العدد 2378
الأحد 19 أبريل 2015
banner
المـال البحرينــي... إلى متــى خائــف؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 19 أبريل 2015

ربما كررت الكتابة في هذا الموضوع مرات عدة وربما مل البعض من اجترار القصة لكن دعوني أتوقف للحظة وأقول بصراحة: لا ينسى الجرح من لا يزال جرحه ينزف، ولا ينسى الضرب من مازالت به آثار الضرب، ولا ينسى الخيانة إلا من كانت روحه تغرق في الخيانة، ولن أتنازل عن مقولة عفا الله عما سلف لأن الوضع تغير والمتآمرين تراجعوا أمام اليد الضاربة سواء في الداخل أو الخارج لكن ما لم أستسلم له وأقر به حتى الآن كيف أتقبل عزوف رأس المال البحريني الخاص عن المساهمة في بناء البحرين مثلما يفعل رأس المال في أبوظبي والرياض والدوحة ودبي؟ للمرة الألف أكتب في هذا الموضوع ولا افهم سر المال الجبان البحريني، لماذا سارع البعض في موقف تنكره للبحرين بدعم محاولة الدوار الفاشلة ولا يسعفه الوقت الآن لتصحيح الخطأ بالعودة لطريق التوبة والإسهام في بناء البحرين بدل تكديس المال.
استقرار البحرين وازدهارها لا يتطلب فقط حلولا أمنية وهي أولوية لا مساومة عليها وأنا من دعاة الحل الأمني، وهو أمر كفيل بوضع حد للإرهاب والتخريب والفوضى، ولكن بالإضافة لذلك يتطلب أيضاً تحركا من الفعاليات التجارية والمالية ورجال المال والأعمال إن كانوا حقاً يريدون رؤية مصالحهم مزدهرة، ولكن يبدو ان الإخوان هنا في وادٍ ومصالحهم في واد آخر، لا طموح ولا مغامرة برأس المال ولا رغبة في الإسهام بالتنمية وهم مكتفون فقط بالدخل السريع المحدود الذي تجلبه تجارة الوكالات والعقارات والا ما هذا الجمود والركود في مشاريعهم بالرغم من ان البحرين أمامها فرصة للانطلاق بأسرع مما هو حاصل الآن خصوصا في مجالات السياحة والمشاريع التجارية والاقتصادية غير الروتينية، فمن يلتفت اليوم الى دول المنطقة من حولنا سيرى سرعة وتنوع إيقاع العمل في المشاريع الاستثمارية المختلفة وروح المغامرة لدى تجار ورجال المال الخليجيين وهم في سباق محموم لإنجاز العديد من المشاريع الضخمة التي تنافس فيها دولهم الدول المتقدمة ولا أدل على ذلك من الحركة الاستثمارية والإعمارية التنموية التي تشهدها دبي والدوحة وأبوظبي والرياض بينما نحن غارقون في السياسة والانشغال بإرضاء المنظمات الدولية.
لقد غرقنا في السياسة ونسينا ان التقدم والتنمية ليست في انشغال بأرباح عقارية سريعة تنفخ البطون وتفرغ العقول فأغلب تجارنا مكائن تكسب سريعة ومحدودة، وجاهة من الخارج على الفاضي، وبخل بامتياز في المساهمة برد القليل لهذا الوطن باستثناء عائلة واحدة لا ينكر أحد إسهاماتها في المشاريع الوطنية، باستثناء ذلك لم أر وجوها لرجال مال وأعمال كأولئك الذين نراهم ونسمع عن ركوبهم موجات التحدي في دبي وأبوظبي ممن جعلوا الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة العليا بين أمم الأرض.
قد يتحججون بأن البحرين لا يوجد بها استقرار كما في الدول المجاورة، بالعكس البحرين فيها كل الخير وكل الإمكانيات والدعم والتسهيلات التي ربما لا توجد في الدول الأخرى، وفي هذا الوقت بالذات فرصة لدعم البحرين ودعم النشاط التجاري والمالي والإسهام في إخراجها من الركود وليس ترك هذه المهمة فقط للحكومة مكتفين فقط برعاية مصالحهم وتنمية أرباحهم وهذا حق مشروع ولا نجادلهم فيه ولكن أين حق الوطن عليهم الذي لولاه لما كانوا موجودين هنا اليوم.
الآن هو وقت هؤلاء، إخراج المال والعمل فيه والمساهمة في البناء والتنمية والوقوف مع الوطن لا بالكلام والخطابات بل بالفعل والعمل الدءوب عبر الاسراع في المشاريع وتحريك عجلة العمل في كل القطاعات التي تتطلب تدخلهم في هذا الوقت بالذات بالإضافة الى أهمية العمل مع الحكومة وتقديم الأفكار والخطط البناءة كما فعل رجال المال والأعمال في دبي ورد للجميل الذي عليهم للدولة التي قدمت لهم كل التسهيلات طوال السنوات الماضية، ان دور رجال المال ليس فقط في الانتفاخ والتفاخر بدخولهم ولكن بما قدموا للبلد من مشاريع وأعمال تسجل لهم وبصراحة منذ 2011 وحتى الآن لم أر من تجارنا سوى وجهين، وجه قبيح وقف مع الانقلابيين وراهن عليهم وهؤلاء مسحتهم من قائمة الوطنيين، وآخرون كسالى لم يدفعوا قرشاً واحدا لتحريك اقتصاد البلد، هذه هي الصورة للأسف الشديد عليها من يسمون بوجهاء البلد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية