العدد 2478
الثلاثاء 28 يوليو 2015
banner
عدائية خامنئي وإيران د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الثلاثاء 28 يوليو 2015

التصريحات العدائية التي أطلقها مؤخرًا من يصف نفسه بمرشد الثورة الطائفية العنصرية بإيران المدعو خامنئي ضد سيادة وأمن واستقرار مملكة البحرين توضح وبشكل جلي لا لبس فيه الروح التي تسيطر على روح وعقلية هذا الشخص، تماما كما هو الحال مع التكفيري الإرهابي “ابوقبر” البغدادي زعيم ما يسمى بداعش عليها وعلى من انتسب اليها اللعنة. فروح الحقد وروح الكراهية وروح الانتقام من سقوط الامبراطورية لا تزال تسيطر على صاحب أكبر منصب بالدولة الايرانية العنصرية، تماما كما تسيطر روح التكفير والارهاب والجاهلية على زعيم الدواعش ابو قبر البغدادي.
وقد استنكرنا نحن بمجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) التصريحات الاستفزازية الايرانية ضد دول الخليج، والتي يطلقها من قبل المسؤولون بالقيادة الايرانية تارة بخصوص اغلاق مضيق هرمز وتارة بتهديد دول الخليج بشكل غير مباشر، واخيرا تصريحات خامنئي الاستفزازية، لانها تعمل على تعكير السلام والامن في منطقة الخليج، وعلى اثارة الفتن والتدخل بشؤون دول الخليج. واستمرار مثل هذه التصريحات المتكررة ستجعل لمؤسسات المجتمع المدني الخليجية الحق في مواجهة مثل هذه الاستفزازات، انطلاقا من مسؤولياتها ودورها في الدفاع عن مصالح وامن شعبه.
ان منظمات وجمعيات (كوغر) والتي غالبا ما تعبر عن رأي وآراء الشارع الخليجي الشعبي، لاحظت تكرار التصريحات العدائية التي يطلقها المسؤولون الايرانيون وبعض الكتاب وبعض اعضاء مجلس الشورى والمنظمات المسلحة التابعة للقيادة الايرانية، بتهديد امن دول الخليج، واغلاق مضيق هرمز ومنع تصدير البترول وتدمير المواقع الخليجية الواقعة ضمن الحدود والمياه الخليجية، وتدمير البنى والمصالح الخليجية، والتدخل بسيادة دول الخليج وآخرها التدخل بالبحرين، مما يؤكد لنا ان هناك تيارا في ايران يسعى لتنفيذ اجندته العدائية تجاه دول الخليج، عن طريق نقل معركة طهران مع المجتمع الدولي بخصوص البرنامج النووي الايراني، ومشاكل الفقر والبطالة الداخلية، إلى اختلاق معركة مع مصالح وامن دول الخليج العربي، في الوقت الذي لا نزال فيه نحن كمجتمع خليجي نلتزم بأقصى درجات الصبر والحكمة والدبلوماسية مع هذه التصريحات.
ان التصريحات التي أطلقها خامنئي ضد سيادة البحرين تؤكد ان أصواتا ايرانية متطرفة، تعمل دائما على تأجيج نار الفتنة بين شعب ايران الشقيق والمسلم وبين الشعب الخليجي تارة من أجل التكسب الانتخابي وتارة اخرى لتنفيذ اجندة تصدير الفوضى لدول الخليج، عن طريق التدخل السافر بشؤون هذه الدول، واستخدام ورقة الطائفية في الخليج لتنفيذ اجندتها، هذا في الوقت الذي مازالت دول الخليج حتى هذه اللحظة حكومات وشعوبا لم تتدخل بالشأن الايراني، ايمانا منها بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل بشؤون الدول، الا ان الأمور اذا ما استمرت على هذا المنوال، من خلال ضرب الوحدة الوطنية للدول الخليجية، وتنصيب طهران حامية لشيعة الخليج، فان الوضع سيكون مختلفا عما سبق، وسنضطر لاتخاذ جميع السبل لحفظ وحدتنا الوطنية وأمن شعب ودول الخليج.
اننا في “كوغر” لا نزال نكرر نداءاتنا لقادة طهران بضرورة الاحتكام إلى العقل، وعدم تأجيج الوضع وتحويل المواجهة الايرانية الدولية إلى مواجهة ايرانية خليجية، ومحاولة التوصل إلى حل مشاكلها مع المجتمع الدولي. كما نؤكد على حقنا المشروع في الرد بالمثل على هذه التصريحات الاستفزازية التي تتعرض لامن ومصالح شعب الخليج، بما فيها تشكيل لجان شعبية خليجية لمواجهة ومحاصرة اي محاولة ايرانية للتغلغل في المجتمع الخليجي او العبث بأمنه، خصوصا اننا شعب نريد السلام لاشقائنا الشعب الايراني، مع ضرورة احترام القيادة الايرانية والمحسوبين عليها لأمن ومصالح وحقوق الخليجيين الجغرافية.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .