العدد 2903
الأحد 25 سبتمبر 2016
banner
سياحة ينقصها الترويج أيمن همام
أيمن همام
الأحد 25 سبتمبر 2016


كثيرًا ما يقترن اسم البحرين بالسبق والريادة، ففيها تم اكتشاف أول بئر للنفط في المنطقة، وفيها تم تبنّي مفهوم التنويع الاقتصادي لأول مرة في دول مجلس التعاون كاستراتيجية للتنمية وضعتها البحرين منذ سبعينات القرن الماضي عبر تعزيز الاستثمارات في قطاعي المصارف والسياحة، وبفضل ريادتها في هذا التوجه أصبحت وجهة سياحية مفضلة للمواطن الخليجي.
السياحة أصبحت تمثل رافدًا مهمًا للاقتصاد البحريني، والبيانات الصادرة من البنك الدولي تبيّن أن نسبة الإيرادات السياحية للمملكة في الدخل القومي هي الأعلى بين دول الخليج. لكن لا ينبغي أن تكتفي البحرين بتفوقها على المستوى الخليجي؛ لأنها تملك كل المقومات التي تجعل منها وجهة سياحية عالمية من الطراز الأول.
في ظل تدني أسعار النفط، أصبح لزامًا على البحرين استغلال إمكاناتها السياحية بالشكل الأمثل؛ وذلك من أجل زيادة الدخل القومي وخلق فرص عمل جديدة. ولتحقيق هذا الهدف، يجب الترويج لاسم البحرين كوجهة عالمية رائدة للسياحة الثقافية، ووجهة إقليمية مفضلة للسياحة الترفيهية.
البحرين غنية بتراثها ومعالمها التاريخية، ويكفي أن لديها مواقع مسجلة على قائمة التراث الإنساني العالمي، فضلاً عن المعالم الأثرية والطبيعية الأخرى، التي تمثل عناصر جذب قوية للسائح الأوروبي.
لا ينقصنا المتاحف ولا المرافق السياحية كالفنادق والمجمعات التجارية ووجهات الترفيه، كما أن الأنشطة والفعاليات الثقافية متوفرة بقدرٍ كافٍ. ما نحتاجه للنهوض بقطاع السياحة في البحرين هو إطلاق حملات ترويجية ضخمة وقوية تتناسب مع الإمكانات الهائلة التي تملكها البحرين.
ولاستقطاب أعداد أكبر من الزوار، ينبغي على الجهات المعنية بالسياحة إسناد مهمة الترويج والتسويق السياحي إلى شركات عالمية متخصصة في هذا المجال، على أن تستهدف الحملات الترويجية السائح الأوروبي والخليجي، مع التركيز على المزايا التنافسية للسياحة البحرينية، فحملات الترويج الذكية والمبتكرة قد تجعل مواطني الخليج يفضلون البحرين على الوجهات السياحية الأخرى.
صحيفة The Times البريطانية نشرت، هذا الأسبوع، مقالاً بعنوان: “العرب ينفقون أموالاً طائلة في مانشستر”، تحدثت فيه عن زيادة كبيرة في أعداد المواطنين الخليجيين الذين يسافرون مباشرة إلى تلك المدينة الواقعة شمالي غرب إنجلترا، حيث يشغلون الفنادق بكثافة وينفقون الأموال بسخاء.
وأرجعت كاتبة المقال سر هذا الإقبال الخليجي على مانشستر إلى “سهولة التنقل بين أشهر وأرقى المتاجر”، مشيرة إلى أن أسرة واحدة من دولة خليجية اضطرت إلى دفع مئات الجنيهات لحجز غرفة إضافية في الفندق فقط لوضع الأغراض التي اشترتها من أرقى العلامات التجارية من ثياب ومجوهرات وحقائب.
هذه الأشياء متوفرة في البحرين. قد أتفهم أن أمطار إنجلترا يمكن أن تكون عامل جذب إضافياً للسائح الخليجي، لكننا في البحرين مقبلون على فصل الشتاء حيث يكون الطقس معتدلاً وجميلاً وتسقط كميات قليلة من الأمطار، لذا يجب استغلال هذا الموسم بحملات ترويجية مكثفة باللغة العربية تستهدف مواطني دول الخليج وتدعوهم إلى قضاء أوقات سعيدة في بلدهم البحرين.
أما بالنسبة لمن ينشدون السياحة الثقافية، فهم من نوعية المسافرين الذين لا يفرق معهم لا صيف ولا شتاء ماداموا سيحظون بنظرة قريبة على إرث حضاري عمره خمسة آلاف عام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .