العدد 2815
الأربعاء 29 يونيو 2016
banner
هل يُعيد بشار ما فعله والده بأوجلان مع صالح مسلم؟ (1) ماجد محمد
 ماجد محمد
الأربعاء 29 يونيو 2016

بالنسبة للنبيه ليس بالضرورة أن يكون المرءُ ممن تعرض للطعن من قبل حتى يعرف أن الذي أمامه من أهم صفاته الطعن والغدر بمن يتعاملون معه، ومَن كان أباه على مر عمره في السلطة من بائعي أقرانه، فهل سيصعب على السائر على نهج أبيه إخضاع المتعاون معه في قادمات الأيام الى المزاد العلني في بازارات السياسة؟
من هنا فإن ما أورده الكاتب المختص بالشؤون التركية بكر صدقي في مقالته المنشورة في القدس العربي تحت عنوان: “مراجعة للسياسة الخارجية التركية” نقلاً عن زعيم حزب الوطن التركي (دوغو بيرينجك) الذي ربما يكون يوماً ما وسيطاً محتملاً بين دمشق وأنقرة، بقوله: “إن الأسد يرى في الولايات المتحدة، العدو الذي يريد تقسيم سوريا، وفي حزب الاتحاد الديمقراطي بيدقاً في يد أميركا، وحسب قول بيرنجك “إن الأسد أخبرَهم بأنه مستعد لإقامة علاقة ودية مع تركيا، إذا توقفت تركيا عن تصدير الإرهابيين إلى سوريا”، وإذا ما صح كلام بيرينجك، وتم التوافق يوماً ما بين العدوين اللدودين المقيمين في كل مِن دمشق وأنقرة، فهذا يعني أن الدوائر التي دارت بزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان عبر اتفاقية أضنة بين البلدين، والتي كان بموجبها قد تم طرد أوجلان من سوريا، فمن حينها بمقدروره أن يضمن عدم تكرار نفس التجربة، بالمسؤولين عن الرافد الأوجلاني في سوريا، أي حزب الاتحاد الديمقراطي، بما أن الأعداء الذين يقتسمون المناطق الكردية في الدول الأربع قد يختلفون على كل شيء في الكون، ولكنهم على استعدادٍ دائم لأن يتفقوا على الشعب الكردي وقضيته.
وهو ما كان السياسي الكوردي محمود عثمان قد أشار إليه عبر منشورٍ على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك قال فيه: “استغلت أنظمة طهران وأنقرة الحرب ضد داعش واتفاق أميركا وإيران والتطورات الأخرى لتُصّعد من إرهاب الدولة وحملتها على الكورد وحركتهم التحررية كما ظهر في استشهاد 6 عناصر من الحزب الديمقراطي-كوردستان، في إيران، وكذلك الحملة العسكرية التركية وقصفها المناطق الكردية عدا القتلى وتدمير المناطق بذريعة محاربة الارهابيين، وكما أن حكومة إيران تتهم من استشهدوا بأنهم إرهابيون وعملاء وتقوم بإعدام الناشطين بتلك الذريعة، ففي تركيا أيضاً كل كوردي يدافع عن قضية شعبه يُعتبر إرهابياَ بنظر الاستخبارات التركية، إضافة إلى أن أنقرة تقوم بهجمات جوية وأرضية عبر الحدود على المناطق الكردية في سوريا وإقليم كوردستان”.
فلا شك في أن ما يقوله زعيم حزب الوطن دوغو بيرينجك يعيد الى الأذهان الطعنة الغادرة التي مُني بها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان على يد طاغية سوريا السابق والد طاغية اليوم بشار، وكيف تخلى الأسد الأب بيسر عن أوجلان عبر الاتفاق عليه مع تركيا عام 1998، حيث كان أوجلان قد دخل إلى سورية عام 1980 في عهد الطاغية الأب حافظ الأسد، الذي كان يستخدمه كورقة للمساومة والبيع والشراء حين تحين الحاجة الى ذلك، وسمح الأسد له بإقامة معسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سهل البقاع اللبناني الذي كان يخضع لنفوذ الأسد، وبدأ حزبه بالقيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا والعراق وإيران مدعياً أنه يسعى لإنشاء وطن قومي للأكراد، أما بالنسبة لحافظ الأسد الذي كان يقمع الكرد في سورية، ويحرمهم من الحصول حتى على حق امتلاك وثائق السفر وإثبات الهوية، إضافةً إلى ما طبّقه بحقهم من المشاريع العنصرية حيث كان أبرزها مشروع الحزام العربي السيئ الصيت، وبدا أن الهدف الرئيسي لدى الاسد الأب من إيواء أوجلان هو فقط استخدامه مع حزبه كوسيلة للضغط والانتقام من دول الجوار، وإلّا فلو كان صادقاً لما مارس العنصرية بحق مواطنيه الكرد. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .