العدد 2010
الأربعاء 16 أبريل 2014
banner
نواب خارج التغطية!! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 16 أبريل 2014



لكل مجتمع هموم وقضايا تتطلب متابعة واهتماما كي لا تتراكم وتحدث تأثيرا يؤدي إلى تراجع سلبي محبط ينعكس على أبنائه، لينشأوا في ظروف لا تؤهلهم لإظهار طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية التي تقود الوطن نحو تحقيق رؤى مشرقة لغدٍ أفضل.
إن التفكير في المستقبل والحرص على تحسين أوضاع اليوم وتهيئته للجيل القادم يتطلب وازعا إنسانيا مسؤولا حياديا بعيد عن التفرد في المصلحة والأنانية، وبناء على هذا المنطلق وحرصاً على حل مشكلات المواطنين ومتابعة همومهم تقدموا متهافتين متفائلين واعدين بقرب انتهاء مطالبهم من خلال انتخاب من يمثلهم، آملين أن تكون هذه الشخصيات المنتخبة في البرلمان فاعلة وجديرة بالثقة ملبية لتطلعاتهم، إلا أننا صُدمنا بالنتائج التي لا تغني ولا تسمن من جوع!!
لقد كان برلماننا غريباً مختلفاً مهزوزاً فاقد المصداقية، شهد ما لا يصدقه عاقل كحادثة سرقة ورقة استجواب وزير المالية، وانتهى الأمر بإقرارهم إسقاطه، رغم كل التساؤلات والاستفسارات التي لا يزال المواطنون يطالبون بتوضيحها، التي إلى الآن لم يتوصل النواب لإجابة مقنعة مبررة لها، لقد أسقطوا الاستجواب متجاهلين ومغضين أبصارهم عن الفساد الذي أكده ديوان الرقابة المالية !!!
شهد المجلس النيابي قصصا كثيرة وقصورا من نواب لم يكونوا أمينين على مصالح الشعب، قضوا فترتهم في غياب متكرر للجلسات بعذر السفر وآخر يأكل البرجر في أحد المطاعم، وأحداثا غريبة ومضحكة حدثت تحت سقف البرلمان لن ينساها شعب البحرين، الذي كان يتطلب منه أن يكون له طول بال فقد كان يرى حقه يتبدد أمام عينه بينما هو عاجزاً عن استرداده!!
للأسف نوابنا لم يستغلوا مطلقاً أدواتهم الانتخابية، أثبتوا في الكثير من القضايا التي تؤرق المواطن بأنهم “خارج التغطية”، وأكثر توافق وحماس شهده المجلس هو ما يتعلق بمصالحهم الشخصية من مكتسبات وامتيازات لهم ولذويهم، كتحسين رواتبهم التقاعدية والسفر على الدرجة الأولى.. وغيره من طلبات كلها عبء على ميزانية الدولة وسط ما يشهده من عجز أدى إلى ضغوط يرفع من الأعباء المعيشية على المواطن.
واقع مزرٍ من برلمان للأسف لم يتعاط مع القضايا بموضوعية ونضج، غفلوا عن أن هموم الشعب هي هموم أبنائهم وأحفادهم وحصاد اليوم سنلقاه غداً..
خيبوا الآمال بتخبطاتهم ودعمهم لقرارات الدولة بدل الشعب، فأصبحوا عالة مكلفة عوضاً عن أن يكونوا عوناً له، فبعد المهازل والتراجعات والتردد في القرارات، وبعد الاستعراضات والانفعالات والصراخ في نقاشات عقيمة، لم يحقق هذا المجلس الآمال والتوقعات المرجوة، بل على العكس تسببوا بحرب نفسية نتيجة أفعالهم التي لم يتحلوا فيها بالمسؤولية تجاه هذه الوظيفة الوطنية، حتى أجمع الشعب بعدم تشريفهم تمثيله!
لقد أخطأوا بتقصيرهم وإهمالهم، ولكن للدولة دور أيضاً في ما وصل إليه البرلمان من تصغير واستفزاز شبه يومي من قبل الشعب من خلال الضغط على قراراتهم، فأصبحت استقلاليتهم وبإرادتهم شبه مخنوقة، منهم من كان رافضاً لتقبل بعضها لكنه راضخاً مستسلماً غير لحوح لتغيير الواقع، أردناهم أداة تنزع جذور الفساد لنفاجأ بهم يسقونه لينمو ويكبر من دون إدراك واستيعاب لحجم الضرر على المواطن.
للأسف أساليبهم المتخاذلة وكيانهم الهش الضعيف الذي قد يكون مرغوباً مطلوباً عند البعض، أفقد مصداقيتهم وترك بصمة عار أثرت على نفوس المواطنين في عدم تقبل أو تصديق آخرين في الدورة الانتخابية القادمة، فأتمنى أن يكون القادمون خيرا منهم قادرين على تغيير النظرة السلبية التي خلّفها الحاليون.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية