العدد 2549
الأربعاء 07 أكتوبر 2015
banner
رسالة من القلب لمن يهمه الأمن أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 07 أكتوبر 2015

مع إيماني وثقتي المطلقة في قوة دفاع البحرين والحرس الوطني وقوات الأمن بوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني وكل الأجهزة الأمنية التي تعمل دون كلل في حفظ الأمن وفرض الاستقرار، إلا أن ثمة حلقة مفقودة في هذا المجال لابد من المصارحة التامة خلالها مما لا يقلل ولا ينتقص من جهود وجاهزية هذه الأجهزة الوطنية التي لولاها ولولا دأبها في العمل على قدم وساق ما خرجنا من تلك المحنة الانقلابية البغيضة، هذه الحلقة هي استمرار الجيوب التخريبية تعبث بمقدرات الوطن وتشل حركته بل وتعطل كثيرا من حيويته والدليل أن أكثر من نصف المساحة الجغرافية معطلة وغير فاعلة وتبدو وكأنها مقتطعة من جسد الوطن ويديرها المخربون وأعوانهم وأعني بذلك القرى والأحياء والضواحي التابعة التي لا يستطيع أي مواطن التحرك فيها بحرية، بالإضافة إلى أنها تمثل أوكارا للهاربين من وجه العدالة والمدانين بجرائم مختلفة والمتخفين، هذه الجيوب تشهد في الظلام تسلل بعض الأجانب القادمين على هيئة سياح أو مراسلين أو حتى مقيمين في البلاد وغيرهم ممن على صلة بالتيارات التخريبية، هؤلاء كثيرا ما يشاهدون في القرى والأحياء المعزولة التي لا نعرف ما يدور في الظلام هناك، فكل الأسلحة والمتفجرات اكتشفت هناك وكل المطلوبين تخفوا هناك وكل الأمور السرية الغامضة تجري هناك، فما هو الذي تحقق طوال أربع سنوات منذ احتلال تلك الأماكن حتى اليوم من تطهير لتلك الجيوب السرية التي صحيح قد تدخلها قوات الأمن ولكنها في كل مرة تتعرض للاعتداءات وكثيرا ما سقط الشهداء من رجال الأمن هناك.
بعد طرد السفير الإيراني وهو القرار الحازم والمطلوب منذ سنوات، هل من الصعب استعادة تلك الجيوب وإعادتها إلى حضن الوطن؟
هذه الجيوب السرية هي في الواقع إن كان قد نسي أغلبنا أنها أجزاء من هذه الأرض الطيبة التي وجدنا دائماً من يقدرها ومن يحميها ومن يخشى عليها ومن يضحي من أجلها، ومن جهة أخرى هناك من يعبث بأمنها ومن يهدد استقرارها ومن يتآمر عليها حتى من أهلها وهي فئة ضئيلة ومعزولة ولكنها للأسف الشديد مؤثرة وصوتها مرتفع وتتوسل الفرص للإساءة الى الأرض والى الناس وإلى الاستقرار الذي هو أساس تاريخ وحضارة هذا البلد منذ الخليقة فكما قلت البحرين منذ ان وجدت وهي على هذا الخط المستقيم من السلام والتسامح والاستقرار.                      
الأمن لا مساومة عليه ولا خيار إلا بتوفيره للجميع، ومن دون هذا الأمر لا يمكن لمجتمع أن ينهض ويستمر وينمو بل لا يمكن لحياة ان تبقى على السطح من دون الأمن ولهذا جندت الدول الشرقية والغربية طوال تاريخها كل الوسائل والأساليب والإمكانيات من أجل العمل على تحقيق الأمن والاستقرار على كامل أجزاء البلاد وهذا العنصر يجعل المستقبل أكثر إشراقاً بتوفر الطمأنينة للانسان بما فيه حتى المخرب والإرهابي نفسه، فهو وعائلته جميعاً بحاجة للأمن والاستقرار، من ينكر اليوم انه حتى عائلات الإرهابيين والمخربين بحاجة للأمن والاستقرار أكثر من غيرهم وبالتالي لابد من وقفة تأمل من الجميع وإن لم نستطع فرض القانون على كامل سيادة البلد منذ الساعة الأولى لخرقه فإننا نخل بالقانون طوال اليوم وربما طوال الوقت ليتحول الأمر فيما بعد الى شهور وسنين بعدها تفقد فيه الدولة هيبتها على أراضيها. إن فرطت خلال هذه المدة المتاحة فإنها تتحمل مسؤولية ما سيجري بعدها لسنوات طويلة وبعد فوات الأوان.
لابد من أن نستذكر هنا طبيعة القانون وهيبته وطرق عمله فحتى المخالفات المرورية الصغيرة لابد من الوقوف عندها لا نقول هذه بعيدة عن الإرهاب، فمن يتحدى القانون يصبح الطريق بعدها مفتوحا له للارهاب، ان من يقوم بالجرائم الصغيرة والهامشية عندما لا يجد الرادع منذ المرة الأولى فإنه سيتمادى الى الأكبر والأعنف وبالتالي لابد من كبح جماح أي شخص يتورط في أية مخالفة للقانون حتى لو كان إلقاء عود ثقاب في الشارع حتى لا يفكر بعدها بإلقاء قنبلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .