العدد 2903
الأحد 25 سبتمبر 2016
banner
خليفة حفتر في مواجهة لصوص النفط أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 25 سبتمبر 2016

عندما قال القذافي رحمه الله إن القاعدة ومتعاطي المخدرات وراء الفوضى التي عمت ساعتها لم يصدقه أحد، للتذكير فقط.
رغم الضغوطات الأممية التي خلفها الغرب والمبعوث الدولي المسكون بهاجس سرقة النفط الليبي مارتن كوبلر ورغم الحرب القذرة التي تقودها المليشيات المتطرفة ورغم ما يسمى بحكومة الوفاق التي صنعتها الدول الغربية وزرعتها في التراب الليبي بالقوة لتساعد هذه الحكومة العميلة اللصوص الدوليين على سرقة نفط الشعب الليبي، رغم ذلك كله يحارب المشير خليفة حفتر على كل الجبهات من أجل انتزاع نصر نهائي يعيد ليبيا لمحيطها العربي، لذلك يرفض خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي مشروع الغرب الذي تقوده دميتهم أي رئيس حكومة الوفاق هناك والذي يسيره المبعوث الدولي الدمر مارتن كوبلر، يأتي هذا الرفض حتى الآن رغم الضغوطات من خلال إدراك القائد حفتر طبيعة المؤامرة الغربية المكشوفة والمفضوحة للاستيلاء على النفط الليبي واستمرار تصديره من قبل المليشيات التي تضمها الحكومة المشكلة من الغرب والتي تحاول سحب البساط من تحت قائد الجيش الليبي الذي بادر مؤخراً بحركة مباغتة شجاعة بالقيام بالسيطرة على المنطقة المسماة “الهلال النفطي”، وهي ثروة الشعب الليبي والأجيال القادمة،  وعملت حكومة الوفاق العميلة للغرب على الدخول في مواجهة مع القائد الوطني الليبي حفتر، ولكن غالبية الشعب عبرت عن دعمها ومساندتها الجيش الذي أنقذ ثروة ليبيا من لصوص الغرب الذين زرعوا مارتن كوبلر في ليبيا كوزير خارجية وليس كمبعوث دولي.
ما هو وجه المؤامرة الدنيئة في ليبيا؟ يتضح من خلال منع السلاح عن الجيش الوطني الليبي الذي يقاتل المليشيات المسلحة المتطرفة وفي مقدمتها داعش والقاعدة وبذات الوقت غض الطرف عن تهريب السلاح لهذه المليشيات من أجل أن تتمزق ليبيا أكثر وتصعب السيطرة عليها من حكومة وجيش قويين حتى تستمر سرقة ثروة ليبيا النفطية ويتم توزيعها بين الدول الغربية المسؤولة عن استمرار تفتت الدولة عبر دعمها الحكومة صنيعة الغرب، هل نستطيع بعد ذلك أن نصدق أن العالم الغربي يريد الخير لدولنا العربية في العراق وليبيا من خلال المبعوثين الدوليين الدمرين الذين يمثلون ما كنا نعتبره في القرن الماضي “المقيم السامي للاستعمار الغربي” وأعطوا صبغة نظيفة اليوم بتسميتهم “مبعوثين أمميين”.
المدهش في الموضوع أن الغرب وفي الوقت الذي يحارب فيه القائد الوطني الليبي خليفة حفتر، لا نرى وجودا للدعم العربي للجيش الليبي وقائده حفتر من قبل الدول العربية وخصوصا دول مجلس التعاون التي نتمنى لو تساعد بتفهم الوضع في ليبيا ودعم القائد حفتر لإنقاذ ليبيا وعودتها مرة أخرى لحضن العرب الشرفاء، حتى الآن القاهرة وحدها التي تدعم بشكل سري وخجول جيش حفتر ونأمل أن يزداد هذا الدعم مع حملة عربية تدعم التوجه الذي يقوده الجيش الليبي من أجل تشكيل جبهة مصرية ليبية قوية تعيد التوازن للعالم العربي الذي دُمر ضمن مشروع الربيع الدموي الغربي الدمر.
مشكلة العرب حتى الآن أنهم لا يعرفون بعضهم ولا يقتنصون الفرص لدعم الشرفاء منهم حتى إذا ما تأخروا ووقع الفأس في الرأس تباكوا على اللبن المسكوب مثلما جرى في اليمن حين غزته إيران منذ سنوات من دون أن يتحرك العرب إلا مؤخراً لإنقاذه ولو فعلوا ذلك منذ سنوات لما احتاجوا أصلاً لحرب لتحرير اليمن، وهاهو خليفة حفتر يستنجد بالعرب، وأغلبهم نائمون، تركوا الغرب ينهب ثروة ليبيا لولا مسارعة القائد الليبي حفتر بالاستيلاء على الهلال النفطي وحرمان اللصوص من سرقته، لكن السؤال إلى أي مدى سيصمد قائد الجيش الليبي في مواجهة الاستعمار الغربي الجديد؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .