العدد 2456
الإثنين 06 يوليو 2015
banner
التطوع لخدمة البحرين وشعبها عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الإثنين 06 يوليو 2015

التطوع هو الجهد الذي يبذله الإنسان لخدمة بلاده ومجتمعه بدون أي مقابل، ويدفعه بذلك إيمانه بتحمل جزء من مسؤولياته الوطنية تجاه بلاده وشعبه، وقد يكون التطوع بدنيا أو فكريا أو ماليا أو عينيا يقدمه المواطن عن رضا إيماني وإنساني وقناعة نفسية طواعية دون إكراه أو ضغوط بقصد عمل الخير لبلاده والمواطنين. ويذكر التاريخ أنه تم تسجيل الفعل “تطوع” لأول مرة في عام 1755م من الاسم “تطوع” عام 1600م، وهو شخص يقدم خدمات عسكرية، وتم تسجيل كلمة “تطوع” في الثلاثينات من القرن السادس عشر. وأصبح لكلمة “تطوع” (volunteering) استخدام جديد وهو مقابل لكلمة (خدمة المجتمع). في عام 1851م تأسست أول جمعية للشبان المسيحيين (YMCA) في الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة المحتاجين في مجتمعاتهم، وبعد سبع سنوات تطوعت النساء لخياطة جروح الجنود وتزويد الجنود بالمعونة، ثم قامت (Clara Barton) بتأسيس جمعية (الصليب الأحمر الأميركي) عام 1881م.
وتحتاج البلدان إلى مساعدة المواطنين أثناء تعرضها للأزمات والمحن، كالتطوع أثناء الحروب والكوارث الطبيعية، والتطوع الذي دعت إليه مملكة البحرين ممثلة في وزارة الداخلية تجسيدًا لمشاركة أبناء البلاد للدفاع عن بلادهم وحماية مؤسسات الدولة والمواطنين، وهو فعل إيجابي يقوم به الإنسان طواعية وبنفس راضية وبدون إجبار أو ضغوط من أية جهة. وما يقوم به هو من الوازع الوطني لتقديم مهام غير مدفوعة الأجر. واليوم يتجه العديد من المتطوعين من أبناء البحرين لحماية دور العبادة وبعض المنشآت الحيوية في ضوء ما تعرضت له المملكة العربية السعودية ودولة الكويت من تفجيرات للمساجد، وتحسبًا من أية كارثة مماثلة قد تحصل لدور العبادة المتنوعة في مملكة البحرين، وهو مماثل للتطوع الذي حصل ابان أزمة 2011م حين تطوع عدد من المواطنين للتعليم في مدارس وزارة التربية والتعليم كبديل للمعلمين والمعلمات الذين تركوا مدارسهم ابان الأزمة المذكورة.
إن الخدمة التي يقوم به المتطوع لحماية دور العبادة هو نهج مجتمعي وليس شخصيا، وتعزيزًا للمواطنة وزيادة في حصانة البلاد من الأحداث والتحديات، ولتحسين جهود المجتمع في البلاد وتقديم المساعدات للمواطنين ومؤسسات الدولة. ولتحقيق أهداف هذا التطوع وتحسين نتائجه ويعود نفعه أكثر للبلاد وشعبها يتطلب سياسات وسن تشريعات لتوضيح أدوار المتطوعين وأهداف التطوع، وهذه التشريعات والسياسات تنظم الدعم القانوني والاجتماعي والإداري والمالي للأنشطة التطوعية، وأن لا تكون الأنشطة التطوعية بعيدة عن رقابة الدولة ولا خرقًا لسيادتها ووطنيتها لضمان صحة ما يقوم به المتطوعون من أنشطة. وما يدفع المواطن للتطوع هو الرغبة في الدفاع عن بلاده ومحاربة الإرهاب والإرهابيين، الإيثار في مساعدة المواطنين وقيادة البلاد وحمايتها من المعتدين، المساهمة في تخليص البلاد من أزماتها.
وتتجلى أهمية التطوع للمتطوعين على سبيل المثال لا الحصر في عدد من السمات الإيجابية نذكر منها: تعزيز الثقة بالنفس، الحصول على مكانة في المجتمع، زيادة الخبرات لدى المتطوع، استثمار أوقات الفراغ في أعمال اجتماعية ووطنية وإنسانية، تعزيز الانتماء الوطني، التعرف على عدد من أفراد المجتمع المتطوعين والحصول على الأجر من الله سبحانه وتعالى لكونه تجسيدًا لقوله تبارك وتعالى “وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا”. أما بالنسبة للمجتمع فإن فوائده جليلة وعظيمة، نذكر منها: تخفيف العبء عن الجهود الحكومية، التعبير الحقيقي عن احتياجات المجتمع، تحقيق التعاون بين أفراد المجتمع، تأصيل المشاركة الشعبية الوطنية في الدفاع عن البلاد ومؤسساتها.
إن لوسائل الإعلام دورا كبيرا في نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع والحث عليه لما له من دور مجتمعي ووطني وإنساني كبير، فالتطوع يحتاج إلى الدعم والمساندة من جميع مؤسسات المجتمع المدني، ولأهميته خصصت هيئة الأمم المتحدة يومًا للتطوع العالمي في 17 ديسمبر 1985م وتحتفل به في 5 ديسمبر من كل عام كجزء من برنامج عالمي للسلام والتنمية، وتحفيز أفراد المجتمع على اتخاذ التدابير لزيادة أهمية الإسهام في الخدمات التطوعية وتقديم خدماتهم كمتطوعين في بلدانهم والبلدان الأخرى.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية