العدد 2599
الخميس 26 نوفمبر 2015
banner
من أشكال الإرهاب (1) د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
الخميس 26 نوفمبر 2015

الإرهاب لا دين له ولا مذهب، هذه مقولة يجب على كل عاقل أن يدركها ويعيها جيدا. فالإرهاب إن لم يمسسك اليوم فإنه حتما سيتعرض لك غدا، إن لم تتصد له وتستنكره وتعمل على إخماد ناره. والإرهاب قد يتلبس بثياب الإصلاح والديمقراطية والدين. وهناك دول دعمت الإرهاب واعتبرته سبيلا وشرعا لتحقيق احلامها المريضة. ومن هذه الدول التي تستخدم الإرهاب تحت حجة دعم المستضعفين، أو دعم الحركات الاصلاحية، الدولة التكفيرية الطائفية في إيران. ولنضرب مثلا بسيطا في كيفية استخدامها الارهاب. فقد عمدت الثورة التكفيرية في ايران، الى  صناعة شخص عميل يدين بالولاء الأعمى لابن عمه في طهران، كبطل عربي مسلم يكون رمزا لهم، ويكون قائدا للمقاومة العربية ضد اسرائيل. وكان هذا الشخص هو حسن نصر الله، وهو النسخة الطائفية الثانية للإرهابي أبوبكر البغدادي زعيم التكفيريين السنة. وطوال سنوات خلت، تم التسويق لهذا النكرة في بطولات وهمية. وتم استغلال بطولات الشعب الفلسطيني وتجييرها لحسن نصرالله، الذي وصفته الآلة الاعلامية لطهران بأنه بطل المقاومة. حتى أراد الله ان يفضح هذا الحزب الكسروي، عندما اندلعت الثورة السورية لطرد الاحتلال المجوسي لسوريا العربية بشيعتها وسنتها ودروزها وعلويتها ومسيحييها، وتورط هذا الحزب العميل في تنفيذ ما طلب منه في مقاتلة عرب سوريا من أجل احلام طهران، مثلما قام ابوبكر البغدادي بتنفيذ ما طلبه اسياده من شياطين الاستخبارات بقتل العرب سنتهم وشيعتهم تحت ذريعة دولة الخلافة، عليه وعلى دولته ونصر الشيطان لعنة الله وملائكته ورسله.
نفس هذا الاسلوب الارهابي الايراني تم تطبيقه في مملكة البحرين. فالأجهزة الإيرانية والميليشيات العراقية الطائفية، ما انفكت تدعم الحوادث الارهابية بالبحرين، التي يقوم بها منظرو وقادة التنظيمات الارهابية، سواء القادة الميدانيين الذين يخططون ويشرفون على هذه العمليات، أو بعض خطباء المنابر الدينية الموالين للأجندة الايرانية والميليشيات والاحزاب العراقية الطائفية، ويضفون الشرعية الدينية لهذه الاعمال الإرهابية. والاسلوب العصاباتي والعسكري الذي تقوم به هذه التنظيمات يثبت بما لا يدع مجالا للشك، انها تلقت تدريبا عسكريا محترفا تحت اشراف الاجهزة الايرانية، للعمل على زعزعة أمن البحرين ومجتمعها وعلى الغاء عروبة البحرين وتاريخها العربي.
إننا سبق أن حذرنا مرارا وتكرارا من أن هناك جهات ايرانية وميليشيات عراقية، تدير وتشرف على العمليات الارهابية التي تقع في البحرين ودول الجوار. ولعل صناعة القنابل وإلقاء المولوتوف وسد الطرقات وترهيب المواطنين واستهداف الجاليات والمقيمين والفتاوى الدينية، كلها توضح بشكل قاطع الاساليب الايرانية والعراقية الطائفية للارهاب. وكمنظمات ومؤسسات (كوغر) التي تعمل في مجال حقوق الانسان والمرأة والأطفال وفي مجال حرية التعبير وتعزيز الديمقراطية، فإننا نؤكد أن ما تقوم به هذه الخلايا الارهابية وتوابعها وما ترتكبه من أعمال، لا صلة لها بالديمقراطية والإصلاح لا من قريب ولا من بعيد، حيث إن هذه الأعمال تهدد بشكل رئيسي حياة المواطنين وأعمالهم ومصالحهم واقتصادياتهم.
لهذا فكل من لا يدين هذا الارهاب والعنف الايراني والعراقي الميليشاوي، من قبل هؤلاء الذين نصبوا انفسهم زعماء دينيين، فهو شريك في الارهاب والعنف والاجرام والترويع الذي يصيب المجتمع الخليجي. يجب محاسبتهم وإيقافهم عند حدهم حتى يكونوا عبرة لمن يرضى بأن يكون أداة تنفيذ للإرهاب الايراني.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية