إن من أهداف الحملة الانتخابية لأي مرشح تعريف الناس به وشحذ الأصوات له للفوز في الانتخابات، وهي عملية استراتيجية مُعقدة المهام والجوانب، وينظر إلى الحملة من عدة جوانب، وأهمها التعرف على شخصية المرشح في الانتخابات وكلما كانت الحملة جادة وقوية تعطي انطباعا أكثر لشخصية المُرشح، والثانية يتعلم منها المُرشح كيفية الارتباط بالناس والمجتمع، والثالثة يتعرف من خلالها المُرشح القضايا المجتمعية التي تهم حياة المواطنين وطريقة حلها، أما الرابعة فالحملة الانتخابية إذا أسست وفق استراتيجية مُحكمة وتوفرت لها الموارد البشرية والمالية والتقنية المتاحة ستكون بداية للعمل البرلماني الذي ينتظره المُرشح حين يفوز.
والحملات الانتخابية تختلف باختلاف الهدف الذي وضعت من أجله، فهناك حملات تصمم من أجل الفوز، وأخرى تصمم من أجل الشهرة وكسب الوجاهة، وثالثة من أجل تشتيت أصوات الناخبين بين مجموعة من المُرشحين لصالح مُرشح معين، وكل واحدة تحتوي على مجموعة من العناصر والعوامل التي تحقق هدفها إذا تم توظيف الحملة بالشكل الصحيح. فالحملة الأكثر أهمية هي الحملة التي تصمم من أجل الفوز في الانتخابات، وحتى يفوز المُرشح من بين مجموعة من المتنافسين على مدير الحملة الانتخابية أن يتعرف على المميزات التي تميز مُرشحه عن المُرشحين الآخرين، والقضايا التي يتبناها مُرشحه وتتميز عن القضايا التي يتبناها المتنافسون، ودرجة المصداقية التي يتمتع بها، وأن يعرف مدير الحملة مدى مكانة مُرشحه الاجتماعية وعلاقاته العامة، وأن ينصح مُرشحه بعدم الانفعال وأن يتحلى بالتواضع والصدق والأمانة وأن يتقبل النقد من الجميع.
ومن أجل تطوير وتنفيذ الخطة الانتخابية من الضروري أن تكون للحملة الانتخابية “لجنة للعلاقات العامة” على أن يتمتع أعضاؤها بخبرة في القضايا العامة وفي وسائل الإعلام وفي الشؤون السياسية والانتخابية والمالية، ودور هذه اللجنة يتمثل في تزويد المُرشح بالمعلومات الشخصية والأسرية عن الناخبين في الدائرة، ومعلومات عن المرشحين المنافسين، وهذه المعلومات مهمة جدًا في صناعة القرار، كما أن من دور لجنة العلاقات العامة ترتيب وإعداد الندوات وترتيب الزيارات والتحضير لها وإرسال الدعوات وتحديد الأنشطة والبرامج والإعداد لها والإشراف عليها، ورصد وتحليل كشوف الناخبين والتيارات السياسية والدينية ومد الجسور معهم، ومتابعة مؤسسات وجهات النفع العام المؤثرة والتواصل مع رموزها وأعضائها. وهذه الأعمال ليست سهلة التنفيذ ومَن يتحملها يجب أن يمتلك مهارات تنظيمية عالية وقدرة على التعامل مع الناس بثقة واقتدار.
إن الانطباع الإيجابي عن الحملة الانتخابية لدى الناخبين بداية موفقة وناجحة، والصورة الأولى التي يكونها الناخبون عن المُرشح من أهم عناصر التجاوب أو التنافر معه، وقد تلعب الصورة الفوتوغرافية وشعار المُرشح دورًا أساسيًا في الحملة الانتخابية، فالصورة تعطي دلالة واضحة عن شخصية المُرشح ومدى قربه منهم واهتمامه بقضاياهم وشؤونهم، كما أن الشعار يجب أن يكون واضحًا ومختصرًا وسهلاً ليكون دائم التكرار والتداول بين الناس.
وليبدأ المُرشح الحملة الانتخابية باقتدار وبثقة تامة متى ما توفرت له الإدارة الجيدة والفرق المخلصة، وأن لا يتعرض لأي من منافسيه لا بالطعن ولا بالجرح فهي ليست من شيم الرجال ولا من مروءتهم، وأن لا يتخذ رأيًا أو فعلاً إلا بمشاورة وبعلم مدير حملته الانتخابية الذي هو بمثابة عينه المبصرة والساعد الأساسي له. نتمنى التوفيق والنجاح لجميع المُرشحين الذين تسابقوا للترشح حُبًا لبلادهم ومواطنيهم. وبدورهم سيذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار المُرشح أو المُرشحة الأنسب حُبًا لبلادهم ولمواطنيهم. حفظ الله البحرين من كل مكروه وأنعم عليها وعلى قيادتها السياسية وشعبها بنعيم الصحة والعافية.