العدد 2136
الأربعاء 20 أغسطس 2014
banner
الحوادث المرورية... نزيف لن يتوقف! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 20 أغسطس 2014



أصبحت الحوادث المرورية طامة كبرى خلفت أرقاما ضخمة من الضحايا، حتى شكلت هاجساً اجتماعياً وآفة لأفراد المجتمع وقلقا دائما يلزم الأهالي على كل من يغادر المنزل حتى يعود إليه سالماً!
وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، يشهد كل عام وفاة نحو “مليون وثلاثمئة ألف” شخص نتيجة حوادث المرور، أيضا “من عشرين إلى خمسين مليون” شخص يتعرضون إلى حوادث مميتة.
كما أظهرت دراسة أميركية أن البحرين تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من أصل 193 بلدا، من حيث ضحايا حوادث المرور.
نتائج مأساوية مخيفة وخسائر بشرية واقتصادية مهولة تجبرنا على الاستعجال في عمل دراسة شاملة مفصلة حول أسباب الحوادث وطرق تقنينها.
بدراسة متأنية لمعرفة الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية تبين صعوبة تحديد جهة محددة وإلقاء اللوم عليها، فالمسؤولية تشمل عدة عناصر مشتركة بنسب متفاوتة، فالسياقة “فرد ومركبة، مرور ووزارات” جميعها تحمل المحصلة المؤلمة التي وصلنا إليها مؤخراً، وفي المرتبة الأولى يأتي “الفرد” فهو مسؤول عن مركبته وتصرفاته في الشارع ومدى التزامه بالقوانين، فأكثر الحوادث كانت بسبب سرعة في القيادة، وقلة التركيز قد تكون بسبب الحالة النفسية المتدهورة، أو تناول بعض العقاقير والمواد المخدرة وشرب الكحول، ليصبح السائق منعدم الاتزان والانتباه.
ومن جهة أخرى يأتي دور “إدارة المرور” بتكثيف الحملات التوعوية ونشرها عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يقل عنها أهمية دور “الوزارات” كوزارة التربية والتعليم بتخصيصها مناهج تتعلق بالحوادث وأسبابها وطرق الوقاية منها، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية التي تركز وتؤكد في عقول الطلبة المفاهيم الأساسية والإنسانية والأخلاقية للقيادة، أما وزارة الأشغال فيأتي دورها من خلال التأكد من سلامة الجسور والطرق، وغيرها من وزارات بحيث يعمل كل حسب وظيفته ومسؤولياته.
للسلامة معايير لن تتحقق ما لم تستوعب الأطراف جميعها بشكل متقن حجم الكارثة، والسعي في الوصول إلى حلول تحد استنزاف الطاقات والموارد التي تكبدتها الحوادث وكان لها تأثيرها السلبي على مجتمعنا، والإحصاءات والأرقام كانت دليلا أعطى تصورا دقيقا عن المأساة التي نواجهها كل يوم في الشارع!
إن من أبرز الأسباب التي نعاني منها وأدت لازدياد الحوادث “الازدحام المروري” لكثرة المركبات، وبإمكان الدولة تفاديها بإنشاء سكك حديدية ترتبط بالمدن تحد من الحوادث وتقلل عدد المركبات.
علينا البحث عن بدائل ووسائل لحماية أفراد المجتمع وضمان سلامتهم، والعمل معاً لإيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها في حيز التنفيذ والمتابعة فالمؤشرات تتزايد للأسوأ.
وفي الختام انوه لسبب مهم قد يغيب عند البعض وهو الظروف المعيشية المتدنية التي يعيشها المواطن، فالضغوط والهموم تكابدت عليه ليصبح شارد الذهن وسيئ المزاج وغير مؤهل نفسياً وفكرياً للقيادة، نأمل أن تلتفت الدولة لهذا الجانب “فالحوادث المرورية نزيف لن يتوقف” إن لم يسخر الجميع جهوده وبكل الوسائل لإنقاذ حياة الآخرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .