العدد 2017
الأربعاء 23 أبريل 2014
banner
رحمة بالبحرين وأهلها أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 23 أبريل 2014

في كل مناسبة وفرصة يوجه سمو رئيس الوزراء حفظه الله توجيهاً إلى الوزراء والمسؤولين بضرورة فتح أبوابهم أمام المواطنين، حيث إن المواطن هو العنصر الأساسي الذي توجه له الخدمات الحكومية، وإن رضاه عن هذه الخدمات هو غاية وهدف هذه السياسة التي تتبعها الحكومة، وكان واضحا من رسالة سموه المعنى الذي لا يكتنفه أي شك، وهو افتحوا أبوابكم أمام المواطنين، بمعنى استمعوا إليهم وافهموا مشكلاتهم وساعدوا على وضع الحلول لهم، وهو الأمر الذي سيشعر المواطن بالرضا والامتنان لكل ما يقدم، وفي هذا التوجيه رسالة لأهمية أن يكون الوزير والمسؤول ديناميكياً وقادراً على التفاعل مع كافة المشكلات التي تتعلق بالخدمات، وإن كان هناك أمر آخر لابد من مراعاته وهو ليس فقط بالعمل من داخل المكاتب وعبر التقارير المكتبية التي يقدمها المستشارون والمدراء إلى الوزراء، ولكن لابد من مراعاة النزول الميداني والاطلاع مباشرة على كافة الأعمال ومتابعة هذه الأعمال ومعرفة نتائجها وتداعياتها، وهناك اليوم الكثير من المشكلات والعوائق والقضايا المعلقة التي تشغل بال أصحاب الخدمات والمواطنين وأصحاب المصالح التي تتعطل خدماتهم بسبب بعض الإجراءات الروتينية وبعض الأساليب التمطيطية التي يتعلق بها بعض المسؤولين بالإضافة إلى أهمية الاطلاع المباشر على الخدمات.
هذا الموضوع كتبنا فيه الكثير وتحدث فيه الزملاء الصحفيين، ولكن يبدو أن البعض يتجاهل هذا الموضوع بدليل أن هناك الكثير من الأمور لا تحسم ولا تسير إلا بتدخل سموه.
يلتقي في ذلك على الضفة الأخرى ميدان آخر من ميادين العمل في البحرين، فمع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، هناك اليوم ما يشبه الفزعة النيابية التي صحت من النوم بعد أربع سنوات، وبدأ الزحف النيابي على المواطن في سباق كسب الثقة للترشح من جديد، والسؤال أين كان هؤلاء النواب طوال أربع سنوات عن البحرين وعن المواطن وعن ما يجري في البحرين.. من يتأمل اليوم الميدان المكتظ بعدد كبير من النواب الذين من الأفضل إذا ما كانوا يحترمون ويقدرون أنفسهم ويقدرون هذا الوطن وهذا الشعب الذي اختارهم في دورتين وحتى في دورة واحدة ووثق بهم الناس ووجدوا أنفسهم غير قادرين على الاستمرار بمواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها هذا المركز وتفرضها إرادة خدمة الناس، من الأفضل لهؤلاء من منطلق النصيحة أن يراجعوا أنفسهم هذه المرة قبل أن يقرروا خوض الانتخابات، كما على الجمعيات السياسية والدينية التي تنوي ترشيح نواب عنها للبرلمان القادم أن تراجع مبادئها وشعاراتها وأن تتقي الله في الناس وفي الوطن قبل أن تدفع أيا كان إلى معترك الانتخابات لمجرد أن يكون لها نصيب من المقاعد حتى لو لم يكن لديها نواب بحجم المسؤولية، فالأفضل لها ألا ترشح أحدا من أن ترشح أيا كان، وهي بذلك تقدم خدمة للوطن ولوجه الله.
البحرين اليوم بحاجة لرجال ونساء وشباب يحملونها على أكتافهم، فبعد الذي مررنا به من خلال المحنة الدامية والمحاولة الانقلابية لابد أن نعي بأن المسؤولية ليست في تبوء المناصب ولا في المراكز، ولكن في القدرة على ملء هذه المناصب، فهناك البعض يبدو أن الكرسي “يخب عليه” كما يقولون في المثل الدارج وكثير من المسؤولين والنواب والشوريين يظهر الكرسي أكبر منهم وهذه مصيبة تبتلي بها الأمم خاصة وقت الأزمات، فرحمة بالبحرين وشعبها، على الدولة أن تختار رجالها بعيداً عن المزاجية، وعلى النواب أن يختاروا مقاعدهم رغبة في خدمة البحرين وليس رغبة للوجاهة ورحمة بالبحرين وأهلها.
فنجان قهوة
مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون “رؤية من الداخل” هذا الاسم الطويل الممل الذي يستهلك موارد البحرين كل سنة لا لزوم له بالمطلق، والأجدر أن تذهب تكاليفه السنوية هو وبقية المعاهد الشكلية لأمن البحرين الحقيقي وليس للسياحة والوجاهة، وأسف على موارد البلاد التي تهدر بهذا الشكل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية