العدد 2673
الإثنين 08 فبراير 2016
banner
يوم مجيـد عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الإثنين 08 فبراير 2016

في الخامس من فبراير من كل عام تحتفل مملكة البحرين وقيادتها وشعبها وجميع منتسبي قوة دفاع البحرين بذكرى تأسيس هذه القوة، وقد سجلت هذه القوة الكثير من الإنجازات العسكرية والمكتسبات الوطنية خلال ثمانية وأربعين عامًا. وتضاف مناسبة 5 فبراير إلى سجل المناسبات الوطنية المجيدة التي تفخر بها البحرين وقيادتها وشعبها. فمكانة هذه المناسبة عزيزة على قلوب القيادة السياسية للبلاد ومواطنيها، كونها مؤسسة وطنية عريقة ساهمت بفخر في الدفاع عن البحرين وتحقيق الأمن والاستقرار لها، كما ساهمت بكل بسالة واقتدار في الدفاع عن السيادة الشرعية لأقطار الخليج العربي وشارك جنودها البواسل مع أشقائهم من أقطار الخليج العربي في المعارك القومية دفاعًا عن سيادة وأمن أقطاره وشعبه. فقدموا من أجل ذلك التضحيات في النفس واعتلى منهم رتبة الشهادة من أجل التراب الوطني والقومي، كما كانت لها مساهمات إنسانية عديدة في عدد من دول العالم.
وتأسست قوة دفاع البحرين في الخامس من فبراير عام 1968م في عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، كبداية انطلاقة حضارية بارزة في تاريخ البحرين المعاصر، آخذة على عاتقها مهمة حماية البلاد وحفظ نهضتها. وبدأ صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه جهوده في إعداد هذه القوة العسكرية، وكان تعيينه في 3 سبتمبر 1968م قائدًا لها بداية في بناء مرحلة جديدة من مراحل العمل والعطاء الوطني، وعلامة بارزة في تاريخ العمل العسكري البحريني الذي حقق الكثير من الإنجازات العسكرية والمكاسب الوطنية. وأثبتت هذه القوة قدرتها في القيام بواجبها الوطني المقدس في حماية البحرين ومكتسباتها الوطنية ودرء الأخطار التي تحيط بها، بجانب مساندتها لأجهزة الدولة في المحافظة على النظام وسيادة القانون، ومساعدتها في حالات الكوارث والأزمات، كما كانت لها مشاركات مُشرفة مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون في الخليج العربي في إطار اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بينها، وتعاونت كثيرًا مع الأقطار العربية والدول الصديقة والحليفة وفقًا للاتفاقيات الثنائية والدولية الموقعة معها، من أجل محاربة الإرهاب وحماية الحدود الإقليمية، وتحقيق الأمن والسلام الدوليين.
وتزيد هذه القوة فخرًا ومكانةً بنجاحها بفضل الرعاية والاهتمام الذي حظيت به من لدُن القيادة السياسية في البحرين، بما يبذله مُنتسبوها من عمل مخلص في أداء عملهم والقيام بواجباتهم الوطنية والإنسانية. هذا النجاح الذي تحقق بفضل التخطيط الصادق لبنائها  وفق أحدث أنظمة الجيوش الحديثة وبأحدث النظريات العسكرية، والتي أثمرت عن تأسيس قوة مؤهلة قادرة على النهوض بدورها الوطني. وبجانب ذلك تقوم القوة بجدارة بالغة بتنمية العنصر البشري في مجالات التكنولوجيا والعلوم والفنون العسكرية، مما يؤكد سلامة نهج قيادة هذه القوة في العناية والاهتمام بالمقاتل وتأهيله وتدريبه من أجل صقل قدراته والارتقاء بمستواه وتطوير قدراته في المجال العسكري النظري والميداني.
إن مهمة الدفاع عن البلاد وحمايتها مهمة لا يحملها إلا الذين وهبوا أنفسهم من أجل البلاد، وبواسل البحرين الذين ترعرعوا في خنادق الدفاع والبطولة، وتشربوا قيم الفداء والاستبسال، سطروا أروع الأمثلة في التضحية والصمود والإيثار، أثبتوا أن قوة دفاع البحرين ستظل أداة البلاد للحفاظ على أمنها واستقرارها، وللحفاظ على أمن المواطنين وحقوقهم وكرامتهم وإنسانيتهم. وهذه القوة وُجدت وستعمل من أجل أداء واجبها الوطني والدفاع عن البحرين والأمة العربية ومصالحها. وستبقى قوة دفاع البحرين الوجه المُشرق لمملكة البحرين لتميزها العسكري الرفيع وقوة شكيمتها ومستواها العالي في الانضباط والتدريب والقتال، وولائها لقيادتها وبلادها وشعبها، وعشقها في تنفيذ ما يوكل إليها من المهام الوطنية والقومية والإنسانية.
وبهذه المناسبة الوطنية العطرة لا ننسى مشاركة أبناء البحرين العسكريين في المعركة القومية “عاصفة الحزم” في عام 2015م بقيادة المملكة العربية السعودية من أجل إعادة الشرعية الوطنية لجمهورية اليمن الشقيقة، ففي هذه المعركة زفت البحرين وقيادتها وشعبها ثمانية من أبنائها البررة الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم الوطني القومي، ونعاهم صاحب الجلالة الملك. ونتشرف برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة السياسية وإلى الشعب البحريني وإلى جميع منتسبي قوة دفاع البحرين. وكل عام والبحرين وقيادتها وشعبها بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية