العدد 2236
الجمعة 28 نوفمبر 2014
banner
انتفاضة شعبية تخرس الجمعيات السياسية فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 28 نوفمبر 2014

أسدل الستار وانكشفت الأقنعة ووضعت النقط على الحروف بعد أن قال الشعب في يوم 22 نوفمبر كلمته التي لخص بتصويته إرادته، واختصر الطريق أمام الجمعيات السياسية والاحتكاريين موجهاً رسائله التي بعثر بها أوراقهم، أربكهم وأزعجهم بصرخات الحقيقة التي كسر بها القيود، نازعاً الشريط اللاصق الذي كمموا به أفواههم ليصعدوا على أكتافهم ويفرضوا عليه كلمتهم، لقد “انتفض الشعب” ولقن كل متسلط متمصلح درساً يعلمهم حجمهم الحقيقي، وأن الكلمة الأولى والأخيرة تتمثل في إرادته ولن يتمكن أي كان من تكبيلها وتسييرها وفق مصالحه وأهوائه.
لقد كانت الجولة الأولى الحكم الذي طعن الشعب خلالها كل القرارات والتصاريح التي حاول بها البعض فرضها ولصقها بإرادته والتحدث باسمه، لقد خيب آمالهم وحطم أطماعهم بكلمته الحاسمة التي أخرسهم بها.
لقد تفوق المرشحون المستقلون على التابعين للجمعيات السياسية، باختصار لا الجمعيات الشيعية أو التابعة لمن يدعون بالمعارضة أو السنية كالمنبر والأصالة وتجمع الوحدة الوطنية أفلحت مقارنة بتوقعاتهم، لتؤكد هذه النتائج السلبية أن من الاستحالة أن تقوم أية جهة بالاستحواذ أو السيطرة على كلمة الشعب فقد أصبح أكثر وعياً ونضجاً ومسؤولية وقدرة على التحليل وتقييم الأمور.
لقد فشلت الجمعيات السياسية بسبب تخبطاتها ومواقفها السلبية غير المؤثرة، وأهم أسباب الفشل سيطرة أفراد عليها عاثوا فيها فساداً مشوهين أهدافها التي نشأت من أجلها، وهاهو الشعب يرفض بكلمته اليوم من أراد استغفاله وإقصاءه واستغلاله.
فشلت الوفاق وأتباعها وفشل تجمع الوحدة الوطنية فلا التبعية لأجندات خارجية واستخدام العنف والإرهاب والحرق والتخريب لتطفيش المرشحين وإجبارهم على الانسحاب قد فلح، ولا التحكم بإرادة الشعب والجري خلف المصالح الشخصية وكثرة الوعود دون تنفيذ قد فلح.
سبعة مرشحين من تجمع الوحدة الوطنية لم يتمكن ولو صوت واحد من الوصول إلى البرلمان، والمخجل أن نتائجهم كانت مخيبة غير متوقعة فقد بلغ عدد الأصوات التي حصل عليها مرشحو الجمعية 3463 صوتاً أي لم تتعد 8.4 % من مجموع ناخبي الدوائر السبع.
الأدهى أعذار الجمعية التي تعول عليها فشلها، فقد صرحت مؤخرا أن أسباب عدم وصولها للبرلمان الانشغال بوضع برنامج سياسي وانتخابي.
على الجمعيات السياسية اليوم أن تعترف بعد هذه النتائج بفشلها وتحفظ الدرس جيداً وتعيد حساباتها، وإن ظلت على قيد الحياة عليها القيام بتغييرات جذرية لاستعادة ثقة الشارع عل وعسى تحقق نتائج إيجابية في انتخابات 2018، وأول خطوة تتخذها هي تغيير قناعاتها وأسلوب تعاملها مع الشعب، وتدرك أنه شاءت أم أبت سيبقى حراً تحكمه مشاعر الحب للوطن ولا يمكن لأحد أن يتاجر بقضاياه ومتطلباته ويسير رغباته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .