العدد 2786
الثلاثاء 31 مايو 2016
banner
من هو الحشد الشعبي؟ عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الثلاثاء 31 مايو 2016

الحشد الشعبي قوات طائفية التشكيل والأهداف، قوات تابعة للمؤسسة الأمنية العراقية التي تديرها القوات العسكرية الإيرانية وتشرف على تدريبها، مجندوها يتكونون من خليط من الجنسيات، وأكثرهم مطلوبون أمنيًا ولهم سوابق إجرامية متعددة ومتنوعة، ومنهم من صدر ضده الحُكم بالإعدام، تأسست بموجب فتوى من المرجعيات الإيرانية الأصل في العراق وبمباركة وأمر من المرشد الأعلى الإيراني. وتتسم هذه القوى الإجرامية بالممارسات السيئة من قتل وسرقات واعتداءات أخرى ضد مَن يخالفونهم المذهب والدين كالمسلمين السُنة والأكراد والتركمان والمسيحيين وغيرهم من الملل الأخرى الذين مازالوا متواجدين على أرض العراق.
قوات الحشد الشعبي خاضعة لسيطرة فيلق القدس التابع لقوات الاحتلال الإيرانية في العراق، وميزانيته المالية تقدر في عام 2015م (بستين مليون دولار أميركي) وتؤخذ من ميزانية العراق المالية، وفي عام 2016م خصصت حكومة الاحتلال في العراق للحشد الشعبي (تريليونا و160 مليار دينار عراقي). ويدعي إعلامها بأنها (وجدت لمساعدة المواطنين وتوفير الأمن لهم) إلا أنها في الحقيقة تمارس ممارسات منافية للديانات السماوية والدنيوية، وتتعارض أعمالها مع النظم الإنسانية والحقوقية العالمية من عهود ومواثيق وحقوق، ومن بينها السرقات والقتل على الهوية والاعتداء على الأعراض. وبالرغم من هذه الممارسات السيئة فإن المرجعية الدينية المؤسسة لها تأمر المواطنين بالتعاون معها وعدم التعرض لها أثناء تأديتها واجباتها! لذلك تعالت الكثير من الأصوات إلى عزلها وإبعادها وتوقيف مسؤوليها ومحاسبتهم على أفعالهم، لكن كيف يتم ذلك وهي ذات حصانة إيرانية؟ وذكرت منظمة (هيومن رايتس ووتش) أكثر من مرة تعرض المناطق إلى انتهاكات هذا الحشد المجرم القاتل والتي تعد جرائم حرب، وكانت تستهدف تهجير السكان من المناطق السنية والمختلطة من مناطقهم إلى مناطق أخرى.
إن هذا التنظيم الطائفي الإجرامي يُمثل خطرًا كبيرًا على جميع المواطنين العراقيين بأديانهم ومذاهبهم وأعراقهم، وخطرًا على أرض العراق، وكيف لا والمسؤول عن تعبئته وتدريبه المجرم الدولي قاسم سليماني؟ فهذا التنظيم الأسود يزيد من حدة التوتر الطائفي في العراق، وهو ليس ضد تنظيم داعش الإرهابي بل هو يُحارب العراقيين بقيامه بعمليات تطهير طائفي وتهجير المواطنين من مناطقهم وحرق ممتلكاتهم والاستيلاء على أراضيهم. فبعد تحرير مدينة تكريت من تنظيم داعش الإرهابي دخل الحشد الشعبي فحرق مئات المنازل بعد سرقة محتوياتها خلال يومين، كما تعرض بعض المواطنين إلى الذبح والحرق أمام أعين أهليهم. وأعلنت حكومة الاحتلال في العراق أنها (تفتخر بدور الحشد الشعبي المدعوم من قبل إيران لمساهمته في مواجهة تنظيم داعش في تكريت)! كما أن هذه الحكومة (نفت نفيًا قاطعًا وجود أية أنفس أجنبية غير عراقية في تنظيم الحشد الشعبي)! وزار القنصل الأميركي (ووكر) جرحى الحشد الطائفي بمستشفى الصدر وقال باللغة العربية (إن الولايات المتحدة والشعب العراقي فخورين جدًا جدًا بكم) وقام بتسليم الهدايا لهم!
يتم توزيع مجندي الحشد الشعبي في عدد من المناطق الملتهبة وخصوصا في المناطق التي تسيطر عليها قوات حكومة الاحتلال في العراق، وشارك هذا الحشد بتحرير منطقة سامراء. مجندو هذا الحشد الأسود تُقدر أعدادهم اليوم بعشرات الآلاف من أعتى المجرمين وبمختلف تصنيفاتهم وبأسماء متعددة (منظمة بدر، كتائب حزب الله، عصائب أهل الحق، سرايا السلام ولواء خراسان) وغيرها من المسميات. ويتميز مجندوها بالقدرة على حرب العصابات والشوارع. وهؤلاء يستلمون مخصصات مالية شهرية كبيرة جدًا، كما أنهم يتلقون معاملة طبية واجتماعية خاصة، وكلما زادت ممارساتهم عنفًا وقتلاً ارتفعت مخصصاتهم المالية. وأصدرت حكومة الاحتلال في العراق مرسومًا اعتبر أن (لشهداء الحشد امتيازات ومخصصات مماثلة لشهداء القوات المسلحة). وانتقدت المرجعية الدينية في النجف ما وصفته (الحملة المسعورة ضد مقاتلي الحشد الشعبي، فهم مقاتلون دفعهم حبهم للوطن إلى التضحية وتعريض عوائلهم للمعاناة)! لقد قامت هذه الميليشيات بعمليات ذبح وإعدام للكثير من المواطنين العراقيين بعد اختطافهم بدعم وتسليح وتمويل من حكومة الاحتلال في العراق، وحملت منظمة العفو الدولية هذه الحكومة المسؤولية عن ممارسات الحشد الشعبي السيئة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .