العدد 2511
الأحد 30 أغسطس 2015
banner
الواقفون ضد عاصفة الحزم (2) د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الأحد 30 أغسطس 2015

بعد نجاح عاصفة الحزم بكسر أنف طهران باليمن، كان لابد الآن من تشخيص الجهات التي نعتقد بأنها تقف ضد هذا النجاح وتحاربه، وهي إيران وشرحنا الصعيد السياسي المتعلق بذلك الأمر.
2. الصعيد الإعلامي: الأجهزة الإيرانية ايضا استنفرت على الصعيد الإعلامي، من خلال اجهزتها الإعلامية العالم والمنار والميادين، وبرس تي في الناطقة بالإنجليزية، بالإضافة الى القنوات العراقية الطائفية العميلة التابعة لها. ومن خلال بعض ممن يسمون أنفسهم “إعلاميين” من عملاء ايران من العرب الموالين للمشروع الطائفي الإيراني، وبعض من العرب الساعين للشهرة الإعلامية ولم يجدوا الا القنوات الثلاث الطائفية، سعت ايران الى تصوير المعركة على أنها عدوان سعودي ضد الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء وهي المصطلحات التي تحاول من خلالها هذه القنوات كسب تأييد بعض العرب، ومحاولة إيقاف الدعم العربي والإسلامي لعاصفة الحزم، كونها أعادت للعرب والمسلمين جزءا من كرامتهم التي أهانتها المؤامرة الأميركية الإيرانية لتقسيم العرب والعالم الإسلامي، والمؤامرة الغربية الإيرانية بتسويق إيران على أنها قائدة العالم الإسلامي، وخاب مسعاهم وانكشفت ألاعيبهم.
3. الصعيد المجتمعي الخليجي: عمدت إيران أيضا الى محاولة تقوية نفوس بعض عملائها ومؤيديها من الخليجيين، المؤمنين بوصاية طهران على شيعة العرب الوطنيين، بعد الصدمة والصفعة غير المتوقعة من قبل التحالف الخليجي العربي لعاصفة الحزم، فهؤلاء كانوا يعتقدون بقوة وعظمة طهران وجبروتها على العرب، وأن النصر سيكون حليفهم لإلحاق بلاد العرب بالامبراطورية الجديدة. ولكن النهوض الخليجي ووقوفه بكل بسالة بوجه كسرى طهران، الذي لم يكتف بالهزيمة المذلة باليمن، بل لم يستطع أن ينقذ عميله الحوثي، الذي وعده بأن يكون إماما لليمن والعياذ بالله. لهذا فإن الآلة الإعلامية والسياسية والدينية والمجتمعية الإيرانية، وعن طريق عملائها بالخليج، لا تزال تبذل قصار جهدها في تقوية جبهة مؤيديها، وبتصوير عاصفة الحزم على أنها انتحار خليجي في وجه العنفوان الإيراني المزعوم.
ثانيا: عملاء داعش بالخليج: ما ذكرناه آنفا بخصوص مواجهة ايران لعاصفة الحزم ونجاحها في ايقاف احلام كسرى من الدخول الى اليمن ينطبق أيضا على تنظيم داعش الإرهابي التكفيري وعملائه بالخليج. فالكل يعرف ويذكر أن السياسة الأميركية والغربية ابان الحرب الباردة، استخدمت العرب والخليجيين في محاربة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان تحت مسمى الجهاد الأفغاني، وبعد خروج السوفييت من كابول، انقلبت السياسة الأميركية والأوروبية على هؤلاء، وتم اتهامهم بالإرهاب وملاحقتهم عسكريا وأمنيا. واليوم نرى ان السيناريو الأفغاني يتكرر في سوريا، حيث تم غض الطرف عن الخليجيين والعرب الذين يحاربون الى جانب صفوف الثوار السوريين. وكما صدق السفهاء ممن يطلق عليهم بالأفغان العرب انهم حرروا افغانستان، ونسوا انهم مجرد دمى حركتهم الاستخبارات الأميركية لمواجهة السوفييت، ولإبعاد اية مواجهة بين المسلمين وإسرائيل ايام احتلالها لبنان، فقد صدق هؤلاء السفهاء أن تنظيم داعش هو الخلافة الجديدة للمسلمين، التي يجب الانضمام تحت لوائها حتى تكتمل ما تسمى الخلافة الإسلامية.
ولهذا، فإن نجاح عاصفة الحزم تحت لواء دول الخليج، تساندها كل من مصر والسودان والأردن، وهي دول عربية لها ثقلها العسكري على الأقل بالشرق الأوسط، سيشكل عقبة كبيرة جدا امام الدواعش في تحقيق حلمهم بقيادة العرب، وأيضا في كسب المزيد من المؤيدين لكي يتم تأسيس خلافتهم المزعومة. وعلى هذا نرى كيف ان عملاء داعش بدأوا بالمواجهة المسلحة مع دول الخليج خصوصا الكويت والسعودية، تارة باستهداف رجال الأمن وتارة أخرى باستهداف المسلمين الشيعة، بهدف تحقيق فتنة بين شرائح المجتمع، وتسهيلا للدور الإيراني في استغلال الوضع وتسويق نفسها مدافعة عن شيعة الخليج. وكل ذلك من اجل سحب البساط من دول الخليج وحلفائها العرب، من تقديم انجاز خليجي عربي مشرف، بالتصدي للتحالف الايراني الغربي الهادف لتدمير العرب ووحدتهم وتاريخهم العظيم، وإحلال تاريخ مجوسي يتخفى تحت ستار الاسلام والعياذ بالله بقيادة كسرى طهران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .