العدد 2143
الأربعاء 27 أغسطس 2014
banner
رسائل من الحُب عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 27 أغسطس 2014

تنعم مملكة البحرين بقيادة واعية ساعية للنهوض بها في شتى الميادين، فتبذل ما في وسعها من جهد من أجل الحفاظ على مقدرات البلاد وتحسين أحوال العباد، وتعمل على رفاهية شعبها. قيادة توارثت المجد من آبائها وأجدادها. ويلهج شعبها بالدعاء للقيادة بالمزيد من الرفعة والمجد، ولهذه البلاد بالكثير من التقدم والعزة والمنعة.
إن الدول الناهضة هي التي تصنع لنفسها مكانة علياء بين الأمم، وليس من الضرورة أن تتشابه بلادنا مع الدول الأخرى بتفاصيلها، وإن كانت لا تخلوا من المشتركات الإنسانية معها، فالبحرين بقيادتها وشعبها خلقت لنفسها مكانة عاليًة بين الأمم، ونسجت لذاتها نموذجا متميزا من التلاحم بين القيادة والمواطنين. فالعلاقة بين قيادة مملكة البحرين وشعبها لا تخضع لحسابات سياسية أو بروتوكولية معينة، فهي علاقة مباشرة يَغلب عليها كثيرًا الطابع الأسري باعتبار أن البحرينيين جميعهم أسرة واحدة، أسرة واحدة متماسكة وقوية، هذه العلاقة تستند إلى ما تملكه البحرين من مخزون من القيم الأصيلة والراسخة والمتجذرة في المجتمع البحريني منذُ القِدم، قيم قائمة على التراحم والاحترام والتلاحم بين البحرينيين وقيادتهم التي تعمل على توفير كل السبل والرفاهية لمواطنيها.
وجاءت الرسائل التي بعثتها الأسر البحرينية والمواطنون مؤخرًا إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد وللقيادة الرشيدة تجسيدًا لهذا التلاحم، حيث عبرت الأسر البحرينية في هذه الرسائل عن مكنون هذا التلاحم وروح الوحدة الوطنية والمصير المشترك بينها وبين قيادتها. وتؤكد هذه الرسائل حرص المواطنين على تعزيز هذه الوحدة والتماسك الأسري الذي أثلج صدر القيادة التي أكدت أن يظل هذا النموذج البحريني لعلاقة القيادة البحرينية بشعبها شامخًا وراسخًا بين الأمم. سعدنا جميعًا كمواطنين بهذه الرسائل، ولم تكن رسائل فردية من شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص، بل كتبت باسم الشعب البحريني وأرسلت باسمه.
تفاعلت القيادة البحرينية بإيجابية بالغة مع كل ما وردها من الرسائل المجتمعية التي أطلقت صدق تعبير المواطنين وسعادتهم بعلاقتهم مع قيادتهم، وحملت الكثير من الدلالات الرمزية البالغة الأهمية لإحساس المواطنين بوطنهم ودعمهم المُعلن لقيادتهم في هذه اللحظات التي تمر بها مملكة البحرين. فهذه الرسائل ليست حبرًا على ورق بل هي تعبير عما تكنه قلوب ونفوس المواطنين حيث عكس حسًا وطنيًا، إنه الحُب الذي يُجسد التلاحم الوطني بين القيادة وشعبها. ولا شك أن هذا هو إحساس كل مواطن بقيادته وبلاده سواء قام بإرسال مثل هذه الرسائل أو قرأها، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، رجلاً كان أو امرأة، فالجميع شركاء في حُب البحرين، البحرين التي تحبُ أبناءها جميعًا ولا يقتصر حبها على شخص ما دون الآخر. فمن منا لا يحب بلاده، ويتمسك بالولاء والإخلاص لها دون سواها من الأمم.
لقد اختصرت هذه الرسائل المسافات بين القيادة والمواطنين، وهي احتفالية من الاحتفاليات الوطنية البحرينية، لأنها عبرت عن صدق العلاقة ومدى التلاحم والتآلف والتقارب الذي ننعم به في مملكتنا الغالية. أما رد جلالته والقيادة على هذه الرسائل فهي لفتة وفاء كريمة وثناء جميل وموقف نبيل تجاه مواطنيه، ردٌ كريم من قيادة تتمتع بالحرص على التواصل مع شعبها والالتقاء الدائم به. ستبقى هذه الرسائل مفخرة لكل المنتمين للبحرين، وستبقى رمزًا لقوة وتماسك هذه البلاد، ودافعًا لمواصلة مسيرة التقدم والرقي وتلاحم قادته ومواطنيه، لكونها رسائل من حُب لا من ورق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .