قطف نادي داركليب ثمار 25 عاماً من الجهد والعطاء ليظفر أخيراً بلقب بطولة دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة لأول مرة في تاريخه، ليروي ظمأ عشاقه ومحبيه ويفك العقدة التي لازمته لسنين طويلة، ويدون اسمه في سجل الأبطال ويهدي قائده محمود حسن “أبوياسمين” أغلى إنجاز، ليتحول الحلم إلى حقيقة، ويدخل النادي التاريخ من أوسع أبوابه بعدما فاز بأول لقب وحصل على شرف تمثيل المملكة في خليجي 36 التي ستقام في الدوحة العام المقبل 2017 في أول ظهور خليجي له.
كل من التقيتهم من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام وإعلاميين أجمعوا على استحقاق داركليب للقب، حتى الخصوم قبل المحبين أبدوا تعاطفهم وأشادوا بالفريق لأنه كان أفضل فريق لم يتوج ببطولة الدوري على امتداد السنوات الـ 10 الأخيرة.
الإنجاز الذي حققه داركليب يجب أن لا يغشي ابصارنا عن عطاء النادي وبصماته في خدمة الكرة الطائرة البحرينية، كما لا يمكن اختزال مسيرته الرائعة في بطولة واحدة فقط، فما قدمه النادي أكبر وأهم من الفوز بلقب محلي، فهو بحسب تصوري أهم ناد على خارطة الكرة الطائرة المحلية خلال العقد الأخير، والدليل على ذلك مخرجاته وتأثيره الإيجابي الكبير على اللعبة بصورة عامة بسبب اهتمام مجلس الإدارة وحب القرية للعبة الكرة الطائرة.
على مستوى اللاعبين فإن داركليب أكثر ناد يغذي المنتخبات الوطنية والأندية المحلية بأفضل العناصر، ولو استعرضنا تاريخ جميع المنتخبات من الأشبال حتى الفريق الأول لوجدنا هناك 3 -4 لاعبين من داركليب، وحالياً يوجد في معظم الأندية لاعبين من ذات النادي ممن لم يجدوا الفرصة للعب في ناديهم الأم بسبب وفرة النجوم لتستفيد منهم باقي الأندية، ففي النادي الأهلي لوحده 6 لاعبين وربما لا يوجد ناد واحد في البحرين ليس به لاعب من قرية داركليب، وفي المنتخبات هناك عناصر مؤثرة تخرجت من مدرسة العنيد، وهو من أبرز الأندية التي تهتم بفرق الفئات السنية وكان له نصيب وافر من البطولات على مستوى فرق القاعدة التي شكلت رافداً كبيرا للمنتخبات الوطنية.
ولا يقتصر عطاء داركليب على تفريخ اللاعبين النجوم، فهناك نخبة من المدربين المتميزين الذين تخرجوا من مدرسته أمثال علي جعفر مدرب منتخب الشواطئ، إبراهيم علي الذي قاد اتحاد الريف للفوز ببطولة دوري الدرجة الثانية والصعود للأضواء مؤخراً، وابن القرية فؤاد عبدالواحد مساعد مدرب منتخب الناشئين وآخرون، وفي مجال التحكيم هناك الدولي عبدالله حبيب وربما أسماء أخرى لا تحضرني، وفي تاريخ النادي والقرية أسماء كثيرة خدمت اللعبة والنادي من مواقع مختلفة وفي مقدمتهم رئيس النادي إبراهيم سلمان رحمه الله، وإبراهيم حسن وعبدالنبي رمضان وآخرون.
وعلى المستوى الجماهيري فإن جماهير العنيد كان لها حضور بارز في المواسم الأخيرة ولم تتخلى عن فريقها حتى في المباريات الضعيفة هذا الموسم لتكون بمثابة فاكهة الدوري ولو كانت هناك جائزة لأفضل جمهور لمنحتها لهم، ويعتبر رئيس النادي محفوظ ثامر أكثر رئيس ناد كان متواجداً في الصالة لمآزرة فريقه.
جميع تلك المعطيات تجعل داركليب واحداً من أهم الأندية على مستوى الكرة الطائرة وهو ما يستوجب تقديره ومكافأته بدعم أكبر من قبل وزارة شؤون الشباب والرياضة والاتحاد البحريني للكرة الطائرة بدلا من أن تكون المكافأة مجرد “لوح خشبي” دون أن يدخل ديناراً واحداً في خزينته.