العدد 2456
الإثنين 06 يوليو 2015
banner
خليج ضد الإرهاب والطائفية د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الإثنين 06 يوليو 2015

الحادث الإجرامي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق عليه السلام بالكويت كان عملية قتل بكل معنى الكلمة. وكان بحق كل الأعراف الدينية والإنسانية جريمة إرهابية لم تراع حرمة المكان والزمان، ولم تراع أي مبدأ من المبادئ الإسلامية التي أمرنا رب العزة والجلالة بتطبيقها، وكان لزاما أن نقول كلنا وبصوت واحد إن من حق دولة الكويت ودول الخليج اتخاذ كل ما تراه مناسبا في سبيل حماية المواطنين وأمنها واستقرارها، وفي سبيل التصدي لكل منابع وتبعات التطرف والطائفية والإرهاب، وعدم التساهل مع أي طرف وأية جهة مهما علت مكانتها الدينية أو الاجتماعية أو السياسية.
ونحن في منظمات وجمعيات “كوغر” وإذ نندد بأقسى العبارات هذا الحادث الإرهابي، فإننا نتقدم الى صاحب السمو أمير الكويت بأحر التعازي باستشهاد مواطنين آمنين، سائلين المولى القدير ان يتغمدهم بواسع رحمته، كما نقف خلف دولة الكويت ودول الخليج في اتخاذ ما تراه مناسبا للتصدي للإرهاب والتطرف أيا كان مصدره. وطالبنا مرارا وتكرارا بضرورة التصدي للخطاب الطائفي التحريضي من مختلف المذاهب والتيارات، وحان الوقت لنكررها ونقول إن حرية التعبير لا تعني أبدا المساس بمعتقدات الآخرين، ولا تعني أبدا التعرض لكل ما من شأنه ضرب الوحدة الاسلامية والوطنية، وتعريض الأمن الخليجي للخطر، ويجب ايقاف كل المنابر التحريضية من اي طرف، حماية لحرية التعبير والصحافة والإعلام، من ان تستغل من قبل هؤلاء الإرهابيين والطائفيين.
كذلك نؤكد أن على دول الخليج إدراك ان الارهاب والطائفية يحاولان العبث بالأمن والاستقرار الخليجي، ومواجهتهما تتطلب تكاتفا وتعاونا بين مختلف شرائح المجتمع الخليجي مع الحكومات والأجهزة الأمنية، ويجب إدراك ايضا ان الضرب بيد من حديد ضد كل من يحاول المساس بالأمن الخليجي ومن اية جهة كانت ومن أية قوى دينية أو اقليمية، سترسل رسالة واضحة بأن لا تساهل ولا مهادنة مع وكلاء الارهاب والطائفية الإقليمية بدول الخليج.
كما أن على الكتاب الصحافيين الخليجيين، وأنا واحد منهم، مسؤولية وطنية تتمثل في التركيز على مفاهيم الوحدة الإسلامية والوطنية بين مختلف مكونات المجتمع الخليجي، وأن التصدي للإرهاب والتطرف والطائفية مسؤوليتهم الاولى بهذا الوقت الحرج، والتصدي من خلال كتاباتهم لأية جهة تريد استغلال مثل هذه الحوادث الارهابية، في تصفية حساباتها الدينية والسياسية. كما أن عليهم أيضا تنوير المجتمع الخليجي وحثه على التعاون الكامل مع الأجهزة المعنية في التصدي ومواجهة كل اشكال الارهاب والتطرف والطائفية.
إن التعدي على حقوق الإنسان وترويعه في المساجد، ودور العبادة في أية بقعة من بقاع وطننا الخليجي، جريمة مجتمعية ترفضها شرائح وطبقات المجتمع الخليجي، فمن يشذ عن هذه القاعدة وهذا المبدأ الخليجي هو إرهابي ومتطرف ولا يمت للدين بأية صلة. فنحن جبلنا على التسامح والتراحم والتواد ليس فقط بيننا كخليجيين بل حتى ايضا مع كل من يعيش بيننا من مختلف شعوب الأرض، فأرضنا الخليجية هي قبلة السلام والصداقة، وسنظل نحافظ على هذا المبدأ رغم ما يقوم به أئمة التكفير والطائفية من الدواعش ومن أتباع طهران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .