العدد 2331
الثلاثاء 03 مارس 2015
banner
أفضل حلفاء أوباما (1) عطا السيد الشعراوي
عطا السيد الشعراوي
ستة على ستة
الثلاثاء 03 مارس 2015



في شهر أكتوبر الماضي، أكدت مراسلة وكالة أسوشيتيد برس في البيت الأبيض الكاتبة الصحافية جولي بيس أن عدد حلفاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن يتناقص بشكل مضطرد مع تزايد الانتقادات الموجهة لسياساته الداخلية والخارجية وانخفاض شعبيته بين الأميركيين.
واعتبرت بيس أنه أصبح من الصعب هذه الأيام العثور على حلفاء وأصدقاء أقوياء لأوباما في واشنطن حيث تصاعدت موجة الانتقادات الموجهة إليه في الآونة الأخيرة بشأن السياسات التي يتبعها على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو ما أدى إلى شكوك من مستشاريه السياسيين في استراتيجيته وتزايد حدة الانتقادات التي يواجهها من قبل مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين وذلك بسبب النهج الانعزالي الذي اتبعه أوباما أثناء حكمه وتفضيله الاعتماد على كادر صغير من مستشاري البيت الأبيض مع عدد قليل من الحلفاء الأوفياء في الكونجرس.
وفي سياق الحديث عن الحلفاء أيضًا، انتقد رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، في بيان له أوردته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية على موقعها الإلكتروني الرئيس أوباما انتقاداً لاذعاً قائلاً: “إنه حان الوقت لأن يعامل أوباما حلفاء الولايات المتحدة بصورة أفضل، وأن يعامل الأعداء بشكل حازم، فعندما يتحاور أوباما مع إسرائيل وإيران، يصعب أحياناً معرفة من يفكر فيه كصديق لأميركا أو من يفكر فيه كعدو لأميركا.
من جانبها، قدمت مجلة التايم الأميركية نصيحة للخروج من معضلة الحلفاء والأعداء، حيث أكدت في عددها الصادر بتاريخ 27 فبراير 2015م أن أفضل الحلفاء للرئيس باراك أوباما في حربه ضد داعش هو تنظيم داعش نفسه الذي خلق عددا كبيرا من الأعداء له داخل العراق وعلى نطاق العالم، أي أن المجلة الأميركية تدعو الرئيس أوباما إلى استثمار انتهاكات وجرائم داعش المتمددة والمنتشرة في دول كثيرة وخلقت عداوات بين التنظيم وكثير من الدول لتقوية جبهة الذين يحاربون هذا التنظيم وتقوية إرادتهم وعزيمتهم.
ووفقًا للمجلة الأميركية، فإن التحدي أمام أوباما هو كيفية النجاح في حشد هؤلاء الأعداء لمجابهة تقدم التنظيم في مجالي الحرب الواقعية والإلكترونية للدرجة التي اصبح فيها هذا التنظيم أكبر من شبكة خلايا إرهابية أو مليشيا، وأقرب إلى الدولة في ما يتصل بجمع الضرائب وتقديم الخدمات العامة والسجون.
وأوضحت أنه بدءًا من استيلاء داعش على مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية في 4 يناير من العام 2014، مرورا بانطلاق الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت التنظيم في 8 أغسطس من العام نفسه، اقترب داعش بشكل خطير من تدمير العراق، وهو الأمر الذي ساعد على نشأة قيادة جديدة أفضل في بغداد وتوريط كثير من دول الجوار مثل السعودية والإمارات والأردن وعشرات الدول الأخرى إلى ساحة قتال الدواعش.
ونوهت المجلة الأميركية إلى أن الوحشية التي يتبناها داعش، نفّرت زعماء القبائل في العراق الذين استقبلوا التنظيم في البداية استقبال الفاتحين، ولكنهم ما لبثوا أن ولوا الأدبار، منضمين إلى قائمة حافلة بأعداء الدواعش.
أما أوباما نفسه، فإنه يبحث أيضًا عن حلفاء أو شركاء في مواجهة أزمات العالم المختلفة، حيث تضمنت استراتيجية الرئيس الأميركي التي كشف عنها مطلع شهر فبراير الماضي الخطوط العريضة لأولويات الرئيس أوباما خلال العامين القادمين ومن أهمها: تقوية تحالفات أميركا وشراكاتها العالمية، على اعتبار أن الكثير من المشاكل لا يمكن حلها بالطرق العسكرية.
والسؤال: هل تنظيم داعش قادر على أن يكون حليفًا لأوباما كما ترى الصحيفة الأميركية؟ هذا ما سنجيب عنه في المقال القادم بمشيئة الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية