العدد 2481
الجمعة 31 يوليو 2015
banner
كيف نقيس نجاح اقتصادنا؟ سميح بن رجب
 سميح بن رجب
الجمعة 31 يوليو 2015


إن قياس نجاح اقتصاد أية دولة يكون من خلال مؤشرات علمية تأتي بها الدولة بإحصائياتها ومن أهمها أن تكون الطبقة المتوسطة الدخل هي النسبة الأكبر في الدولة وأما إذا كانت نسبة أصحاب الدخل العالي هي الأكبر بِذلك سيكون المواطن قد وصل لمستوى الحياة السعيدة كما اليوم في بعض الدول في العالم الغربي.
إذا أخذنا البحرين كمثال لقياس نجاح اقتصادنا (كما يدعي بعض المسؤولين) سنرى أن نسبة متوسطي الدخل لا تتجاوزو 20 % من نسبة إجمالي أصحاب الدخل وأن نسبة أصحاب ذوي الدخل المحدود قد تتجاوز نسبة 76 % وأما نسبة أصحاب الدخل العالي قد تصل إلى 4 %، وحسب معدلات الرواتب في البحرين، إن ذوي الدخل المحدود رواتبهم تكون أقل من 800 دينار بحريني مع التنويه أن النسبة الأعلى من ذوي الدخل المحدود رواتبهم لا تتجاوز مبلغ 400 دينار ورواتب متوسطي الدخل تكون من 800 إلى 2000 دينار بحريني ومن يتجاوز هذا الرقم يكون مِن أصحاب الدخل العالي، إن إجمالي من يتقاضون 2000 دينار فما فوق عددهم 6504 أشخاص فقط - علماً أن هذه الأرقام المتوفرة لدى التأمينات الاجتماعية ليست أرقاما عالمية لأن معدلات نسب الدخل العام تتغير من دولة إلى أخرى - لذا نتساءل هنا، هل هذه النسب لدخل الفرد من الممكن أن تكون في دولة ذات اقتصاد مزدهر؟!
ماليزيا استطاعت أن تحول ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية خدماتية وتساهم بنسبة 90 % في ناتج دخلها القومي، حيث كانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور انخفاض نسبة السكان تحت خط الفقر في ماليزيا من 52 % من إجمالي السكان إلى 5 %، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من 1247 دولارا أميركيا في سنة 1970 إلى 8862 دولارا أميركيا في 2002 أي ارتفع دخل المواطن 7 أضعاف تقريبا وانخفضت نسبة البطالة إلى 3 % فقط.
هناك قصص نجاح اقتصادية لحكومات كثيرة مثل سنغافورة واليابان ودول أخرى والسبب في هذا النجاح كان ومازال استثمار الحكومات في تنمية وتطوير الشعوب ولولا ذلك لما استطاعوا أن ينهضوا بالاقتصاد في حين أن البحرين لديها الكوادر الممتازة ولكن للأسف معظم هذه الكفاءات أو ربما جميعها تذهب للعمل خارج البلاد وتُدير كبرى الشركات العالمية والسبب أنه لا توجد لهم وظائف في البلاد بحجة أن إمكانياتهم وشهاداتهم العلمية والعملية أعلى من الوظائف المطلوبة (Over qualified).
لو لاحظنا التغيير في ناتج دخل الفرد في البحرين بين عامي 1971 و2013 لرأينا نسبة النمو لم تتعد 3 أضعاف فقط وهذا على مدار أكثر من 40 عاما في وقت زادت كُلف المعيشة أكثر من 10 أضعاف، أي أن قيمة ناتج الدخل العام للفرد وصلت إلى الثلث مِمَّا كان يحصل عليه مقابل كُلف المعيشة. لهذا السبب نجد أن طبقة متوسطي الدخل قد تراجعت بشكل ملحوظ لِذى وجب علينا أن نلفت انتباه المعنيين بدراسة الوضع الاقتصادي بِشكل جَدي والابتعاد عن الحلول الترقيعية ووضع برنامج تنموي استراتيجي وخطة خمسية لِتفادي الأضرار القادمة والحفاظ على ما تبقى من اقتصادنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .