ما رأيناه قبل أيام من إرهاب أدى إلى مقتل رجل أمن، الشهيد الثامن عشر منذ أحداث 2011 إثر تفجير وقع في قرية كرانة، وإصابة 4 من رجال الأمن و3 مدنيين، أصبح أمرا اعتياديا لا غرابة فيه، وخبر القبض على عدد من المشتبه بهم لم يعد يثلج الصدور ويشفي الغليل، فالكل أصبح مدركاً أين سيقطن هؤلاء المجرمون وكيف سيعاملون ومتى سيغادرون، فلا جزاء من جنس أعمالهم ولا صرامة في محاسبتهم، ليس تشكيكاً في القضاء البحريني ولا تنقيصاً بالجهود المبذولة لحفظ الأمن، إنما هي حرقة على وطن يتعرض لإرهاب ممول له امتدادات وجذور انحرافية خطيرة، تتطلب لغة تأديبية محدثة ومعاملة استثنائية ملائمة تقطع جذورها.  نحن نتعامل مع عصابات متطرفة تستقي أفعالها وتحركاتها من خطابات تلقينية وأوامر إيرانية، ترتكب أبشع الجرائم باسم الدين وتزهق أرواح أبرياء باسم الشهادة مستمرة في خلق الفوضى وإذكاء نار الفتنة!
الأساليب التأديبية الراهنة محاولات فاشلة لإصلاح تخلف متجذر يرتوي من أصول متسلقة ومنابع ملوثة، أهدافها باتت محفوظة ونواياها مكشوفة، تتطلب أساليب حاسمة وإستراتيجيات ثاقبة بدل استنكارات لحظية خاوية لا تقدم ولا تؤخر!
إرهاب اليوم متعدد الأوجه يتطلب للتضييق عليه والحد من امتداده إعادة نظر حقيقية لقوانين دولية موحدة، تستأصل بؤر التطرف وتطهر أراضينا من نجاسة بهائم مسيرة هدفها إفساد الأرض والعبث بنعمه واستقراره. تطور الإرهاب أصبح يتطلب يقظة جديدة تستوعب أثره، يقظة تدس الزناد على الفاعل والمفتعل، فهي جماعات تعمل وفق أيديولوجيا متطرفة لا يوجد رادع يردعها ولا دين ولا خلق، ولن تجدي لغة التفاهم معها ما لم تكن عنيفة صارمة تبعثر أهدافها وتشتت شملها وتعيد لمن يمتلك منها حسا إنسانيا وضميرا صاحيا رشده. لا حوار ولا مقايضات ولا مناصحة ستحظى بالقبول مع إرهابيين قتلة، لا وقت ولا متسع للتراجع أمام من يسعى لاختطاف استقرارنا وأرواحنا ويقف أمام مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.. محاسبتهم سُنة إلهية وقاعدة عدلية تحقق التوازن قبل أن يتمادوا في غيهم وبغيهم. محاربتهم ستجعلهم يدركون أن مطامعهم لن تتحقق ولن تقم لهم قائمة ما حيوا، فهناك قوة موحدة تقف أمامهم بالمرصاد، قوة قادرة على تكميم أفواههم وإزالة أثرهم.