العدد 2168
الأحد 21 سبتمبر 2014
banner
افتحوا عيونكم حتى لا يكون معدناً أصفر فحسب! أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 21 سبتمبر 2014

انتهى الحوار وأرجو أن يكون هذا آخر حوار وآخر المطاف، وألا تكون هناك حوارات بعد اليوم ولا بعد سنة ولا بعد عشر سنوات فقد خسرنا في السنوات الماضية ضعف ما كسبناه من قبل من مكاسب ومنجزات وأن تنتهي السياسة أيضاً ويبدأ البناء الاقتصادي والتنموي والاستثماري وتخطو البحرين كما كانت دائماً رائدة في المجال المالي والاقتصادي والانفتاح على العالم والاستفادة من منجزات ومكاسب الأمس التي كادت تفقدها حينما سمحنا لبضعة زمر مخربة أن تحتكر السياسة وتشل إرادة الدولة كل هذه السنوات.. انتهى الحوار وأرجو أن ننتهي من تدليل ودلع الوفاق وأعوانها وأن نلقيهم خلفنا ونمضي في طريق الثوابت الوطنية القائمة على حفظ ما حققته البحرين عبر العقود الماضية من مكانة استراتيجية في المنطقة وتعود لذلك المركز المتقدم بين دول المنطقة قبل أن تسلبنا الديمقراطية هذه المكانة.
انتهى الحوار وانتهت المزايدات وأرجو أن تتعلم الدولة درساً من محاولة الانقلاب عليها قبل ثلاث سنوات، بأن لا أحد يحمي البحرين ولا يقف معها ولا يسندها سوى القاعدة الصلبة التي ترتكز عليها متمثلة في مكاسب ومنجزات الأمس وهي الانفتاح والقاعدة الاقتصادية والاعتدال وعدم التفريط بالثوابت الوطنية وألا نخدع بنصائح الأميركان وغيرهم وأن نبني بلدنا بخبرتنا ومن دون تدخل في شؤوننا.
لقد قرأت بتمعن كل ما كتبه الإخوة حول مسيرة الانتخابات وترحيبهم بنهاية الحوار وبدء الاستحقاق الانتخابي ولكن لنتوقف ونسأل قبل أن نتحمس كثيراً ثم نصدم فيما بعد:
هل نضمن ألا يتنازل طرف عن حقه ويرضخ للضغوط الخارجية؟ هل نضمن أن تكون هذه هي نهاية الحوار وانتهى شهر العسل الذي اعتقد الانقلابيون بأنهم مازالوا يأملون في تنازلات غداً أو بعد غد؟ المهم من كل هذا الحراك السياسي أن يكون الوطن في الطريق الصحيح وعبر التاريخ الطويل للمنجزات والمكاسب التي تحققت لا نريد أن نضحي بأي من المكاسب الوطنية في سبيل إرضاء هذه الفئة أو تلك أو هذا أو ذاك.
خارطة الطريق التي يجب أن يبنى عليها الوطن لا يجب أن تكون خارطة سياسة بيد هذا أو ذاك، خارطة الطريق الجديدة يجب أن تبنى بذات اليد التي بنت طوال السنوات الماضية البحرين وحققت لها المكاسب على يد خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه وهو الذي أرسى دعائم المكاسب والمنجزات التي تحققت للبحرين، قد يسأل سائل: لماذا التركيز وتكرار عبارة المكاسب والمنجزات؟ والجواب واضح وبسيط: هذه المكاسب والمنجزات هي قاعدة الوطن وهي ضمانة الحاضر والمستقبل ومن لم يحفظ مكاسب بلده يخسر بلده ولا يجب أن تشغلنا السياسة والحوارات الفارغة عن حفظ ما حققناه من هذه المنجزات لأنها التاريخ والحضارة والثوابت التي تجعل البحرين مصونة كما تركها لنا الأجداد والآباء وكما يجب أن نسلمها للأجيال القادمة بنفس الطريق وبذات المنهج ومهما كره الكارهون وحقد الحاقدون.
ما يهم اليوم ويجب أن يهم كل غيور على هذا الوطن هو الطريق الذي سار فيه الأجداد والآباء الأولون وهذا ليس بأمر قديم إنما هو نهج كل دولة تحفظ لنفسها مكانتها وقوتها ولا أدل على ذلك من مؤسسة القادة الأولين في الدول الكبيرة مثل بريطانيا من ينظرون لتاريخ بناة الوطن من منظور القدماء الذين وضعوا أسس الدولة.
ونحن نسير اليوم على درب البناء والتعمير لابد لنا من خارطة طريق وهي موجودة منذ الأزل ومتمثلة مرة أخرى أقولها في المكاسب والمنجزات، حفظها وتدعيمها وحمايتها هي الضمانة الأكيدة اليوم وغدا للبحرين وشعبها وقيادتها، ولا يجب أن نشغل بالسياسات والأمور الطارئة ولا يجب أن يأخذنا الحماس فيما نراه اليوم ذهباً ونكتشف غداً بأنه لم يكن سوى معدن أصفر فحسب.
هامش للقراء:
للإخوة القراء المتابعين أغيب عنكم فترة وجيزة بداعي السفر للخارج وحال ما استقر هناك سأعاود الكتابة من هناك، وإلى اللقاء أيها الأحبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية