العدد 2017
الأربعاء 23 أبريل 2014
banner
هي الدولة مرتاحة من الوضع؟
في الصميم
الأربعاء 23 أبريل 2014

تردي الحالة الأمنية وتعثر كل الخطوات لإعادة هيبة الدولة.. عوائل بحرينية أصيلة وشريفة هاجرت.. تجار وتجارة أفلست.. انخفاض تدفق الاستثمار الخارجي وعزوف من المستثمر الداخلي، وتراجع في الأداء الاقتصادي.. ارتفاع في حجم الدين العام بشكل قياسي.. حالة انقسام وانشقاق بين مكونات الشعب، تنذر بعواقب مستقبلية وخيمة، وكل ذلك في كوم والكوم الأكبر هو أن دولة القانون أصبحت خارج الصلاحية، والغريب والمحير في هذا كله، أن الدولة لا حس ولا خبر، تتفرج على هيبتها وهي تضيع، ومنظومتها الأمنية وهي تنهار واقتصادها وهو يتدهور، والسؤال: هي الدولة مرتاحة من هذا الوضع؟
هل تعلم الدولة أن صمتها لغز محير يعجز العقل عن فهمه، وأن ضعفها يتسرب وينتقل بالتدريج إلى المواطن، فيكون البديل تسرب عقلية اللامبالاة عن المواطن نتيجة فقدان الثقة في الدولة، أو إجبار العقل على أخذ إجازة طويلة!!
هل تعلم الدولة أن سكوتها يقتلنا ببرود؟
الرهان على عامل الوقت والظروف الإقليمية الراهنة، هي محاولة العاجزين في تبرير العجز، وخنوع وقبول ببقاء الوضع على ما هو عليه، فالدول يا سادة والتي تنشد الحفاظ على كيانها متماسكا، ونظامها قويا وراسخا، لا ترهن أمنها لعامل الوقت، ولا تضع مستقبل النظام تحت رحمة ظروف خارجية..
المشكلة أن المنافس للدولة ليس في مقام دولة، ولا يملك أي شيء من إمكانيات الدولة، ولا أيا من المقومات التي تسمح له بكل هذا التفوق على الدولة، والنجاح في كل مرة بتوجيه ضربات مؤلمة للدولة..
السنوات العجاف التي نعيشها، كشفت في وعي المواطن عن ضيق المسافة بين الدولة والخرافة، والذي كان يتصور أنه يُربِّت على أرض تملك كل مقومات الدولة اللانهائية التي تجعل منها محمية وقوية، فتكشفت أمامه حقيقة أن بقاء الدولة أصلا “غير مضمون”!!
حالة تكشف الإحساس عند المواطن عن حقيقة ماهية الدولة ومدى هشاشتها وتسرب هذا الإحساس بشكل علني، مثير جدا للتأمل، لأن المواطن لم يعد كامنا في وعيه أنه يعيش اليوم داخل دولة قانون.. دولة يستطيع أن يقول عنها وبما تعنيه الكلمه - كما كان يفعل سابقا - إنها “قوية”، بعد أن وجد أن الدولة قد انهارت وتفسخت أمام “جمعية”، فما بالك إذا لو كانت المواجهة أمام دولة؟!
نحن منذ 3 سنوات ندفع ثمن سكوتنا عن السرطان الذي كان يسري في جسدنا دون نشعر به حتى أفقدنا جهاز المناعة...
لا أستطيع أن أنسى مشاهد بائسة ومحزنة رأيتها في هذه السنوات الثلاث أوجدت بي الحرقة والمرارة وسببت لي أوجاعا في القلب..
لقد تعبنا..
تعبنا من اكتشافاتنا ومن فاتورة الاكتشافات المفزعة، ومن شعور يتسرب باستحالة المصالحة، واستحالة العودة إلى ذلك الزمن الجميل الذي كنا نتعامل فيه أشقاء في الدين وشركاء مكملين لبعض في هذا الوطن..
إننا على مفترق دولة تنهار ولا منقذ من انهيارها، تقودنا نحو مصير أسوأ من العراق ولبنان.. نعم تعبناااا يا دولة، بالله عليك تحركي وارحمينا..

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية