العدد 2814
الثلاثاء 28 يونيو 2016
banner
بلجيكا قوية.. فرنسا مختلفة.. وألمانيا ملتهبة! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الثلاثاء 28 يونيو 2016

* الطريق سالك
بلجيكا ظهرت بشكل مغاير للغاية وقدمت واحداً من أفضل المستويات في البطولة عندما اكتسحت المنتخب المجري برباعية نظيفة، لتسجل أكبر نتيجة في المسابقة حتى الآن وتصبح أقوى المنتخبات هجوماً في البطولة.
النقطة الإيجابية التي تحصّلت عليها بلجيكا بالإضافة للفوز الكبير، هي العودة القوية لنجم المنتخب الأول ايدين هازارد بعد غياب فعاليته في هذه البطولة، والتي تأتي امتداداً للمستوى الكارثي الذي قدمه مع تشيلسي!
أثبتت بلجيكا أن مع كل مرحلة جديدة تدخلها يكون هناك تطوراً في الأداء العام ويتم تقليص الأخطاء السابقة، بعد البداية السيئة جداً أمام إيطاليا في أول مبارياتها، وهذا يحسب للمدرب فيلموتس الذي يعرف جيداً كيف يستغل مهارات وقدرات لاعبيه، وما يساعده في أداء مهامه بسهوله هو توافر نخبة من أبرز النجوم الذين يلعبون في أقوى الأندية الأوروبية، وبالتالي لا يجد العناء الكبير في تطبيق فكره.
أمام فيلموتس فرصة كبيرة لأن يدخل التاريخ من أوسع الأبواب وقد يكون هو القائد للجيل الذهبي لبلجيكا عبر كل العصور إذا ما نجحت في الذهاب بعيداً والوصول للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ 1980 عندما خسرت أمام ألمانيا الغربية آنذاك، ومن ثم التفكير بإحراز اللقب الأول الكبير لبلجيكا في تاريخها، ولن يجد فيلموتس مشواراً أفضل من الذي ستمضي فيه بلجيكا في طريقها للنهائي، فالعقبة التالية ستكون ويلز، وبلجيكا قادرة على إيقاف مغامرتها في البطولة، وبعدها قد تصطدم إما بالبرتغال أو بولندا اللتان تبدوان في متناول هازارد وبقية الكتيبة!
اختصاراً لكل ما مضى، بلجيكا هي المنتخب الوحيد من قائمة المشوار "الأسهل" التي من الممكن المراهنة على تكملة طريقها لنهائي باريس!

* شكل مغاير
بعد أن أكدنا في مقال سابق على ضرورة أن يحافظ المدرب الفرنسي ديشامب على تشكيلته الأساسية دون أن يخل في توازنها لكي يتطور الأداء ويتحسن بعد مستويات مخيبة في دور المجموعات، ها هي النتيجة تظهر جلياً وتظهر فرنسا بشكل مغاير ومختلف تماماً وتنجح في إقصاء ايرلندا بعد أداء مقنع وأفضل بكثير من المباريات الثلاث السابقة.
ديشامب عرف أنه لا يمكن لفرنسا أن تنافس على اللقب وتحرزه دون الاعتماد على أبرز نجوم "الديوك"، وهذا ما أجبره على منح كل الثقة بنجم الاتليتكو غريزمان بعد أن أفقده إياها في المباريات السابقة، ولم يخيب غريزمان الظن وكان نجم المباراة الأول بسبب هدفيّ التأهل وبسبب تحركاته التي فتحت العديد من الثغرات في الدفاع الإيرلندي.
فرنسا الآن ستكون على موعد مع مواجهة الإنجليز المرشح مرورهم من آيسلندا (أمس)، وفرنسا ستكون سعيدة بهذه المواجهة؛ لأنها تبدو أسهل من مواجهة ألمانيا أو الفائز من أسبانيا وإيطاليا (أمس)، لذلك يمكننا القول إن فرنسا وضعت قدماً لها في الدور النصف نهائي من الآن، فإنجلترا سيكون صعباً عليها التخلص من عقبة اكبر من عقبة آيسلندا في بقية مشوارها!

* ماكينات مدّمرة
واصل المنتخب الألماني نجاحه وتمكن من اكتساح المنتخب السلوفاكي بثلاثية بيضاء، ليؤكد الدفاع الألماني أنه الأقوى في البطولة حتى الآن بعد أن حافظ على نظافة شباكه في كل المباريات التي لعبها المانشافت.
فوز ألمانيا على سلوفاكيا سيدخل التاريخ عبر صفحاته الثانوية، فقد تمكن المهاجم العملاق ماريو غوميز من أن يصبح أفضل هداف لألمانيا في تاريخ مشاركتها في كأس أوروبا بعد تسجيله الهدف الخامس له في بطولات اليورو في مرمى سلوفاكيا ومتجاوزاً رقم كلينسمان السابق برصيد أربعة أهداف!
حتى كتابة المقال لا نعلم من ستواجه ألمانيا في دور الثمانية، بيْد أنه لو تم سؤال المدرب لوف حول ذلك سيتمنى بالتأكيد أن تكون المواجهة القادمة أمام إسبانيا رغم قوتها؛ لأنه بكل بساطة يريد تجنب العقدة اللازمة لمنتخب بلاده في كل البطولات الكبيرة، فألمانيا لم تفز قط في أي مباراة رسمية على إيطاليا حتى وهي بأسوأ حال!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية