العدد 2395
الأربعاء 06 مايو 2015
banner
رائحة الثأر تفوح من كاتلونيا!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الأربعاء 06 مايو 2015

سيحتضن ملعب الكامب نو اليوم اللقاء الأول بين برشلونة وبايرن ميونيخ في الدور النصف نهائي لدوري الأبطال في مباراة تفوح منها رائحة الثأر، بعد تعرض الفريق الكاتلوني لهزيمة مريرة يصعب هضمها سريعًا، عندما انحنى أمام العملاق البافاري ورضخ لهزيمة بسباعية نظيفة في مجموع المباراتين عندما التقيا في ذات الدور في عام 2013 في سيناريو لم يكن منتظرًا إطلاقًا حتى من عشاق الفريق البافاري، لذلك يتوقع الخبراء والمحللون أن تشهد مباراة اليوم ردة فعل عنيفة من برشلونة قد تتسبب في دمار وإهانة الفريق الألماني العريق خصوصًا وأن الكاتلونيين سيكونون محاطين بهاتافات المشجعين في معقلهم الصعب جدًّا وهذا ما سيزيد لهيبهم اشتعالاً!
بلغة التاريخ والأرقام، برشلونة لا يتفاءل بمواجهة الفرق الألمانية لأنه لا يحقق فيها الفوز كثيرًا، ولو كان الخيار بيده لرفض مقابلة بايرن ميونيخ بالذات في هذا الدور لأنه عجز عن الصمود أمام البطل الألماني في جل المناسبات تقريبًا وكانت معظم نتائجه سلبيه للغاية، فلك أن تتخيل أن برشلونة بعظمته وتاريخه الكبير لم يتمكن من الفوز على بايرن ميونيخ إلا في مناسبة واحدة فقط من أصل 8 مواجهات كاملة بين الفريقين في مختلف البطولات عبر التاريخ، وكانت إبان عهد المدرب الذهبي لبرشلونة والمدرب الحالي لبايرن ميونيخ غارديولا، عندما قاد فريقه لإذلال الفريق الألماني برباعية نظيفة في الكامب نو عام 2009 في ذهاب الدور الربع نهائي للبطولة ليُسجل على انه الفوز الأول والأخير للكتلان على سيد الألمان! لكن في مجمل المواجهات في دوري الأبطال فقط، تواجه الفريقان في 6 مناسبات، فاز بايرن ميونيخ في أربعٍ منها مقابل تعادل واحد وخسارة وحيدة! والأدهى من كل ذلك أن بايرن ميونيخ يتفوق على برشلونة في مجموع اللقاءات في الكامب نو نفسه، حيث انتصر الفريق الألماني ثلاث مرات مقابل فوز وحيد لبرشلونة!
وكما أسلفنا مسبقًا، التاريخ لا يعني شيئًا في عالم الكرة ولن يغير الواقع ولن يسهم بتغيير الكفة في الوقت الحالي، برشلونة الآن ليس كمثل برشلونة الذي خسر بالسبعة، حيث نجح المدرب الحالي انريكي في إعطاء هوية جديدة للفريق تشبه بشكل كبير تلك الهوية التي ظهر عليها الفريق في أيامه الذهبية عندما قاد غارديولا البرشا للمجد وصنع التاريخ، برشلونة أصبح مخيفًا جدًّا بوجود كوكبة من الأسماء البارزة في الفريق يتقدمهم الثلاثي الخطير ميسي وسواريز ونيمار، وقد نجح الـ MSN في اختراق كل الحصون الدفاعية التي واجهتهم وتمكنوا من تسجيل رقم قياسي في عدد الأهداف فيما بينهم حتى قبل انتهاء الموسم، وبالتالي تصعب مهمة أي فريق كان ومهما كانت قوته الدفاعية من مجاراتهم او الحد من خطورتهم!
مشاعر غارديولا تتأرجح بين لهفة وشوق للقاء أحبته الذين افتقدهم في الكامب نو بعدما كان محاطًا بحبهم لخمس سنوات كاملة، وبين خوف وخشية من مواجهة فريقه السابق للظروف السلبية التي يمر فيها البايرن بعد سلسلة من الإصابات والغيابات، فقد أعلن الفريق الطبي للنادي البافاري عن عدم جاهزية ريبيري لخوض اللقاء وربما يكون موسمه قد انتهى فعليًّا، ولم يطمئنه الأطباء أيضًا عن حالة المهاجم ليفاندوفسكي الذي لم يكتمل شفاؤه بعد، وعلى الأرجح أنه حتى لو شارك سيشارك مرتديًا للقناع الواقي بسبب بعض الكسور في عظام وجهه، بالإضافة لعدم جاهزية المدافع المتألق المهدي بن عطيه لبدء اللقاء وتأكيد غياب كلاً من الابا وخافي مارتينيز وبادشتوبر وستيرك، ويسمع غارديولا كل هذه الأخبار التعيسة بالنسبة له بعد سماعه للخبر الصاعق بانتهاء موسم النجم روبين! فأي مدرب سيتمكن من التغلب على كل هذه الغيابات المؤثرة!
صعب جدًّا!
غارديولا نجح أمام بورتو في التعامل مع النقص الكبير في صفوف فريقه وتمكن من تعويض هذه الغيابات عبر تغيير بعض مراكز اللاعبين ونجح في الأخير في تلقين بورتو درسًا لن ينساه في فنون اللعبة عندما سحقه بسداسية، لكن “بيب” يعلم جيدًا أن برشلونة ليس كبورتو والفارق بينهما يكاد لا يتقارن أصلاً، لذلك وفي ظل الغيابات المؤثرة في صفوف العملاق البافاري تبدو كفة برشلونة الأرجح ليس للفوز فحسب بل لاكتساح البايرن في المباراة ومن ثم تأمين لقاء العودة في ميونيخ!
تكتيكيًّا على غارديولا أن يغير من النهج الهجومي المعتاد والذي يلعب به البايرن في كل مبارياته إذا أراد الصمود أمام المد الكاتلوني المتوقع، حيث سيكون من الخطأ أن يغامر غارديولا بمباغتة الفريق الكاتلوني ومحاولة إرباك صفوفه عبر اللعب الهجومي المفتوح ومحاولة خطف هدف مبكر، فالفريق الكاتلوني يستمد كل قواه عندما تُفتح أمامه المساحات الكبيرة ليسجل الأهداف بسهولة مطلقة، خصوصًا وأن بايرن ميونيخ سيعتمد في الدفاع على القلبين بواتينغ ودانتي (إذا تأكد غياب بنعطيه) الثقيلان جدًّا واللذان لن يتمكنا من إيقاف خطورة سواريز وانطلاقات ميسي ومراوغات نيمار، وبالتالي قد تتسبب هذه النزعة الهجومية لبايرن ميونيخ في هزيمة ثقيلة سيصعب تعويضها جدًّا!.
من المتوقع أن سيناريو مباراة اليوم سيبدأ ملتهبًا، وقد يشهد اللقاء أهدافًا حتى في الدقائق الأولى من كلا الفريقين، لكن كل المؤشرات تدعو لتوقع فوز برشلونة في لقاء اليوم بفارق هدفين أو أكثر، وسيؤمن الطريق قبل الرحيل لميونيخ، وبالتالي يستهل مشواره للفوز بالكأس ذات الأذنين حيث أصبح المرشح الأبرز لذلك!
*تصريح تاريخي
رومينيغه “على الرغم من فوزنا على برشلونة 4-0 في ميونيخ، خشيت كثيرًا من لقاء العودة في الكامب نو، هو كان يعني المباراة التي فاز فيها البايرن 3-0!    

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .