العدد 2815
الأربعاء 29 يونيو 2016
banner
"آزوري" من حديد.. والعار سيلاحق الإنجليز!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الأربعاء 29 يونيو 2016

* أقوى منتخب
إيطاليا تمرض ولا تموت، العنوان الأبرز الذي يختصر فوزها الكبير والمستحق على إسبانيا القوية، هذه إيطاليا التي جاءت إلى باريس وتجر خلفها الكثير من الشكوك حول قدرتها على مجاراة المنتخبات في كأس أوروبا، وهي بلا أسماء كبيرة كما جرت العادة في كل البطولات السابقة، فقائمة اللاعبين تحتوي على لاعبين يلعبون في أنديةٍ مغمورة بالكاد تعرفها الجماهير الإيطالية، وبالكاد تعترف بها أصلاً، فالآزوري دائماً ما كان ينتقي لاعبيه من أكبر أندية أوروبا وأعرقها، بيد أن الحال تبدل في باريس وأصبحت أندية مثل سندرلاند، ساوثهامبتون وبولونيا تزود إيطاليا باللاعبين، فمن يا ترى سيراهن على إيطاليا، وهو يعرف هذا الحال؟ فالمنطق يقول إن إيطاليا لن تكون قوية بما يجب؛ لكي تتمكن من مقارعة الكبار وتكبح جماحهم! أليس كذلك؟
قبل مباراة إسبانيا، لم تكن إيطاليا مقنعة على الرغم من تصدرها مجموعتها، أي أن حالها كان كحال أغلب المنتخبات التي تصدرت المجموعات، نتائج جيدة من دون أداء مقنع، بيد أنها ظهرت بشكل مغاير للغاية أمام الماتادور، ونجحت في أن تقدم أفضل مستوى في البطولة على الإطلاق رغم أنها لعبت أصعب مبارياتها في البطولة وأمام واحد من أبرز المراهنين على اللقب، “الآزوري” قدم كل شيء في المباراة، وكان خصماً عنيفاً لإسبانيا التي ظلت عاجزة طوال المباراة في إيجاد الحلول لمجاراة إيطاليا، فكانت كالحمل الوديع، ورضخت للجبروت الإيطالي وهيبته!
المدرب كونتي يعود الفضل الأكبر له في هذا الانتصار الرائع لإيطاليا؛ بسبب قراءته الدقيقة والصحيحة لنقاط قوة وضعف المنتخب الإسباني، وسيّر المباراة بالطريقة التي أرادها دون وجود المعوقات، وقبل كل ذلك، يحسب له الروح الحماسية التي زرعها في نفوس اللاعبين، والتي كانت مصدر قوة اللاعبين الطليان في المباراة، وفي البطولة عموما، وأعجبني كونتي كثيراً في جرأته وثقته بقدرات لاعبيه، حيث فاجأ إسبانيا باللعب المباغت ولم يلعب بتحفظ دفاعي مبالغ كما كان منتظراً من قبل الجميع قبل المباراة، وهذا ما جعل إسبانيا تعاني كثيراً وعجز مدربها في إيجاد الحلول لانتشال فريقه، بكل بساطة كونتي سيطر على عقل ديل بوسكي!
وكالعادة كان الرباعي الدفاعي عند العهد ووقف أمام الهجوم الإسباني كالسد المنيع دون أن يفقد التركيز، ودون أن يقع بالأخطاء، فالثلاثي الملقب بـ “البي بي سي” أثبت أن مواجهته صعبة كثيراً على جميع المهاجمين، ومن خلفهم العملاق بوفون الذي عندما احتاجته إيطاليا في اللقاء كان حاضراً كعادته، حيث كان عنصراً فاعلاً في الفوز الإيطالي الكبير وحافظ على نظافه شباكه لمباراة جديدة ليؤكد أنه الحارس الأكثر محافظةً على الشباك في تاريخ اليورو، لن أتحدث كثيراً عن “العنكبوت”، فهو أفضل حارس في العالم، بل إنه افضل حارس في القرن، لم يستطع أي حارس منافسته والبقاء على ذلك كثيراً، فبوفون ثابت والبقية يتغيرون!
إيطاليا بهذا الأداء الكبير أمام إسبانيا، أصبحت هي المرشحة الأولى للفوز باللقب، وتعدت بخطوة كلاً من فرنسا وألمانيا المرشحتين السابقتين، وشاءت الأقدار ان تواجه ايطاليا ألمانيا في الدور القادم، وبكل تأكيد سيكون اللقاء صعباً على المنتخبين ويصعب فيه التوقع، رغم أن التوقعات تمنح إيطاليا الأرجحية، ليست لأنها أقوى من المانيا، بل لأن إيطاليا كالعقدة الدائمة لألمانيا، واسألوا لوف عن ذلك!

* أسود بلا أنياب
كانت إنجلترا في أفضل وضع من بين جميع المنتخبات الكبيرة في هذا الدور تحديداً؛ لأنها وبكل بساطة وقعت في مواجهة أضعف منتخب في هذه المرحلة آيسلندا، فكان المنطق يقول إن انجلترا للدور الربع نهائي وما آيسلندا إلا ضيف شرف في هذه المرحلة، بيد أن آيسلندا تأهلت وإنجلترا ودعت البطولة بوصمة عار على جبينها، ولا جديد في ذلك! عذراً لا يستحق هذا المنتخب التحدث عنه أكثر مما مضى!

* بعيداً عن اليورو
النحس ظل ملازماً للنجم الأسطوري ليونيل ميسي وحرمه من التتويج بأول لقب له مع التانغو بعد خسارة الأرجنتين أمام تشيلي في النهائي ليعلن اعتزاله الدولي بعد خسارة النهائي الرابع له في مشواره مع الأرجنتين!
ترجّل الفارس عن صهوة جواده لا يكون دائماً بسبب الفشل، بل قد يكون للنحس وسوء الطالع دور في ذلك، فمجنون من يعتقد أن ميسي لا يقدم الإضافة للأرجنتين كما يقدمها مع ناديه، ألا يكفي أنه الهداف التاريخي للأرجنتين؟ وألا يكفي أنه الوحيد الذي قاد الأرجنتين لنهائي كأس العالم بعد عجز جميع من حملوا الراية بعد مارادونا؟
الخلاصة، أن العقبة الوحيدة التي وقفت بين ميسي والألقاب الضائعة هي النحس، ولا شيء آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية