العدد 2549
الأربعاء 07 أكتوبر 2015
banner
ترانيم قومية د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الأربعاء 07 أكتوبر 2015

نحن العرب نعتز بقوميتنا العربية على مر التاريخ، منذ ان تكلم ابونا اسماعيل عليه السلام العربية، مرورا بالجاهلية وانتهاء بعصرنا الحالي. لكن هذا الاعتزاز، لم يجعلنا أبدا ننظر بكل عنصرية وكره الى الشعوب الأخرى. ولم نتخذ من الغاء الآخر شعارا لنا، كما يفعل قوميو ايران من ذوي الاصول والتاريخ المجوسي. ذلك لاننا نثق بأنفسنا، ولأننا لا نشعر ابدا بالنقص لكي نعادي الآخرين. ولكن هناك من استغل القومية العربية، ليس للإساءة واحتقار وإلغاء الشعوب الاخرى، بل لإلغاء الانسان العربي نفسه. وهناك شواهد على قيام هؤلاء بهذا العمل المشين ضد العرب، مستغلين شعار ​القومية لقتل وتدمير كل ما يمت للقومية العربية بصلة. وهي كالتالي:
أولا: قومية صدام حسين. قائد البعث العربي الاشتراكي في العراق، قدم لنا صورة واضحة عن كيفية استخدام القومية العربية، كمطية لتحقيق احلام العظمة بقيادة ورئاسة هذه الامة التي ابتليت بأمثاله. فمنذ وصوله الى الحكم، وبدل ان يعمل على رفعة الانسان العراقي، وبدل ان يعمل كرسول سلام بين العرب، وبدل ان يكون هو الذي يجر عربة الامة العربية، ويكون العرب هم من يجلسون بالعربة، رأينا كيف انه وزمرته هم من ركبوا العربة، وجعل الشعب العراقي هو من يجر عربته، لكي ينعم هو وولداه وعائلته وأبناء عمومته بخيرات العراق وجناته، بينما الشعب العراقي العربي يرزح تحت ظل الفقر والحروب وتدمير بنيته التحتية.
ولم يكتف ابوعداي بذلك، بل قام بخطوة لم يسبقه أحد من الدكتاتوريين والقساة وأصحاب جنون العظمة من القادة العرب، وهي احتلال دولة جارة شقيقة طالما وقفت معه ومع شعبه في المحن، ولم تقصر يوما لا معه ولا مع اية دولة كانت تحتاج للمساعدة. ولم يكتف ذلك القائد الملهم عند الاحتلال ​ويعمل على التراجع والانسحاب من الكويت، بل ضرب على اذنيه ورفض كل الدعوات الصادقة من قبل القادة العرب، حتى لا يدفع العالم العربي ثمن ذلك الاحتلال لاحقا، وهو ما نعانيه الآن حقيقة.  وبعد فوات الاوان، انسحب مخلفا الدمار بالكويت، ويجبر الشعب العراقي على دفع الثمن من ارواح ابنائه وبناته وشيوخه، ومن خيرات ارضه واقتصاده وإنجازاته، حتى جاءت الادارة الاميركية السابقة بكذبة الديمقراطية بالعراق، وهي الستار الذي بموجبه تم تسليم العراق الى المجوس حلفاء واشنطن بالخفاء، لكي تقتل كل روح قومية عربية في هذا البلد العريق. وهذا ما جنيناه من دعاة القومية العربية الكاذبين.
ثانيا: قومية بشار الأسد. حافظ الاسد علوي المذهب ولكننا لا شأن لنا بمذهبه ولا بما يعتقد. فنحن يكفينا ان يكون القائد عربيا بكل صدق وقوميا بكل معنى الكلمة، من أجل رفعة الانسان والشعب العربي. وبدل ان يكون هذا القائد عربيا قوميا، نراه كان طائفيا وارتكب مجزرة بحق مسلمين يخالفونه المذهب، بحجة التعرض لأمن سوريا العربي القومي. ثم جاء من بعده ابنه بشار. وتوسمنا فيه الخير في ان يعمل على تحقيق فعلي لمفهوم القومية العربية بدل والده. لكنه للأسف أصبح اقذر من والده، فمن أجل مذهبه باع عروبته وقوميته الى المجوس وأصبح ذليلا خانعا لطهران. باع سوريا العروبة والتاريخ والتعايش ليس بين المذاهب بل بين الاديان من أجل طائفيته. باع التراب السوري الطاهر لكي يدنسه المجوس بحجة محور المقاومة والتصدي لاسرائيل. وهاهم المجوس والروس يعيثون دمارا وفسادا بسوريا. وهذا ما جنيناه من دعاة القومية العربية الكاذبين.
ثالثا: قومية البعث اليمني: لن نطيل شرح هذه النقطة. بل يكفي ان نقول إن اعضاء بحزب البعث اليمني​، ذهبوا مع وفد من الحوثيين والمخلوع الى طهران​،​ للتشاور وتشكيل محور ​يسمونه المقاومة، ضد ​محور​ الشرف والكبرياء العربي في اليمن. وهذا كاف ​​بأن يكون هؤلاء كسابقيهم من دعاة القومية الكاذبة، ومع هذا. ومع كل هذه المآسي التي ارتكبها هؤلاء السفاحون بحق الشعب العربي، الا ان القومية العربية لا تزال نقية وطاهرة من دنس هؤلاء الذين باعوها للمجوس. ستبقى عاصفة الحزم رمزا للقومية. سيبقى كفاح سنة وشيعة العراق ضد الاحتلال المجوسي رمزا للقومية. و​سيبقى الشهداء واللاجئون السوريون رمزا للقومية العربية.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية