العدد 2109
الخميس 24 يوليو 2014
banner
“الأبطال الذين رفعوا النقطة” فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الخميس 24 يوليو 2014


إن الحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد تاريخي طويل من الألم والمعاناة والهزيمة رغم العزيمة والنضال من “أبطال رفعوا النقطة” لتصبح غزة عزة وكرامة، فقد رفضوا الذل والهزيمة وواجهوا الصهاينة بأجساد عارية وحجارة لاسترداد أراضيهم المسلوبة وتحرير المقدسات من الصهاينة المغتصبين وسط انعدام الضمير العربي.
إنها قضية الأمة العربية والإسلامية كلها، ورغم امتلاكهم أوراقا ضاغطة لوقف القتل والنزاع والوصول إلى حلول داعمة للمقاومة الفلسطينية لمواجهة الصهاينة، إلا أن قراراتها لا تزال مجمدة لا تحرك ساكناً أمام قضيتهم، لقد ترك حكام العرب الفلسطيني فريسة للذئب الصهيوني، فبينما هم منشغلون في تصاريح الاستنكار والقلق والاجتماعات الدولية والمجاملات والاستعداد لأوبريت غنائي مواساةً لهم، أصبحت مدنهم وأحياؤهم قبورا تمتلئ بالأشلاء والدماء بسبب قصف عدواني ظالم واستهتار عربي آثم.
لقد ساد الجوع وقطعت الكهرباء ودمرت البيوت والمباني ونفذ الدواء، والأطفال والنساء يستغيثون وسط قصف إسرائيلي، لا يعلم متى سيحين دور واحد منهم وتقع قذيفة العدو على رؤوسهم، مشهد مؤلم لا يصدق وكارثة بشرية تتكرر كل يوم، استنزفت كل معاني الإنسانية وانتهكت كل القوانين والحقوق، بينما المحاكم والمنظمات الغربية والعربية وجمعيات حقوق الإنسان لا تكترث بوقف ما يعترض مصالحها!
كم عربيا خليجيا ينطق بعبارة خط أحمر على رموز ومدن وشخصيات وقبائل، متى سيتحد العرب ليقول “فلسطين خط أحمر” ويمنع بكل ما لديه من قوة وإمكانيات انتهاكات الصهاينة وبطش العم سام!
لقد كشفت لنا غزة معادن البشر وسقطت أقنعة الأنظمة، ولكن ليعلموا أنه مهما علونا سيبقى العار والذل يلاحقنا ولن تتحقق لنا عزة وكرامة إلا بنصرة فلسطين من خلال مواقف موحدة وشجاعة ترهب الصهاينة وحلفائهم، فنحن مسؤولون ومحاسبون أمام الله عما يحدث على أرض فلسطين.
إن من أسباب الأزمة الحالية في غزة قيام فلسطينيين باختطاف وقتل مراهقين إسرائيليين، فكانت ردة فعلها عقابا جماعيا ولا غرابة من ردة الفعل، فقيمة الإسرائيلي تساوي أضعافا مضاعفة من الفلسطينيين والسبب التحالف الأميركي مع اليهود مقابل تخاذل عربي اعتاد رؤية المجازر والأجساد المتناثرة المحترقة والبيوت المهدمة، فأصبح تناقلها عبر وسائل التواصل أو التصريح بالرفض والاستنكار عبر الصحف شافياً وكافياً لإشباع الضمير وتفريغ الغل والحرقة والغضب!
علينا الوقوف في وجه الظلم والمخطَّطات الرامية مع الصهاينة على حساب هذا الشعب الأعزل وحقوقه المشروعة، فقد أصبح حال فلسطين مرهوناً بحال الأمة العربية وانعكاساً لها، فعندما تنصلح أحوالها وتستقر معيشة سكانها وتتوحد القرارات العربية السياسية المرهبة لإسرائيل وحلفائها، سيتوقف التعدي والإجرام في حقها وستكون بلداننا بإذن الله في خير وسلام وعزة وكرامة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية