أما المبدأ السادس فينظر أيضا للرسالة الإعلامية الخليجية، على أنها إحدى رسائل الدعوة الخليجية المتحضرة، التي تعمل على نشر ثقافة التسامح وحوار الحضارات وتقبل الآخر، ونقل الصورة الحقيقية للمبادئ الإسلامية السمحة، ومحاربة التعصب والتطرف وبث روح الكراهية بين الشعوب. بمعنى آخر أن الرسالة المكتوبة والمقروءة والمسموعة، التي تبثها وتنشرها المؤسسة الصحافية والإعلامية الخليجية في مجملها، تنشر السلام وتحارب التعصب والطائفية، والولاء من خلف الكواليس.
إن ميثاق “كوغر” للصحافة والإعلام الخليجي، هو خلاصة الرؤى والتراث والمبادئ والمسيرة الاعلامية العظيمة والتاريخ الإعلامي الكبير، الذي تركه لنا الآباء المؤسسون للصحافة والإعلام الخليجي. وهو أول ميثاق صحافي إعلامي خليجي يحدد بكل وضوح، المرجعية الصحافية الإعلامية التي يجب على كل انسان وطني مؤمن بالوحدة الوطنية والوحدة الخليجية، ويثق في هويته الثقافية والدينية والعربية لمجتمعه الخليجي، أن ينتهجها ويرتكز عليها وينطلق منها في فلسفته وتعامله الإعلامي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية