العدد 2199
الأربعاء 22 أكتوبر 2014
banner
أمن البحرين وازدهارها أولاً أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 22 أكتوبر 2014

البحرين بحاجة لورشة إعمار حقيقية تعمل على سد الثغرة الواسعة بيننا وبين دول مجلس التعاون التي سبقتنا والسبب في هذه الفجوة هو مستنقع السياسة حيث غرقت فيه البلاد منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة وبالتالي أنا لست مهتما بالانتخابات والمرشحين ما لم تكن الأولوية للبناء والإعمار والتنمية، ولتذهب الوفاق للجحيم ولتذهب السياسة للجحيم وتبقى البحرين عامرة بالخير والرفاه، أستغرب من المشغولين هذه الأيام بالوفاق ومقاطعتها للانتخابات، لقد أعطينا هذه الجمعية المارقة فوق ما تستحقه من اهتمام وحان الوقت لإعادتها لحجمها الطبيعي كجمعية حالها حال الجمعيات الأخرى ولو نزعنا عنها هذا الاهتمام والانشغال لأدهشنا حجمها الطبيعي، ومن هنا ومنذ هذه اللحظة التي تخوض فيها البلاد الانتخابات أقول انسوا الوفاق وقللوا من اهتمامكم بالسياسة و”ديروا بالكم على التنمية والإعمار والبناء”، وستجدون الوفاق وغيرها أمرا انتهى.
أما عن العمل البرلماني يا سادة يا كرام فهو بحاجة الى تقاليد وإلى آداب وإلى أصوات هادئة مهما كانت الملفات التي تطرحها ساخنة ومهما كانت الموضوعات طارئة مستعجلة فإن الصوت الهادئ الرزين العاقل هو من يصل الى الحقيقة ويستطيع معالجة أية أزمات أو مشكلات، هذا ما يجب على الناخب والمواطن البحريني أن يدركه اليوم قبل الغد وأن لا يكرر الخطأ في جلب هذه الأصوات الصاخبة المعدومة الخبرة التي تعتمد على الصراخ والتهويل والتهديد وكأنها في مباراة الأحياء الشعبية حتى وصل الأمر ببعض النواب الى ان يهدد البعض الآخر بالضرب.
هذه المرة البحرين بحاجة - مع كل الأزمات الدولية الأمنية والمالية والتوتر في المنطقة والاحتقانات المفتعلة في الداخل - إلى أن تصوت للعقل والحكمة والخبرة، فهل من دليل للناخب على طريقة فرز ومعرفة هذه النماذج العاقلة؟
أظن ان البلاد لم ولن تخلو من الرجال والنساء من ذوي العقل والحكمة والاختصاص، بالكلام، يظهر لك في البداية عاقل وبمجرد أن يصل المجلس يتحول إلى مجنون.
حان الوقت اليوم لأن نرفع سقف الاختيار وأن نحسن البحث وأن نختبر المرشح، هذا ما يجري في الكثير من الدول من خلال المناظرات والمناقشات ووضع المرشح تحت المجهر والبحث في مصداقيته واعتداله بالدرجة الأولى لأن الاعتدال هو سيد الاختيار وعلمتنا التجارب الثلاث ان الجنون سهل ومتوفر ولكن من الصعب الحصول على الاعتدال فهو عملة نادرة.
السياسة هي اللعبة التي أدت حتى الآن لخسارتنا الكبيرة في الحياة العامة وقللت من نسبة السعادة لدى الكثيرين باعتبارها مقترنة بالتوتر والاضطراب وانعدام الرؤية التي شلت الحياة من حولنا وجعلتنا نرى الأمور جميعها بمنظور سياسي سلبي لدرجة أن السياسيين اليوم في البحرين إذا أرادوا أن يكون لهم شأن وصولة وجولة ما عليهم الا ان يكونوا نشطاء سياسيين حتى ان البعض على استعداد للعمل على حذف الاقتصاد والثقافة والفنون والسياحة والحضارة من قاموس العمل والاكتفاء بالسياسة التي هي وحدها الجسر الذي يوصل الى الفوضى وفي خضم الفوضى يشتهر المرء وينطلق صيته ويصبح من المؤثرين في الحياة العامة.
من الناحية العملية أنا مع التركيز على العمل الحكومي والإنتاج والتنمية والبحث عن تعدد مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي وعدم الانشغال برلمانياً بتعديل المادة الدستورية، بل انا ضد تعديل الدستور من أساسه وضد تعديل الدوائر الانتخابية وضد كل الحراك السياسي الذي من شأنه ان يعرقل ويربك سير البلاد الى الأمام وإلى التقدم والتحضر والازدهار من أجل بضعة أصوات هنا وهناك تفرض علينا تعديل نهج البحرين الذي سارت عليه منذ عقود، وتميز بالانفتاح على العالم وسار في طريق الاعتدال في كل ما يتعلق بشؤون البلاد والعباد.
لأننا اليوم في غاية الحاجة الى العمل المتنوع القائم على تحقيق أقصى درجات التطور ولأننا بحاجة الى الرغبة في تحقيق انطلاقة في العمل الاقتصادي الذي هو أساس التنمية ورخاء الشعوب فإننا نأمل ان يتم تجاوز الكثير من المعوقات السياسية التي تثيرها بعض الجمعيات السياسية وبعض التيارات المتشددة والتركيز على برامج وخطط البناء في كل المجالات الحيوية في البلاد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية