العدد 2395
الأربعاء 06 مايو 2015
banner
درع الوطن أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 06 مايو 2015

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان علاقته بالصحافيين علاقة متحركة ومستمرة تمثل درعاً للوطن، فيها من الثقة والولاء والإخلاص ما يجسد المحبة بأدق معانيها، فلا يكاد يمر يوم أو أسبوع أو مناسبة إلا ويذكر سموه كتّاب الأعمدة بالخير، وهذه العلاقة الوطيدة والمتجسدة في حب البحرين هي التي جعلت الصحافيين والكتّاب يحتمون بسموه ويرفعون هاماتهم بقوة وعزيمة يستمدونها من إدراكهم بأن سموه حفظه الله معهم في كل الأوقات والمواقف ومن هنا استمدت الصحافة مكانتها في البحرين.
إن السلطة الرابعة.. ممثلة في الكتاب والصحافيين، أقلام لا تنهزم، قد تدمى بفعل المحن، فحتى الجبال تشرخ بفعل الزلازل ولكنها لا تسقط أبداً، الأقلام الشجاعة كالجبال أثبتت بأنها أقوى من الرصاص وأقوى من أسلحة الكون إذا ما قدر لها أن تنشد الحق والشرف والكرامة للوطن، الأقلام الصلبة الواقفة والواثقة هي التي حفظت للبحرين أمنها واستقرارها، والأقلام الشريفة المزروعة في قلب الوطن ردت المؤامرة الدنيئة على أعقابها، هذه الأقلام المتشربة بالألم والأمل هي التي ولدت من رحم فجر الكلمة الذي استمد منه قادة الأقلام الجسارة من خليفة بن سلمان.
 إن الصحافة مهنة الشرف لكل قلم شريف قوي لا يهادن، ومهنة الخيانة لمن يمتهن الخيانة، ولهذا فالصحافة كما كنت أقول وأكتب مراراً وتكرارا، قبل أن تكون مواد ووسائل وأوراقا، هي ضمير بشري يملك الإحساس بنبض الشارع، ويوغل في الجسارة والشجاعة في الدفاع عن الحق والوطن، ولهذا يصبح الكاتب الصحافي أسطورة يعبر عن الحق مهما تكالبت الضغوط والتهديدات، وحمله القلم بشرف للدفاع عن الوطن والثوابت الوطنية هو المغزى للكرامة، التي لا أعرفها إلا بأنها الكاتب المقاتل في سبيل الوطن.
إن فجر الكلمة قادم وهو فجر مشرق للبحرين، والقلم الشريف لن تخذله أي قوة أو بضع ممارسات وحركات صبيانية هنا وهناك.
ماذا ينفع لو ربحت العالم وخسرت نفسك، مقولة قديمة تنطبق اليوم على الذين يحملون الأقلام ويواجهون المخططات الدموية والإرهاب مدافعين عن الأمن والاستقرار والازدهار، فلا ازدهار ولا رخاء في ظل الإرهاب.
خلاصة القول إن الكلمات التي حفرت إبان الأزمة دفاعاً عن البحرين من قبل الأقلام الوطنية لن تمحوها بضعة ممارسات شاذة من هذا أو ذاك، تلك الكلمات كتبت في مواجهة محنة اختطاف البحرين ولن ينسى هذا الشعب من وقف معه ومن وقف ضده، أما فقاعات أعداء الوطن ومن يسندهم ومن يحتويهم فهذا كله غبار يطير في الهواء، قد يسبب الإزعاج لحظة ولكنه يذوب في الفضاء الواسع ويبقى التاريخ وحده شاهد على جسارة الكتاب الشرفاء.
إن البحرين بلد العطاء، فيها من الأقلام والكفاءات من الوطنيين المخلصين ما يجعل تجربتها من أرقى التجارب في المنطقة خصوصا إذا ما سارت في طريق النهضة والعمران والرخاء والازدهار الاقتصادي والاجتماعي الذي يليق بتاريخ هذا البلد، فلماذا إذن لا تجتمع جهود الدولة على الجهود الأهلية الوطنية من أجل بناء الصورة الواسعة التي تجعل الكتاب والصحافيين الجدار في وجه الإرهاب؟ فالوقت يسبقنا والعالم لا ينتظر والمؤامرات تحاك ليل نهار بدلا من أن ننتظر ونراهن في كل مرة حتى ينتهي العمر وعمر أجيالنا ولا نرى أو ندرك أن الرخاء أهم من السياسة وأن درع هذا الوطن خليفة بن سلمان حفظه الله ومعه أبناؤه الكتاب والصحافيون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية